طاهر قابيل
طاهر قابيل


أول سطر

تجربتى مع اللقاح

طاهر قابيل

الثلاثاء، 02 نوفمبر 2021 - 07:00 م

لا أستطيع أن أنكر أن الدولة نجحت فى توفير كل أنواع لقاحات «كورونا» وكان آخرها استقبالنا مئات الآلاف من جرعات «موديرنا» الحاصلة على موافقة الاستخدام الطارئ من الصحة العالمية وهيئة الدواء المصرية.. ولا يمكن أن أقول إن الأماكن المخصصة والفرق الطبية لا تكفى.
لقد خرجت من تجربتى مع اللقاح بحكايات سمعتها من المنتظرين مثلى للحصول عليه والتى خرجت منها ببعض الملاحظات وإن لم تكن هذه تحدث فى كل المواقع ولكن حظى جاء بمنطقة شعبية.. فمنذ شهر تقريبا دونت طلبى على الموقع المخصص بوزارة الصحة.. وفوجئت بعد أيام قليلة برسالة تقول لى إنه تم تحديد مكان الجرعة الأولى بأحد مراكز الشباب بمنطقة اخترتها بالقرب من مكان عملى.. وفضلتها على «نقابة الصحفيين».. وفى نفس الوقت أخبرنى زميل بأن فرقا طبية ستصل إلى مكان عملى فى الأسبوع القادم على مدار 3 أيام.. وشعرت بالفخر ببلدى التى أصبحت تقدم خدماتها للمواطنين إليكترونياً بدون عناء أو توصية أو وساطة.
ذهبت فى الموعد المحدد وكان يوم إجازة وعرفت أن رقمى مسجل فى ورقة من أحد الشباب هو «14».. وانتظرت مع المنتظرين حتى يصل فريق العمل واللقاحات.. وأخبرونى بعد حصولى على «الجرعة الأولى» أن موعد الثانية بعد 3 أسابيع ولا يمكننى الحصول عليها بمكان آخر فكانت تجربتى الصعبة التى خرجت منها أننا نتعامل مع التقدم واستخدام التكنولوجيا بعقول قديمة وإجراءات «عفى عليها الزمن».. فوجدت سيدة تمسك بأوراق لتسجل الأسماء!.. وعددا كبيرا من البشر ينتظرون وصول اللقاح والفريق الطبى.. فقلت لنفسى بعد انتظارى أعود عندما يبدأون العمل واستفسرت عن رقمى فصدمت أنه 275 ونظرت حولى فوجدت العدد أقل من ذلك بكثير فقلت فى نفسى حتى إن كان الرقم صحيحا فلن يستغرق الأمر أكثر من ساعة أو ساعتين.. وعدت بعد ساعتين تقريبا فقيل لى إنهم انتهوا من 30 مواطناً ومواطنة.. فقلت فى نفسى ربما تأخروا فى البدء وجلست مع المواطنين لأسمع حكايات وشكاوى وأشاهد خناقات من سوء التنظيم وقال لى البعض إنهم جاءوا أمس وقيل لهم فوت علينا بكرة الجرعات «خلصت».. ويصرخ آخرون أنهم يأتون من 3 أيام ويستمعون فى آخره نفس الكلام.. ويحاول البعض باجتياز الدور بالبلطجة والمحسوبية.. وأظل فى مكانى ومعى آخرون حتى السابعة مساء من التاسعة صباحا وأبحث عن من يجيبنى على سؤال هل سأحصل على الجرعة الثانية ولا أجد مجيباً.
يخبرنى البعض أنهم لا يبحثون عن التطعيم لحمايتهم أو غيرهم من «كورونا» ولكن خوفا من قرار الحرمان من الخدمات حتى تجديد الرخص والرقم القومى والتموين ودخول أماكن العمل والجامعات والبنوك وغيرها.. وتنتهى مغامرتى بحصولى على حقى بالجرعة الثانية بشق الأنفس.. ربنا يزيل الغمة ويشفى كل مريض.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة