صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


عام من المذابح.. إقليم تيجراي ضحية عنف قوات آبي أحمد

سامح فواز

الأربعاء، 03 نوفمبر 2021 - 01:06 ص

يكمل الصراع في إقليم تيجراي الإثيوبي عاما كاملا شهد مذابح قام بها نظام رئيس الوزراء آبي أحمد بدماء باردة لتدور رحى الحرب ضد شعبه والتي بدأت في 5 نوفمبر 2020.

تلك الحرب التي عانى فيها أهالي الإقليم من شتي أنواع التطهير العرقي والتجويع الممنهج وعدم القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية الطارئة والاحتياجات الأساسية بسبب القتل الجماعي وجرائم الحرب التي كان ينفذها الجيش الإثيوبي.

فبحسب تقارير المفوضية السامية لشئون اللاجئين، أجبرت الحرب الوحشية التي يقودها النظام الأثيوبي، مئات الآلاف من شعب التيجراي على مغادرة منازلهم في الإقليم منذ بداية الحرب، حيث فر أكثر من 70 ألف شخص، 31% منهم أطفال إلى السودان وبلدان آخرى، منذ بداية الصراع الدامي.

وروى الهاربين من تيجراي أنهم كانوا محاصرون في النزاع والكثير منهم وقعوا ضحايا لجماعات مسلحة مختلفة وواجهوا مواقف محفوفة بالمخاطر بما في ذلك نهب منازلهم والتجنيد الإجباري للرجال والفتيان والعنف الجنسي ضد النساء والفتيات وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في يناير2021، عن نزوح أكثر من 2.2 مليون مواطن من شعب تيجراي داخل أثيوبيا، منتشرين في أنحاء البلاد والمناطق النائية أو محاصرين بين اندلاع القتال المحلي.

وبحسب تقارير أممية، وقعت أكثر من 22 ألف امرأة ضحايا للعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي.

أدت عمليات التجويع الممنهجة التي خاضها نظام أبي أحمد ضد تيجراي، الى موت الناس في جميع أنحاء الإقليم بسبب نقص الأساسيات من الطعام والأدوية والغذاء، مما جعل العديد من سكان تيجراي يفتقرون إلى الوصول الكافي من الوقود والماء والأدوية، وتواصل مع الوقت الحكومة الإثيوبية منع الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى من نقل البضائع، ومواد الإغاثة الاساسية الى تيجراي، فقد منع القصف الوحشي على عاصمة الإقليم "ميكالي" في 22 أكتوبر 2021، هبوط طائرة إغاثة أممية كانت محملة بمواد أساسية لدعم الحياة ومن غذاء ودواء، مما اضطرها للعودة إلى أدراجها دون إيصال المساعدات اللازمة.

كل هذا بالإضافة الى التعتيم الكامل للإنترنت بسبب قصف أبراج الاتصالات والهاتف وانقطاع التيار الكهربائي وتوقف الخدمات المالية في البنوك في معظم أرجاء الإقليم.

تسببت الحرب على تيجراي في حالة طوارئ صحية هائلة أثرت على أكثر من 6 مليون شخص، مما أدى إلى موت الآف الأشخاص بسبب عدم توفر الأدوية المنقذة للحياة في المستشفيات، أو يضطرون إلى أن يسافرون لأيام سيرًا على الأقدام للوصول إلى العاصمة ميكيلي للوصول إلى منظمة أطباء بلا حدود.

جدير بالذكر أن تدمير البنية التحتية للرعاية الصحية أدى إلى إجبار النساء الحوامل لولادة أطفالهن في بيئات خطيرة وتوفى الكثير من النساء أثناء ولادتهن.

اتهم شهود عيان ميليشيات الأمهرة والقوات الإريترية والقوات الإثيوبية بأنها قامت بعمليات نهب وقتل واعتداءات جنسية جماعية مع قطع الاتصالات في المنطقة.

ولم تسلم مخيمات اللاجئين من الدمار الكامل مما اضطر بعض المجموعات الضعيفة بالفرار إلى حدود السودان، وأظهرت صور الأقمار الصناعية الى تدمير مخيمين للاجئين الإريتريين في تيجراي.

واستضاف مخيم هيتساتس وشيملبا حوالي 25,000 لاجئ اريتري وسيطرت القوات الإريترية على مخيمات اللاجئين التي يتواجد فيها الإريتريون الذين فروا من إيريتريا في ظل حكم افورقي وأجبرتهم على العودة إلى إريتريا في انتهاك لاتفاقية 1951 الخاصة بحماية اللاجئين التي وقعت عليها إثيوبيا.

كما كان للعنف آثار مدمرة على النساء في تيجراي مع العديد من التقارير عن العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي. 

لم يكن فقط البشر هم المستهدفون الوحيدون من هجمات قوات أبي أحمد، فقد استهدفت أيضا القوات الإثيوبية والإريترية المؤسسات التي تدعم المجتمع، بالإضافة إلى تدمير المدارس والمستشفيات والمصانع والكنائس والمساجد، مثل مسجد النجاشي، و يُعتقد أنه أول مسجد بني في إفريقيا خلال زمن النبي محمد صل الله عليه وسلم .

 ومع حظر نقل المساعدات إلى الإقليم المنكوب، من قبل الحكومة الإثيوبية، من المقرر أن تصل أزمة المجاعة إلى أسوأ مراحلها حتى الآن، مما يعرض حياة مئات الآلاف من المحاصرين للخطر.

وذكر جوزيف بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، أن وقف إطلاق النار الهادف يعني "القيام بكل ما هو ممكن حتى تصل المساعدة إلى ملايين الأطفال والنساء والرجال الذين يحتاجون إليها بشكل عاجل.

مع استمرار محاصرة تيجراي بقطع الخدمات الحيوية وتعبئة القوات إلى حدود المنطقة، كثفت إدارة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد وحلفاؤها الهجمات اللفظية والجسدية والوجودية ذات دوافع التطهير العرقي ضد تيجراي في جميع أنحاء البلاد.

وقام نظام آبي أحمد باعتقال الآلاف من سكان تيجراي بشكل تعسفي ويحتجزون ويواجهون موجة جديدة من الاستهداف العرقي في جميع أنحاء إثيوبيا، بما في ذلك في أديس أبابا ومنطقة أمهرة.

وعلى مدار عام كامل ارتكب جنود آبي أحمد آلاف الفظائع بمساعدة الجنود الإرتريين في إقليم تيجراي، وقامت قوات آبي أحمد بالعديد من المذابح التي ارتكبت في أكسوم ومريم دينجيلات وكولا تمبيان والتي قتل فيها مئات المدنيين على أيدي القوات الإثيوبية والإريترية، وظهرت أدلة فيديو جديدة على مذابح ماهبيري ديجو في يناير 2020، تُظهِر مقاطع الفيديو الجيش الإثيوبي وهو يجمع المدنيين العزل على حافة منحدر، وينفذ فيهم الإعدام ويلقي بجثثهم فوق الجرف. 

كشفت رسالة بتاريخ 16 يونيو كتبتها الإدارة المؤقتة لمنطقة ماي كينيتال في وسط تيجراي عن مقتل 440 شخصًا، و558 شخصًا من ضحايا العنف الجنسي، وتوفي 125 شخصًا بسبب الجوع في هذه المنطقة الصغيرة وحدها. 

وأخيراً، أدى قصف جوي لسلاح الجو الإثيوبي في 22 يونيو على بلدة سوق توجوجا، التي تقع على بعد 25 كيلومتراً من العاصمة ميكيلي، إلى مقتل أكثر من 60 مدنياً وإصابة المئات.

في حين تم الإبلاغ رسميًا عن أكثر من 500 حالة من حالات العنف الجنسي في مايو 2021 ، تم الإبلاغ عن أكثر من 120 حالة خلال الأسبوع الأول من شهر يونيو وحده. 

كما ذكرت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) ، فإن ما لا يقل عن 23 ألف امرأة وفتاة في تيجراي طلبن المساعدة الطبية للعنف الجنسي في عام 2021. 

كشفت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في نهاية يونيو أن عدد الأشخاص الذين يعيشون في ظروف مجاعة في تيجراي قد نما بشكل كبير، حيث ارتفع إلى 900 ألف شخص، من بين هؤلاء، هناك ما لا يقل عن 33 ألف طفل معرضون بشدة لخطر سوء التغذية الحاد والمجاعة.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة