صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


أسباب ارتفاع أسعار السيارات حول العالم

مصطفى محمود

الأربعاء، 03 نوفمبر 2021 - 08:53 ص

في الآونة الأخيرة، أصبحت أخبار ارتفاع أسعار السيارات في السوق المحلي روتينًا يوميًا يتابعه كل مهتم بمجال صناعة السيارات وسوق السيارت المحلي، كما أصبحت تلك الأخبار في الوقت ذاته سبب انزعاج كبير للعملاء المحتملين والباحثين عن سيارة جديدة تلبي احتياجاتهم في ظل الظروف التصنيع غير المستقرة عالميًا.

وأشار الكثير من المتابعين عبر صفحات التواصل الاجتماعي بشئ من السخط على ظاهرة ارتفاع الأسعار في سوق السيارات المحلي إلى أنها ظاهرة خاصة بالسوق المصري دون غيره من الأسواق، واصفًا تلك الظاهرة بأنها «غير مبررة» أو «غير منطقية».. وتعود بشكل أساسي بالنفع على التجار والوكلاء، دون مراعاة لمصالح العملاء والمستهلكين.

وفي هذا السياق، أصدرت صحيفة متخصصة في تحليل أسواق السيارات، تقريرًا أفاد بأن أسواق السيارات العالمية تعاني من نفس أعراض نقص الإنتاج، والتي يعتبر أبرزها وأكثرها اتصالًا بالمستهلك  هو ارتفاع أسعار السيارات.

ووصف التقرير، ارتفاع أسعار السيارات بأنه "حلقة" ضمن سلسلة حلقات التخبط وعدم الاستقرار الذي تعاني منه صناعة السيارات حول العالم، حيث بدأ المسلسل مع بدايات ظهور جائحة كورونا في مارس 2020.. ليتبعها سريعًا موجة من الأزمات التي كان أكثرها شراسةً نقص الشرائح الإلكترونية أو أشباه الموصلات، والتي تعتبر العمود الفقري للصناعة.

وعلى سبيل المثال، خصص التقرير تحليلًا لسوق السيارات الأمريكي خلال شهر سبتمبر من العام الحالي، أظهر ارتفاعًا في أسعار السيارات الجديدة بشكل ملحوظ، حيث بلغ متوسط سعر السيارة الجديدة 45.031 دولارًا، وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يتجاوز فيها متوسط سعر السيارة الجديدة في السوق الأمريكي حاجز الـ 45000 دولار، والشهر السادس على التوالي من ارتفاع الأسعار الذي وصفه التقرير بـ "القياسي" .. حيث يعتبر العلامة الأبرز على تخبط صناعة السيارات عالميًا على الرغم من تباطؤ المبيعات في السوق الأمريكي.

ووفقًا للتقرير، فقد اشترى الأمريكيون سيارات أقل بنسبة 7.3% في سبتمبر مقارنةً بشهر أغسطس من نفس العام، مما يجعل شهر سبتمبر أحد أبطأ شهور المبيعات منذ عقد من الزمن.

كيف وصلنا إلى أسعار أعلى مع انخفاض المبيعات؟

الإجابة بكل بساطة، هي شراء نوع أغلى من السيارات، حيث تقول محللة متخصصة في عالم السيارات: "إن مؤشرات أسعار السيارات المرتفعة ارتفاعًا قياسيًا في سبتمبر كانت في الغالب نتيجة للتركيز على مبيعات سيارات الـ SUV متوسطة الحجم في سبتمبر مقارنة بشهر أغسطس، بينما تلاشت مبيعات السيارات الصغيرة والمتوسطة الحجم ذات الأسعار المنخفضة، والتي كانت تستحوذ على حصة أكبر من السوق في العادة".

وبالعودة إلى الأسباب، فقد أكد التقرير على أن نقص قطع الغيار والشرائح الإلكترونية بسبب توقف أو تباطئ العديد من مصانع السيارات بسبب جائحة كورونا،  لعب دورًا محوريًا في نقص المعروض، مما ترك التجار في مواجهة مع الطلب الزائد، بينما في بداية السلسلة ركز صانعو السيارات الذين هم في حاجة إلى انتزاع أكبر مكسب من الصناعة لتعويض فترات الإغلاق، وباستخدام أقل عدد ممكن من الشرائح الإلكترونية التي تمكنوا من الحصول عليها ما ساهم في حجم إنتاج أقل -جهودهم على بناء سيارات suv ذات هامش مرتفع من الربح.

ولا يخفى على أحد أن الكثير من العملاء الراغبين في اقتناء سيارة حاليًا قد اتخذوا قرارًا في ظل الأسعار المرتفعة بتأخير شراء السيارة لكن يبدو أنه لم يتخذ عدد كافٍ من العملاء هذا القرار الذي من شأنه المساهمة بفاعلية في خفض الأسعار.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة