من حق المخرج السوري الكبير »محمد ملص»‬ أن يغضب، أن يثور، وأن يستنكر، ويعتبر الأمر إهانة شخصية.. من حقنا أيضا أن نغضب، ونعتبر الأمر إهانة شخصية لنا كمصريين وكفنانين وكتاب ومثقفين، فمنع مخرج بحجم وقيمة محمد ملص من دخول مصر (رفض منحه تأشيرة الدخول) شبهة لا تليق باسمه وتاريخه ومواقفه، ثم هو المكرم في مهرجان الاسكندرية السينمائي، الذي افتتح أول أمس ( 9-15 سبتمبر)  وفي المسابقة الرسمية للمهرجان ،يعرض فيلمه الأحدث (سلم الي دمشق)... المؤسف أن ملص سبق وتم منعه (في يونيو الماضي) من دخول مصر، وهو في طريقه الي رئاسة لجنة تحكيم مهرجان الاسماعيلية للأفلام التسجيلية ! !  وفي رسالة غاضبة الي د. جابر عصفور (وزير الثقافة) طالب ملص بتقديم تفسير واضح لتكرار منعه من دخول مصر: (أطالب الجهة صاحبة قرار المنع، أن تفصح عن الأسباب التي دفعتها لذلك، حماية لسمعتي بين السينمائيين، من حيث يضعني المنع في دائرة شبهة لا تليق باسمي ومواقفي...                                     أفلامي السينمائية هي هويتي، وهي معروفة ومعلنة، وليست سرية.. وأنا كسوري لا أقبل لنفسي أن أكون لاجئا، أو نازحا، فأنا أقيم في بلدي، وأعاني مما تعانيه، وأعيش مرارتها، وأحقق أفلامي بها وعنها، فهل وصل الأمر بهذه الأنظمة، وبعاصمة السينما العربية، أن تمنع سينمائياً من دخولها..؟! أما إذا كان المنع يخصني شخصيا، فإني لن أسكت علي هذه الإهانة، والمس بحريتي وموقفي، اللذين لا أملك غيرهما، وهل أصبح الكل في هذه الأوطان، يعتبر الثقافة شبهة وخطرا و(ايبولا) عربية تفترض الحذر والمنع...)!  يحتاج الأمر الي تفسير وإيضاح واعتذار، الأهم إلي مراجعات، لطبيعة التعامل مع السوريين، وإجراءات دخولهم الي مصر.