الملك فاروق --  النحاس باشا يطالع ما خلفه الانفجار فى منزله
الملك فاروق -- النحاس باشا يطالع ما خلفه الانفجار فى منزله


كنوز | نجاة مصطفى النحاس باشا من 7 محاولات اغتيال

عاطف النمر

الأربعاء، 03 نوفمبر 2021 - 05:32 م

تعرض الزعيم مصطفى النحاس باشا لـ7 محاولات اغتيال كتب له الله فيها النجاة، وقعت المحاولة الأولى فى 8 يوليو 1930 عندما أصبحت الخصومة على أشدها بين حكومة إسماعيل صدقى باشا وحزب الوفد وانعكست بالتآمر على حياة الزعيم مصطفى النحاس عندما كان يزورالمنصورة، اقترب منه جندى ببندقيته ليطعنه بالسونكى الذى تم غمسه فى السم.

لكن القطب الوفدى «سينوت حنا» مال على النحاس ليتلقى الطعنة المسمومة التى امتدت آثارها معه وعجلت بوفاته، ووقعت المحاولة الثانية فى نوفمبر 1937 عندما كان النحاس باشا فى طريقه إلى مقر رئاسة الوزراء وفوجئ بشاب يدعى عز الدين عبد القادر من حركة «مصر الفتاة» يطلق الرصاص بشكل عشوائى وكتب الله للنحاس النجاة .

وقعت المحاولة الثالثة فى 6 ديسمبر 1945 عندما ألقى حسين توفيق قنبلة على موكب النحاس باشا وفر هاربا، ووقعت المحاولة الرابعة عام 1945 عندما حاول تنظيم «الحرس الحديدى» الموالى للملك فاروق اغتيال النحاس عن طريق سيارة مفخخة تركت بجوار منزله فى جاردن سيتى، لكن إرادة الله شاءت ألا يصاب النحاس بسوء، وتعرض النحاس باشا لمحاولة الاغتيال السادسة عندما هاجمت خلايا «الحرس الحديدى» سيارة النحاس باشا خلال عودته من النادى السعدى وأطلقت عليه دفعة من الرصاص قتلت اثنين من حراسه ونجا النحاس بإعجوبة، ووقعت المحاولة السابعة عندما خطط «الحرس الحديدى» لنسف القطار الذى كان يستقله النحاس خلال عودته من العياط وتم إحباط المحاولة وكتب الله له النجاة . 

من أغرب المحاولات الفاشلة ما حدث عندما كان النحاس باشا عائدا من اجتماع مهم بالنادى السعدى لتحضير الخطاب الذى سيلقيه فى عيد الجهاد، وأثناء عودته لمنزله كان يرافقه بالسيارة فؤاد سراج الدين باشا، وما إن شرع النحاس فى النزول من السيارة حتى سمع بضع طلقات نارية فجرى إلى داخل المنزل واحتمى بالحديقة ثم دخل منزله وجلس فى الصالون، وحضر عقب الحادث مكرم عبيد وحرمه، ووجد النحاس باشا منزعجا عندما قال له: «اطمئن يا مكرم باشا الله حارسى، وهو خير حافظا!».

واتصل فؤاد سراج الدين باشا بالنيابة ووزارة الداخلية، واكتشف النحاس باشا إصابة أربعة من خفراء الحراسة، وفرت سيارة الجناة من المكان، وعاينت النيابة تحطم جزء من واجهة المنزل والسور الخارجى والنوافذ، ونفذت بعض الشظايا إلى غرفة قرينة النحاس.

وكانت العملية تحمل الاسم الكودى «البطة العجوز»، واتهم حزب الوفد وزير الداخلية مرتضى المراغى بأنه أصدر تعليمات لجميع نقط المرور بعدم اعتراض السيارة السوداء التى كانت تحمل أرقاما مزورة بعدم اعتراضها أو تعقبها مهما فعلت !


وتبين من المعلومات أن الأفراد المكلفين بتنفيذ العملية أحضروا السيارة السوداء وانطلقوا بها نحو منزل النحاس فى وقت وصول سيارته وعندما شاهدهم الحرس أطلقوا عليهم النار فأصيب عدد من أفراد الحراسة وفر الجناة، ويبدو أن نجاة النحاس باشا دفعت «الحرس الحديدى» للقيام بمحاولة اغتيال أخرى، فتم تجهيز سيارة محملة بالديناميت تولى قيادتها مصطفى كمال صدقى وتم تركها أمام منزل النحاس فانفجرت بعد ربع الساعة وأصابت شظاياها غرفة نوم النحاس وكتب الله له النجاة حتى أن العامة اعتبروه مشمولاً بحماية الله. 


ومن تحقيقات القضية رقم «2622/307 لعام 1948» قال عسكرى الحراسة: «أيقظت الغفير مهران وقلت له فى صاغ ويوزباشى سابوا عربية تحت شباك رفعة النحاس الباشا ومشيوا والعربية كانت من غير نمر، وكان طالع منها دخان، والغفير راح ينادى على رفعة النحاس باشا، وأنا عديت الشارع لبيت فؤاد باشا سراج الدين، وقبل ما أعدى الرصيف انفجرت السيارة وجتنى إصابة فى ظهرى»، وفى أوراق التحقيق اتهام مباشر من النحاس للملك بالتخطيط لقتله عندما قال فى التحقيق: «تعاقبت حوادث القصر للتخلص منى غيلة، ومن أقوال الناس وتعرف الحارس على مصطفى كمال صدقى يتضح دور السرايا فى الجريمة، وتورط الحرس الحديدى وهو لايعمل إلا بإذن من الملك». 


«الاثنين والدنيا» - 3 مايو 1948


كنوز: يقول النحاس باشا فى مذكراته: «أشيع فى الأوساط المطلعة أن الملك ألف حرسا حديديا من فريق من رجال الجيش، لحراسته وتنفيذ أوامره، واغتيال أعدائه وكم حدثونى أنهم يريدون قتلى، وتعرض لى ضباط من هذا التنظيم فى شارع قصر العينى وأنا فى طريقى إلى النادى السعدى وأرادوا نسف السيارة التى تقلنى لقتلى، وذكر لى أن الضباط هم «عبد الرءوف نور الدين، وحسين توفيق، وسعد كامل، وضابط خطيراسمه السادات، وقد أخبرت فى السابع من أبريل أن تلك المحاولة كانت فى 5 أبريل 1948، ولكن الله رد كيدهم لنحورهم، ولم يمض على هذه الجريمة أسبوعان حتى نسف منزلى فى 25 أبريل 1948وذهب ضحية الجريمة النكراء بواب وامرأته، وقد بوغتّ وأنا نائم بصوت انفجار مدمر وقع على منزلى وهدم أركانه، وارتج له حى جاردن سيتى كله، وشاءت قدرة الله أن تنزل قطعتان من الديناميت الذى نسف البيت على «الناموسية» فتعلقت بها ولم تسقط على رأسى، ولوسقطت لأصابتنى فى مقتل، والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين».

اقرأ أيضا |  كنوز | «الأخبار» تحتفى بذكرى «سعد زغلول» زعيم الأمة.. وخليفته في النضال الوطني

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة