صالح الصالحي
صالح الصالحي


وحي القلم

ليبيا − المرتزقة − الانتخابات

صالح الصالحي

الأربعاء، 03 نوفمبر 2021 - 06:07 م

يزداد المشهد الليبى تعقيداً باقتراب الموعد المحدد لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.. فلاتزال تدفقات المرتزقة للغرب الليبى مستمرة.. فوجود قوات أجنبية وميليشيات على الأرض الليبية يمثل أكبر التحديات.. ولا يمكن تصور إجراء انتخابات حرة ونزيهة فى ظل تواجد وتأثير قوات مسلحة تضم حوالى ٣٠ ألف فرد من المرتزقة.. الذين يمثلون تحدياً خطيراً فى سعيهم المستمر إلى جر الجيش العربى الليبى نحو خرق وقف إطلاق النار.. والذى وقعته الأطراف الليبية المتنازعة فى أكتوبر الماضى.. حيث يتعرض الجيش الليبى لسلسلة هجمات إرهابية على مواقعه فى الجنوب والجنوب الغربى.. مما يعكس وضعاً سلبياً على كل محاولات السعى لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية.. ويلقى بظلاله على اجتماعات لجنة (٥+٥)، ورغم ممارسة أمريكا والدول الأوروبية الضغط على بعض الدول المتورطة فى إرسال مرتزقة إلى ليبيا لإجبارها على سحبهم قبل موعد الانتخابات الليبية المقررة فى ديسمبر المقبل.. وتحذيرات مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقى.. والذى أعلن أنه لن يتردد فى تسمية وفضح الذين يواصلون تأجيج الصراع فى ليبيا بما فى ذلك من يقومون بتوريد الأسلحة والمعدات العسكرية منتهكين قرار حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا الذى تفرضه الأمم المتحدة.

ورغم كل ذلك بدا واضحاً أن عملية سحب المرتزقة عملية معقدة للغاية.. تتطلب توفير خطة محكمة وإرادة سياسية لنقل المرتزقة خارج البلاد.. ناهيك عن الخلافات السياسية حول قانونى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية اللذين أصدرهما مجلس النواب وأحالهما إلى مفوضية الانتخابات.. والتى بدورها أحالت بعض الملاحظات للمجلس مطالبة إياه بإجراء بعض التعديلات الفنية.. الأمر الذى دعا قوى دولية لاطلاق تحذيراتها من العواقب الخطيرة لاستمرار حالة الاستقطاب السياسى فى ليبيا التى تمثل عائقاً أمام خريطة الطريق السياسية، خاصة فى ظل توتر الأوضاع بين الحكومة والبرلمان. ومحاولات إخوانية قوية لتقويض مسارات الحل.

الكل يأمل فى إقرار خريطة الطريق المتفق عليها والحرص على إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى موعدها المحدد ٢٤ ديسمبر بداية بالأمم المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وجامعة الدول العربية.. فى الوقت الذى تقدم فيه القاهرة كل الدعم للشعب الليبى فى ظل مصير مشترك فرضته عوامل الجغرافيا والتاريخ بين البلدين.. حيث تواصل مصر دعم جميع جهود الاستقرار فى ليبيا وتسخير كل الإمكانات المصرية لمساعدة الأشقاء الليبيين على تجاوز المرحلة الراهنة.. بالإضافة لتأكيد مصر الدائم على أهمية خروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين والمرتزقة الذين يحولون دون استعادة ليبيا لسيادتها الكاملة.. فسيادة ليبيا غير المنقوصة لن تتحقق إلا بخروج هؤلاء من كل الأراضى الليبية.. وتركها لشعبها الذى وحده يستطيع أن يحدد مصيره.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة