مقابر "العصر الحجرى"
مقابر "العصر الحجرى"


«النواميس».. سحر وعظمة مقابر «العصر الحجري» في جنوب سيناء

محمد طاهر

الأربعاء، 03 نوفمبر 2021 - 09:09 م

«النواميس» أحد المناطق الأثرية المنتشرة فى بعض الوديان وهى عبارة عن مجموعة من المقابر أسطوانية الشكل ترجع إلى العصر الحجري الحديث وعصر البرونز المبكر الذي بدأ فيه اكتشاف البرونز واستخدامه في تقطيع الأحجار مما ظهر في طريقة تقطيع الأحجار التي بنيت منها النواميس وهى جمع ناموسة وهو كل ما يمشي في البادية أو كان يلتحق بها الناموس والبعوض فسميت بهذا الاسم لأنها تأخذ الشكل شبه الأسطواني لكن يتسع سمكها قليلا من الأسفل وبنيت من أحجار الرمل الأحمر ومن حجر الجرانيت الأحمر الموجود بالجبال المحيطة على جانبي الموقع والأحجار مرصوصة بطريقة أفقية دائرية وهي أحجار غير مهذبة الشكل والهدف من النواميس حماية الدفنات ولكل ناموس باب يقع فى الجانب الغربي بارتفاع حوالي متر في نص متر ويتكون سقفه من طبقتين من الحجر بينهما رمال وكسر حجارة ووجد على بعض أحجار هذه النواميس نقوش وكتابات نبطية بما ينبئ بمرور الأنباط بهذه المناطق. 

ولا يتفق الاسم الحالي مع الاستخدام الفعلي له كمقبرة وقد استخدم فى العصور التالية لأغراض أخرى مثل التخزين والحماية من الشمس في الصيف ومياه الأمطار في الشتاء حيث أقيمت النواميس على مرتفعات تحميها من المياه والسيول وتأخذ شكل منحدر نوعا ما سواء على التلال والهضاب أو المنطقة المقامة عليها. 


 الدكتور عبدالرحيم ريحان الباحث في شؤون الآثار بحنوب سيناء يؤكد أن نواميس جنوب سيناء أقدم ما تم بناءه بواسطة الإنسان وهى مساكن ومقابر الإنسان الأول بسيناء منذ عصور ما قبل التاريخ، وهى النواميس التى تمتلأ بها مناطق جنوب سيناء ما بين سانت كاترين وعين حضرة ودهب ونويبع، وقد أخذت مساكن الإنسان الأول بسيناء أشكالا مختلفة، ففى منطقة وادى الشجيراء عند الكيلو 25 طريق نويبع كاترين.

ويصف ريحان مباني النواميس أنها مبانى عبارة عن دوائر من الأحجار الزلطية الكبيرة والمنطقة حولها مفروشة بهذه الصخور ذات البلاطات العريضة وقطر هذه الدوائر ما بين متر إلى ثلاثة أمتار وطريقة بنائها تم برص الأحجار بطريقة بدائية دون استخدام مونة وتأخذ الدوائر شكل التجمعات الفردية، بحيث إن كل مجموعة تتكون من أربعة إلى خمسة دوائر وهى لحياة الإنسان البدائى، وتشبه مبانى لإنسان ما قبل التاريخ فى أسبانيا، حيث يوجد صورة لها بمتحف آثار كتالونيا ببرشلونة.

وذكر ريحان أن مباني النواميس غير موجودة إلا فى وسط سيناء فقط ، وقد تم بنائها على هيئة دائرية من الحجر بحيث يكون الباب فى جهة الغرب ، بقطر متساوى تقريبا حوالى 5 متر وبارتفاع 2 متر، وتعتبر النواميس من اقدم ما تم بناءه بواسطة الإنسان ما بين 4000 إلى 5000 سنة قبل الأن.

وقد تم الكشف عن مبانى متطورة عن السابقة أثناء المسح الأثرى لمنطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية بمنطقة المرحا طريق نويبع كاترين، وهى مبانى بينها مساحة متسعة أكثر ارتفاعاً واتساعاً من الدوائر السابقة .
وآشار ريحان ويطلق عليها النواميس مدخلها بسيط وضيق لا يتسع إلا لشخص واحد على ارتفاع 50 سم يعلوه عتب، مما يدل على أن الأفراد كانوا يدخلونها زحفاً والحوائط مبنية بانحراف للداخل وسقفها من قبة ضحلة (غير عميقة).

 وتعتبر النواميس مرحلة بداية تكوين القبيلة، حيث كانوا يعيشوا فى مجموعات على هيئة دوائر ووسطهم أماكن الحيوانات. وقد أعيد استخدام هذه النواميس أيام العرب الأنباط بسيناء فى الفترة من القرن الثانى قبل الميلاد وحتى عام 106م نهاية دولة الأنباط على يد الرومان، لاكتشاف العديد منها على الطريق التجارى للأنباط بأودية سيناء وفى الفترة المسيحية منذ القرن الثالث الميلادى استخدمت النواميس قلايا للمتوحدين الأوائل بسيناء، ولقد تمت دراسات لهذه النواميس فى القرن 19م بواسطة علماء أجانب تأرجحت فى تحديد وظيفة النواميس ببين وصفها مبانى سكنية أو مقابر وما زال الغموض يحيط بوظيفتها حتى الآن.

أما مواقع نواميس يذكر ريحان وادي النواميس على جانب الطريق من نويبع إلى سانت كاترين. وبالقرب من الوادي يمكننا رؤية مقابر ترجع إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد اي إلى العصر النحاسي, حيث عصر علماء الآثار في هذه المقابر على بعض الرماح الذي صنع نصلها من النحاس، وبعض الخرز، وأساور مصنوعة من الصدف، وبعض العظام. نواميس عين حضرة تضم حوالي‏ 36‏ مبني أثريا من عصر ما قبل بناء الأهرامات والتي اعتبرها العالم من عجائب الدنيا السبع وهي عبارة عن مبان شيدت بالأحجار الرملية المخلوطة ببعض المعادن ولذا يغلب عليها اللون الأحمر الداكن ولايزيد ارتفاعها عن‏ 3‏ أمتار وليس بها فتحات للتهوية ولكل ناموس باب يطل في اتجاه الغرب كما تم تشييد السقف علي شكل قباب من الداخل ولم يستخدم في بنائها مادة لاصقة فجميع أحجارها مرصوصة فوق بعضها البعض بطريقة دائرية‏.

اقرأ أيضا| «رحلات سياحية» إلى مصر .. جوائز للفائزين في مسابقة بورصة لندن
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة