محمد اللقاني
محمد اللقاني


بطولات من رحم التحدي| اللقاني: حصدت المركز الثاني عالميا في الكاراتيه.. وأحلم بالذهب

حسام عبدالعظيم

الأربعاء، 03 نوفمبر 2021 - 10:43 م


رغم عشقه الكبير لممارسة الكاراتيه منذ الصغر، وموهبته التي لفت أنظار كل مدربيه، إلا أن القدر  شاء عكس ذلك وجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، فعدما وجد ضالته وبدء في تحقيق أهدافه والأرقام القياسية التي راودته منذ الطفولة، تعرض لحادث سير أجلسه قعيدا علي كرسي متحرك لا يقوي علي الحركة، ظن الجميع أن حياته أصبحت بلا قيمه، فلا توجد فائدة من رجل قعيد لا يستطيع أن يقضي حاجته، ولكن هو كان له رائ أخر.

وظل حلمه أمام عينيه وبإصرار العظماء وطموح الكبار بدء مرحلة جديدة من أجل تحقيق حلمه، سهر كثيرا واجتهد أكثر، لا يعرف لليأس مكان، حتي حصل علي المركز الثاني علي مستوي العالم في بطولة العالم للكاراتيه لذوي الاحتياجات الخاصة.. انه محمد كمال محمد اللقاني، شاب في الثلاثين من عمره يقطن بمحافظة القاهرة بدأ ممارسة الكاراتيه وهو في  الـ12 عشر من عمره، بنادي إسكو الرياضى، علي يد جلال السيد مدرب الكاراتيه بالنادي، ومن ثم نادي الجلاء التابع للقوات المسلحة، واستمر به لعدة سنوات حتى وصل إلى الفرقة الثالثة بكلية التجارة في جامعة عين شمس، وفي عام 2000 تعرض «اللقاني»  لحادث سير تسبب  في إصابة مزمنة  أجلسته قعيدا لا يقوي علي الحركة.


ويستعد محمد اللقاني للمشاركة في بطولة العالم للكاراتيه التي ستقام في دبي عاصمة الإمارات خلال الشهر الجاري، أجرت «بوابة أخبار اليوم» حورا مع اللاعب قبل سفرة إلي دولة الأمارات للمشاركة في البطولة.


في البداية قال «اللقاني» كاد اليأس يتملكني بعد الحادث فقد حزنت كثيرا لعدم استكمال هوايتي ولعب الكاراتيه خاصة وانه لم يكن هناك كاراتيه لمتحدي الإعاقة.


وعن الحادث الذي تعرض له قال «اللقاني»: كان حادث عائلي توفي فيه العديد من أسرتي (كنت أتوسط اثنين ماتا كلا منهما)  وبقيت أنا  لأكمل حياتي بهذه الإعاقة ،.. سكت قليلا  ثم أكمل والدموع تفيض من عينيه كانت الإعاقة الحقيقة بنسبة لي بعد وفاة أمي، مستكملاً:  لقد عشت أصعب أيام حياتي منذ ذلك الوقت وحتى عام 2005 وأنا طريح الفراش لا أقوي على الحركة لقد أجريت العديد من العمليات الجراحية وكنت علي أمل أن أعود سليما معافى ولكن قدر لي أن أعيش معاقا، فقد  استمرت رحلة العلاج لمدة 5 سنوات، انتقلت خلالها بين المستشفيات لإجراء العمليات المختلفة في النصف الأسفل من جسدي، بالإضافة إلى  خسارتي مشروعي الذي كنت أعمل على تجهيزه وعلى وشك الافتتاح، "شركة موبايلات" ولم يتم افتتاحها بسبب هذا الحادث.


«من هنا قررت ألا أغمض عيني عما أستطيع فعله، وبدئت فعلا أبحث عن تطوير ذاتي، كان لدي إصرار وعزيمة أن أثبت للجميع أنه المعاق ليس من جلس على كرسي   بل هناك معاق غيره هو معاق الأخلاق ومعاق العقل ومعاق الضمير والتفكير».. هكذا كان رد «اللقاني»، علي كيفية تحديه الإعاقة متابعا: لقد وضعت نصبي عيني عبارة «كونك معاقًا لا يجب أن يعني أنك غير مؤهل للوصول إلى كل جانب الحياة» ومن هنا كان الدافع أن أسجل اسمي في ساحة الكبار، ووجدت ضالتي في هوايتي الأولي (الكارتييه)، وأصبح الحلم يكبر ويكبر حتى جاءت الفرصة في عام 2016،.. لا أنكر أن التحدي كان صعبا ومر على أوقات عصيبة كدت استسلم فيها لليأس وينال الإحباط من عزيمتي، ولكن كيف يتملكني اليأس وأنا إنسان قادر أن أتفوق على كل ما في الوجود، صحيح أن الحياة لا تعطينا الأشياء بسهولة، ولكن هذا يجعلني أبذل جهدا أكثر للحصول على ما أريد ولكن للأسف لم يكن الكاراتيه لمتحدي الإعاقة مدرج في الألعاب المصرية.

وفى عام 2015 تم إدراج كاراتيه متحدي الإعاقة ضمن ألعاب الاتحاد المصري، ولكني لم أعلم بذلك حتى عام 2016، عندما أخبرني أحد أصدقائي  يلعب كاراتيه على كرسي متحرك أنه يمكني أن أشارك، فبعد عدة سنوات من العجز والمعالجة وفقدان الأمل في العودة إلى اللعبة التي أعشقها، فتوجهت على الفور إلى نادي البنك الأهلي الذي كون فريقًا من ذوى الاحتياجات الخاصة، وبدأ في 2015 اللعب رسميًا مع ذوى الإعاقة للكاراتيه، لقد كان نادي البنك داعما لي طوال الوقت علي الصعيد المادي والمعنوي، فلم يتخلي عني نهائيا بل وفر لي كل السبل المتاحة حتي حصلت علي الكثير من البطولات.


لقد شارك في العديد من البطولات وحصلت علي العديد من الجوائز المحلية والألقاب العالمية والمراكز المتقدمة حتي حصلت علي المركز الثاني في بطولة العالم للكاراتيه لذوي الإعاقة، كما حصلت على المركز الأول على اللاعب الذي هزمني في تصفيات 2018، وبعدها البطولة العربية، التي شارك فيها ذوو الاحتياجات الخاصة للمرة الأولى، وبعد ذلك تأهلت إلى بطولة العالم، في الدور الأول حصلت على أعلى درجات في البطولة، وبسبب الجهد الكبير الذي بذلته،  أصبت في الكتف، ولكن حصلت على المركز الثاني عالميًا، وكانت هذه المرة الأولى التي يتم تمثيل مصر عالميا لذوى الاحتياجات الخاصة في لعبة الكاراتيه".

وعن البطولة التي ستقام في الإمارات نهاية الشهر الحالي  قال «اللقاني»: لدي حلم كبير وهو   أن أحقق فيها المركز الأول عالميا ولن أتنازل عنه أبدا، حتي أصبح بطل العالم للكاراتيه لذوي الاحتياجات الخاصة، متابعا لا يمكن أن أخذل من وقف بجانبي وساندني وقدم لدي الدعم خاصة نادي البنك الأهلي الذي فتح لي الطريق وكان داعما لي حتي حصلت علي العديد  من الجوائز والألقاب.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة