حازم نصر
حازم نصر


طه حسين وجامعة المنصورة

حازم نصر

الخميس، 04 نوفمبر 2021 - 12:45 ص

كان يرنو ببصيرته إلي المستقبل .. أدرك  أن التعليم هو الطريق  الوحيد لتحقيق نهضة مصر المأمولة ووصفه بالماء والهواء ودعا إلى مجانيته . 

تولدت لديه قناعة جازمة  بأن مصر بعمقها الحضاري  قادرة على تحقيق غاياتها وقال عبارته الشهيرة :
"سيجرى النيل دائماً الى البحر و ستجرى مصر دائماً الى تحقيق أمالها و بلوغ مثلها العليا " 
رائد التنوير والحداثة وأحد قادة النهضة  الفكرية في مصر عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين 
حمل منارة العلم والمعرفة فأنشأ جامعتي الإسكندرية وعين شمس ووضع نواة جامعة أسيوط  وشرع لجمع تبرعات لإنشاء جامعة المنصورة لذلك لقب بأبو الجامعات . 
تقدم للبرلمان المصري بطلب زيادة ميزانية التعليم عندما كان وزيرا للمعارف وبعد رفض طلبه توجه بنفسه للبرلمان وخاطب أعضاءه قائلا : 
" الجهل حريق لا ينفع معه التقطير "
 صاحب فكرة إنشاء جامعة المنصورة .
توجه له بعض أبناء المحافظة عندما كان وزيرا للمعارف طالبين منه إنشاء جامعة على غرار جامعتي فؤاد الأول والإسكندرية فلم يخذلهم لكنه طالبهم بجمع مائة ألف جنيه للبدء في إنشاء كلية للطب تكون نواة للجامعة . 
كان يرى ببصيرته أن أبناء المنصورة لديهم بيئة فريدة حاضنة لجامعتهم المأمولة  لا تتوافر في أي مكان آخر وأن تلك البيئة ستجعلها تاج العلاء في دلتا مصر . 
  تلك البيئة أنجبت لمصر نخبة من رواد التنوير والحداثة والنهضة العلمية والتعليمية  والفنية والثقافية وعلى رأسهم أبو التعليم في مصر على  مبارك وأستاذ الجيل أحمد لطفي السيد وغيرهم الكثير لذا ستكون تلك البيئة  أكبر ضمان لتميز الجامعة بعد إنشائها . 
قام طه حسين بزيارته للمنصورة يوم 2 مارس 1951
حيث جمع من أبنائها مائتي ألف جنيه في ذلك الوقت 
ووعد أعيان الدقهلية بإنشاء كلية للطب في المنصورة تكون نواة للجامعة .
وبعد 11 عاما من الفكرة التي طرحها طه حسين بإنشاء كلية للطب لتكون نواة للجامعة صدر القرار الجمهوري بقانون رقم 1947 بإنشاء كلية طب المنصورة تابعة لجامعة القاهرة 
لم يدر بخلد طه حسين أن كلية الطب التي اقترحها كنواة للجامعة ستكون يوما ما واحدة من أهم كليات الطب في عالمنا المعاصر وأهمها على الإطلاق في الشرق الأوسط وأنها ستنقل الطب المصري من المحلية للعالمية وستجعل المكان الذي احتضنها مؤهلا ليكون عاصمة مصر الطبية بفضل جهود الأساتذة الرواد وأجيال من تلاميذهم حملوا الأمانة بتجرد ومثابرة ونزاهة  ورؤى مستقبلية لتصل الجامعة بفضل تلك النواة والبذرة الصالحة لما وصلت إليه  ولتتنافس باقي كليات الجامعة التي أنشئت تباعا ليكون لكل منها بصمتها وتميزها الفريد .
وخلال تدشينه للاحتفال بالعيد الذهبي للجامعة اليوم وقف الدكتور أشرف عبد الباسط رئيس الجامعة يتحدث بفخر واعتزاز كبير عن جامعته التي حققت بفضل جهود مضنية وصادقة على مدار نصف قرن ربما أضعاف مادار بخلد طه حسين في ذلك الوقت على يد 14 من رؤسائها ومعاونيهم وقامتها العلمية والإدارية  حيث تصدرت جامعات مصر في معظم التصنيفات العالمية لترتيب الجامعات وأصبحت في مصاف جامعات العالم الكبرى .
الدكتور أشرف عبد الباسط  تحدث بتجرد دون أن يقصر حديثه عما قام به مع نوابه وعمداء الكليات وأساتذتها والعاملين بها بل تحدث عما أنجزه الجميع منذ أن كانت الجامعة فكرة في ذهن طه حسين حتى أصبحت اليوم  جامعة وطنية بامتياز من جامعات الجيل الرابع في عصر الجمهورية الجديدة تدعم أهداف التنمية المستدامة على أساس علمي قائم على المعرفة .
أما ما حققته الجامعة على جميع المستويات فهذا ما سيكون له أحاديث أخرى  .
وحسنا أن اختارت الجامعة  شعار يوبيلها الذهبي
" تاريخ عريق ..ومستقبل واعد "

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة