أرملة ب100 راجل
أرملة ب100 راجل


حكايات| أرملة بـ100 راجل.. «نيفين» تتنازل عن عينها من أجل «محمد وعلي»

سرحان سنارة

الخميس، 04 نوفمبر 2021 - 02:18 م

في حواري الإسكندرية وأحيائها الشعبية قصص نجاح وحكايات لسيدات فقدن شريك الحياة وأصبحن بين ليلة وضحاها بلا عائل ولا سند، إلا أنهن لم يستسلمن وواجهن الصعاب واحدة تلو الأخرى ليصلن بأبنائهن إلى بر الأمان فاستحقت كل منهن لقب "ست بـ 100 راجل". 


عبر شوارع وأزقة ضيقة تتفرع من طريق محور المحمودية "شريان الأمل" أحدث المشروعات القومية في الإسكندرية، بدأت حكاية الحاجة "نيفين"، بين جدران شقة مكونة من غرفتين بعقار قديم بمساكن عزبة القلعة بمنطقة العوايد.


عشرة سنوات أو أقل عاشتها "نيفين" مع زوجها "نبيه محمد إبراهيم حسب الله"، رزقت خلالها بابنيها "محمد" و"علي"، عرفت خلالها السعادة رغم ظروف وضغوط الحياة التي لا يخلو منها منزل، عملت خلالها مدرسة واختار الزوج العمل الحر.

20 نوفمبر 2005، تاريخ لم ولن تنساه "نيفين محمد سعد شمس" أو "أم ميدو" - كما يسميها جيرانها- فهو بالنسبة لها ولأبنائها هو الحد الفاصل بين حياة وأخرى، جنة ونار، راحة وعذاب، يوم حملت لقب "أرملة" إلى الأبد.

اقرأ ايضا| حكايات| الشيخة همسات.. تحدت الإعاقة بـ«القرآن» فظهرت معجزة على ذراعها


تذكر الحاجة "نيفين" تفاصيل اليوم المشئوم كأنه اليوم أو أمس، قائلة: "رن جرس التليفون..كان عم الولاد.. قالولي غير هدومك وألبسي أسود.. جوزك العربية اصطدمت بيه في تريلا على طريق برج العرب ومات".

"الله يرحمه كان كل حاجة في حياتي.. وقت وفاته كان محمد ابني في الصف الثاني الابتدائي وعلي أخوه في أولى حضانة.. 16 سنة حتى الآن كنت الأب والأم.. وقربت أخلص المشوار وحدي.. الحمد لله".. تقول "نيفين" صاحبة الـ 56 عاما، بينما تشير إلى صورة زوجها التي تتوسط صالة منزلها.

لم تتوقف فواجع القدر التي أصابت "نيفين"عند هذا الحد، فبينما تجهز وجبة السحور في أحد أيام شهر رمضان الكريم قبل عدة سنوات، سمعت أصوات وشجار في الشارع أسفل منزلها، فدفعها الفضول إلى الشباك لمعرفة ماذا يحدث.

"كنت واقفة في الشباك بشوف المشاجرة بين اتنين.. فجأة حصل ضرب خرطوش.. وصل بالخطأ لعندي أنا وعلي ابني.. وأصبت في عيني اليسرى وابني كمان".

 

تضيف "أم ميدو"، قائلة: "عملت عمليات جراحية كتير ولكن فقدت النظر في عيني اليسرى وتأثرت اليمنى أيضا.. لكن الحمد لله تم إنقاذ ابني"، مشيرة إلى أنها تنازلت عن تحرير محضر أو اتخاذ إجراءات قانونية ضد المتسبب في إصابتهم بالخطأ.

لم تتمالك السيدة التي قاربت على الستين دموعها التي حاولت مرارا التغلب عليها طيلة حوارها لـ "بوابة أخبار اليوم" عن قصة حياتها، لتقول: "كثرة المشاكل وأزمات وفاة زوجي وحادث عين كل ده أثر على القلب.. وفقدان النظر في عيني اليسرى وقفني عن شغلي".

وتتابع "نيفين": "تعليم ولادي هو ثروتي .. أهم حتى من الفلوس.. الثروة الحقيقية هي الشهادة.. ده اللي كنت بتعب علشانه.. ومعاش تكافل وكرامة سترنا"، مضيفة بينما الابتسامة تعود لوجهها: "الحمد لله محمد أتخرج من الجامعة وحصل على ليسانس آداب قسم مساحة.. وعلي في الفرقة الثالثة بكلية هندسة جامعة الإسكندرية".

وتشير "أم ميدو" بفخر واعتزاز إلى حصولها على جائزة الأم المثالية من مدرسة عبد الله النديم الإعدادية بنين، لحصول ابنها على مدار 3 سنوات على المركز الأول على المدرسة، وواصل نجاحه في الجامعة ليصبح ضمن العشرة الأوائل كل عام بكلية الهندسة.

وعن أحلامها تقول "أم ميدو":" مش مهم إكمال علاجي وإعادة ولو جزء من نور العين اللي ضاع.. حلم حياتي ألاقي وظيفة كويسة لابني محمد في أي شركة قطاع عام أو تبع للدولة تساعده على الزواج ويأسس بيت.. لأن حاليا شغله مش ثابت ومرتبه مش كافي".

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة