بقدر ما كانت الحسنة بعشرة أمثالها والله يضاعف لمن يشاء والفرض ثوابه أضعاف مضاعفة والسنة تعدل فرضا في رمضان وجدنا علي الجانب الآخر من الحياة الدولار لا يحرم نفسه من ثواب الدنيا فزاد في سعره وتدني الجنيه المصري أمامه.
وكما تمني السابقون أن تكون السنة كلها رمضان حيث كانوا يستعدون قبل قدومه بستة أشهر ويودعونه بستة أشهر أخري.. نتمني نحن أيضا أن تكون السنة كلها رمضان حيث تعم مشاعر الحب والمودة وصلة الرحم والدعاء بالخير لوطننا ولأهلنا وتقل درجة الذنوب بقدر ما.
إنها أيام أولها رحمة وأوسطها مغفرة وأخرها عتق من النار.. يا لها من نفحات سماوية لأهل الأرض حتي يعودوا كما ولدتهم أمهاتهم وبها ليلة عظيمة تجاوزت كل درجات الثواب.. إنها ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر إنها ليلة خير من ألف شهر.. ليلة واحدة تتجاوز عمر الإنسان علي الأرض بذنوبه فيغفر الله له ويعتقه من النار.
إننا نرجو الله سبحانه وتعالي أن يتقبل صيامنا وصلاتنا وقيامنا ودعواتنا وأن تكون ليلتنا هذه ليلة مباركة يستجيب فيها الرحمن لدعواتنا العامة والخاصة وأن يحفظ مصرنا من كل أنواع العداءات الظاهرة والباطنة.
لقد قدم المسلمون زكاتهم في هذا الشهر الكريم وصدقاتهم وتبرعاتهم للمرضي والفقراء والمساكين داعين الله أن يتقبل منهم ولكن في نفس الوقت ارتفعت أسعار السلع الأساسية وزاد سعر الدولار بنسبة ٢٠٪ من الجنيه المصري الذي يحتاج إلي دعواتنا أيضا بأن يعود كما كان في السابق «ملو هدومه» بلغة الناس البسطاء.
ارتفاع الأسعار يصيب الفقير والمسكين خاصة أن وارداتنا بالدولار المحفوظ من أية تغييرات سوي الارتفاع فقط من شر العيون الحاسدة وأن الحالة المصرفية تكن له كل احترام ومهما وجد من انخفاض أو ذل في سوق العملات فإن الحكومة حريصة عليه وتدعو له بالرفعة والازدهار في السوق المصري حتي ولو كان علي حساب الفقراء والمساكين ومتوسطي الحال.
أوصي أبناء بلدي في ليلة القدر أن يرفعوا أكفهم إلي السماء داعين المولي عز وجل أن نري انخفاضا ملموسا للدولار حتي نستطيع أن نعيش بعض الوقت بعيدا عن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم خاصة أن هناك اتجاها ماليا واقتصاديا بخفض العائد علي الايداعات حتي تحكم الحكومة قبضتها علي المواطن ما بين ارتفاع الدولار من جانب وانخفاض موارده الإضافية التي تسنده لقضاء وتلبية احتياجاته الضرورية من السلع والتزاماته الصحية والتعليمية تجاه أسرته.
إننا لا نملك الدعاء علي الحكومة لأنه منهي الدعاء علي الغير بسوء ولكننا نملك الدعاء للحكومة بأن تتعقل عند اتخاذ قرارات تمس حياة الناس وأن فشلها في السيطرة علي سعر الصرف تحت زعم السوق السوداء مرة وأن هناك رجال أعمال يشترون الدولار من المصريين في الخارج بأعلي من سعره مما يدفع الحكومة إلي مجاراة هذه السوق فيصبح المواطن بين سوء السوقين السوداء الممثلة في السوق الموازية وعودة أمثال سامي علي حسن صاحب نظرية جمع الدولارات من أيدي المصريين في الخارج والسوق البيضاء والشرعية التي ترفع سعر الدولار تحت زعم السيطرة علي السوق المصرفية ولكن النتيجة واحدة بالنسبة للمواطن حيث أنه يتعرض لسباق الارتفاع بين السوقين أو السوءاتين.
معذرة شهر الصيام فهموم المواطن زادت وهو مضطر أن يدفع ثمنها ولكن دون أجر أو ثواب وأصبح يردد معني تراثيا «علي الدنيا السلام» ولن ينسي المواطن رغم كل ذلك ان يقول سلام.. رمضان وبعودة شهر الصيام من غير ارتفاع في الدولار!