عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

أسوان قبل الإسكندرية!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 04 نوفمبر 2021 - 07:59 م

يستحق كبير اهتمامنا  التحذير الذى أطلقه رئيس الوزراء البريطانى قبل بضعة ايام مضت حول نهاية العالم بسبب التغير المناخى ، خاصة أنه تضمن إشارة إلى غرق  عروس البحر المتوسط الإسكندرية  مع مدن أخرى فى العالم إذا ارتفعت درجة حرارة الكرة الأرضيّة أربع درجات أخرى ، وهو ما يقتضى أن نستعد من جانبنا  باتخاذ ما يلزم لمواجهة هذا الخطر حتى وإن كان من صنع غيرنا   ..

غير أننا مضطرون للاهتمام الآن  بأمور أخرى تجرى الآن  حولنا وبالقرب منا وتؤثر بشكل مباشر على حياتنا الآن ، وليس مستقبلا ، أهمها ما يحدث فى إثيوبيا التى تتدفق من أراضيها مياه نهر النيل لنا عبر آلاف السنين ،  التى تعد مصدرا للحياة  لنا لا يمكن ان نسمح لأحد أن يتحكم فيه بالسيطرة على النيل الأزرق كما كشف مسئولون إثيوبيون عن ذلك . 


فإن إثيوبيا تعيش الآن أزمة داخلية حادة جدا وصراعا طائفيا  مسلحا وباتت حكومتها مهددة بالسقوط بعد  التقدم العسكرى لقوات تيجراى واقترابها  من العاصمة أديس أبابا وإعلانها أنها تنوى اقتحامها قريبا ، الامر الذى دفع رئيس الحكومة الإثيوبية ابى احمد لإعلان حالة  الطوارئ ، بل وحث أهالى العاصمة على حمل السلاح لمواجهة قوات تيجراى ، وحماية أديس أبابا ..

وبالطبع هذا الصراع الداخلي المسلح الذى نشب فى اثيوبيا منذ عام ويتصاعد يوما بعد اخر له تداعياته على أزمة السد الإثيوبى التى سعينا لإيجاد حل  سياسى وسلمى لها عبر مفاوضات مع الحكومة الإثيوبية يشاركنا فيها السودان الذى يعيش أزمة سياسية هو الآخر ، وبالتالى يصعب تصور استئناف تلك المفاوضات الآن وعلى المدى المنظور مستقبلا ، بما يعنى استمرار هذه الأزمة بلا حل. 


وياليت الامر يقتصر على ذلك فقط ، بل أضيف إليه تحذيرات جادة بحدوث هبوط للسد الإثيوبى فى بعض جوانبه رصدته صور الأقمار الصناعية وتداولته دراسة فنية شارك فيها وزير الرى المصرى بنفسه ، وهو ما ينذر بإمكانية حدوث انهيار كلى او جزئى فى السد ، وسيكون لذلك تداعياته الخطيرة على السودان أولا وعلينا أيضا  ..

أى أن احتمال حدوث غرق لمساحات من الأراضى المصرية  لم يعد بالخطر البعيد المرهون بالارتفاع فى درجة حرارة الأرض ، وإنما صار خطرا حالا وآنيا نتيجة إصرار إثيوبى على بناء سدها فى منطقة زلازل بركانية وبدون إجراء دراسات فنية كافية ، وبعدم اكتراثها بتأثير ذلك على شركائها فى النيل الأزرق ..

أى أن الخطر الآن على أسوان قبل الإسكندرية !  


وهكذا لم تعد أزمة السد الإثيوبى تهدد السلم والأمن فى منطقتنا فقط كما حاولنا أن ننبه العالم مرارا ، وإنما صارت تهدد الحياة فيها أيضا .. وبات  علينا ان نمنح جل اهتمامنا  بما يحدث فى إثيوبيا ونستعد لكل الاحتمالات.
 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة