يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن

صباح فخرى.. وداعاً

يوسف القعيد

الخميس، 04 نوفمبر 2021 - 08:01 م

رحل عن عالمنا اليوم الثانى من نوفمبر المطرب السورى صباح فخرى عن 88 عاماً.

وهو آخر المطربين العرب الكبار الذى ضرب رقماً قياسياً فى الغناء لم يسبقه إليه أحد.

ولم يلحق به أحد.

ألا وهو الغناء لمدة 10 ساعات متواصلة ومستمرة وعُدَّ من يومها رقماً قياسياً فى دوائر المعارف التى تمت بالغناء العربى منذ نشأته ولليوم.


غنى فى القاهرة وفى عواصم عربية كثيرة وحمل راية الغناء العربى إلى عواصم عالمية لا يحصيها العدد.

وأهم ما كان فيه أنه يجعل من يستمع إليه يحب الغناء العربى. لا أريد أن أبالغ وأكتب حتى لو كان لا يعرف اللغة العربية.

وهذه مبالغة يستحقها الرجل. فقد كان عاشقاً للغناء.


أعتقد وقد استمعت إليه أكثر من مرة فى حفلاته أنه كان يُطرب نفسه قبل أن يُطرب مستمعيه.

ويثبت لهم أن الغناء العربى ما زال قادراً على إشاعة البهجة وحب الغناء وحب الحياة لكل من يستمع إليه.

كان عاشقاً للغناء. ولذلك وصلت رسالته إلى كل من قُدِّر له أن يُنصت إليه فى حفلة عامة فى أى عاصمة من العواصم العربية.


لا أعرف إن كان قد ترك تراثاً سجله فى الأستوديو أم لا؟ لكنه المطرب الأول الذى ترك إرثاً فنياً هائلاً من الغناء على المسرح والجمهور يتفاعل معه.

لدرجة أننى أتصور أن جمهوره الخاص صنع جزءاً أساسياً من أسطورته فى الغناء العربى.


من أشهر أغانيه: مالك يا حلوة مالك، صهوة الحب أسقنيها، قدُك المياس، يا طيرة طيرى يا حمامة، قُل للمليحة، آه يا حلو، ابعتلى جواب.

واشترك مع الفنانة وردة الجزائرية فى المسلسل الاستعراضى اللبنانى: الوادى الكبير عام 1970، كما غنى فى كثير من المهرجانات: الأردن "جرش"، لبنان، مهرجان الربيع فى الموصل بالعراق عام 1979 ولعدة سنوات، تونس "قرطاج" سوسة، حلق الواد، صفاقص "المغرب، فاس"، وغنى فى مصر فى مهرجان الموسيقى العربية، وللجاليات العربية الموجودة فى فرنسا.


ربما كان المطرب العربى الوحيد الذى ذُكِرَ فى موسوعة جينيس عندما غنى عام 1968 فى العاصمة الفنزوالية لمدة 10 ساعات متواصلة دون انقطاع. وترك لنا وللأجيال الآتية من المستمعين العرب 160 لحناً ما بين أغنية وقصيدة ودور وموشح وموال.


المطرب العربى من مواليد 2 مايو 1933، وُلِدَ فى مدينة حلب السورية. التى تُعد من أهم مراكز الموسيقى الشرقية العربية. وظهرت موهبته مبكراً. ربما فى السنوات الأولى من عمره. ودرس الغناء والموسيقى مع دراسته العامة فى معهد حلب للموسيقى. وبعد ذلك فى معهد دمشق. وتخرج سنة 1948، بعد أن درس الموشحات والإيقاعات والقصائد والأدوار والعزف على العود.


ومن معجزات عمره أنه كان موظفاً بالأوقاف. وكان مؤذنا فى جامع الروضة بحلب. وشارك فى الكثير جداً من الأعمال السينمائية والإذاعية. بعد رحيله نعت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة وفاته. وقالت إنه أحد رموز وأعمدة الطرب العربى الأصيل. ونجح على مدار تاريخه المشرق والمشرف فى خلق أسلوب غنائى متفرد. جذب قاعدة جماهيرية ضخمة من محبى وعشاق الغناء العربى الجميل.


رحمه الله رحمة واسعة يستحقها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة