هشام عطية
هشام عطية


قلب مفتوح

وبـــاء الغــــلاء

أخبار اليوم

الجمعة، 05 نوفمبر 2021 - 05:47 م

 

مسغبة.. وحروب جياع.. تبدو فى الأفق القريب، العالم الذى لم تبرأ جروحه حتى الآن من جائحة كورونا التى حصدت أرواح ملايين من البشر ولم تكتف، يبدو أنه على أعتاب شدة مستنصرية عالمية وجائحة غلاء  ستضيف عشرات الملايين الجدد إلى ضحايا الجوع فى العالم، الذين  يقدر عددهم حسب تقديرات الفاو بحوالى ٨٠٠ مليون جائع.


تصحرت الأرض وهلك الحرث بسبب التغيرات المناخية فنقص الإنتاج وتوقفت سلاسل إمداد الغذاء وتفشى وباء الغلاء فى كل الأرض وسجل مؤشر الأسعار العالمية أعلى مستوياته منذ عام ٢٠١١، وسيظل فى ارتفاعه الجنونى حسب تقارير منظمة الفاو.


فى مصر ومثل سائر بلدان الدنيا، مسَّنا الضر من وباء الغلاء العالمى واكتوى معظمنا بلهيب الاسعار المنفلتة التى تجاوزت كل حدود المنطق والمعقول.
لاشك لدى ان أزمة الغلاء التى تأخد بخناق العالم كله ستشتد لدينا وتغرس اظافرها فى اجساد المطحونين المثخنة بجراح فاتورة الإصلاح القاسية ولاسباب عديدة منها غياب ثقافة الترشيد بوجه عام لدى المصريين، وجائحة غياب الضمير والجشع المستوطنة فى نفوس تجار الأزمات التى لا يريدون الشفاء منها  أبدا، أما السبب الجوهرى هو ضعف وربما استئناس الأجهزة المسئولة عن مراقبة الأسعار والاسواق.


الازمة جد صعبة ومهلكة تنذر بأيام عجاف اذا لم نتخل عن اسرافنا وعاداتنا الاستهلاكية غير الرشيدة.


ستتفاقم الازمة وتشتد وطأتها إذا تركنا الجشع يرتع فى أسواقنا يسرق ما تبقى فى جيوب الغلابة من قروش قليلة. سيعانى الجميع ما لم نتصد لنفوس لا تشبع تريد أن تتربح من الازمة على حساب المعوزين.


تكثيف الحملات الرقابية على الأسواق وإظهار العين الحمراء أضحى فرض عين على الدولة لتحمى مواطنيها من الجشع والاستغلال.


قرأت مؤخراً تقريرا عن زيادة حوالى ١٦ ٪ فى حجم صادراتنا من المحاصيل الزراعية، مما تسبب فى ارتفاع أسعار الخضروات بالأسواق، لا أحب المثل القائل «اللى يعوزه البيت يحرم على الجامع» ولكن فى ظل هذه الازمة الخانقة يجب أن يصبح « اللى يعوزه المصريون يحرم على التصدير».
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة