نعم مصر التي تعطي كل يوم للعالم درسا جديدا، مصر التي دائما تقف علي قلب رجل واحد برجالها ونسائها لمواجهة أي عدو يقترب منها، فالإنسان المصري صلب كالصخرة التي تنكسر عليها الامواج المتلاطمة، فهناك دائما سبب قوي يجمعنا، فهذه الصعاب القاسية لم تكن من قبيل المبالغة وأن جيشها يتحلي دائما بشجاعة لا نظير لها، إن الله عز وجل اعطي أهل مصر قوة تعينهم علي حياتهم العملية، والدفاع عن بلادهم.. لماذا مصر..؟ لأن اهلها اكرم الاعاجم واسمحهم يدا، واقربهم رحما بالعرب عامة، وأهل مصر يستغنون بها عن العالم حتي لو ضرب بينها وبين بلاد الدنيا بسور، عن عمرو بن حريب قال: «ان رسول الله ﷺ قال: إنكم ستقدمون علي قوم جعد رؤوسهم فاستوصوا بهم خيرا فإنهم قوة لكم وبلاغ إلي عدوكم بإذن الله» «يعني قبط مصر».. كما قال رسول الله وهو في مرضه «استوصوا بالأدم الجعد ثم اغمي عليه للمرة الثانية ثم افاق فقال مثل ذلك ثم اغمي عليه الثالثة فقال مثل ذلك، فقال القوم لو سألنا رسول الله من الأدم الجعد، فأفاق فسألوه فقال «قبط مصر» فإنهم اخوال واصهار، وهم اعوانكم علي عدوكم واعوانكم علي دينكم، قالوا كيف يكونون أعواننا علي ديننا يا رسول الله، قال: يكفونكم اعمال الدنيا وتتفرغون للعبادة فالراضي يؤتي إليهم كالفاعل بهم، وهذه شهادة أخري من رسول الله للمصريين.

فالجندي المصري آت من الحقول أي فلاح يعشق أرضه وهي جزء لا يتجزأ منه فهذا الجيش المصري منذ تأسيسه للدولة الفرعونية، ومصر لها منظومة حربية دقيقة التنظيم، والجندي المصري لم يهب الموت بدليل الجندي الذي لم يترك سلاحه حتي بعد استشهاده، والآخر الذي دمر سيارة مفخخة كانت تقتحم كمينه، ووقف أمامها بلا خوف واحرقها قبل ان تصيب زملاءه واستشهد، ابطال في كل مكان وزمان، وثقة الشعب في قواته المسلحة لا حدود لها.