السفير محمد نصر الدين مع محررة بوابة أخبار اليوم
السفير محمد نصر الدين مع محررة بوابة أخبار اليوم


رئيس الجمعية الإفريقية بالقاهرة: الرابطة رمز مصري لدعم حرية واستقلال إفريقيا| حوار

وردة الحسيني

الجمعة، 05 نوفمبر 2021 - 07:00 م

  أنشئت  بالقاهرة  عام ١٩٥٦بهدف دعم حركات التحرر في القارة السمراء، وبالفعل قدمت الكثير للشعوب الإفريقية حتي حصلت علي الإستقلال، إنها الجمعية الإفريقية والتي كانت تسمي حينما أنشئت، الرابطة الإفريقية ومقرها منذ البداية، و الأن تتواجد  في الزمالك أعرق وأقدم أحياء القاهرة.. كيف بدأت قصة إنشاء الجمعية، وماذا قدمت وما هو دورها الحالي.. التفاصيل في  هذا الحوار مع السفير محمد نصر الدين أمين عام الجمعية الافريقية.

بداية حدثنا عن قصة انشاء الجمعية ومن اصحاب الدور الرئيسي في ذلك ؟


مؤسس هذا المكان والذي كان يسكن فيه أيضا أكاديمي وأستاذ جامعي للغة العربية والأدب العربي في جامعة فؤاد الأول، جامعة القاهرة، محمد عبد العزيز اسحق، الذي ينتمي لأسرة صعيدية  ثرية، في عام ١٩٤٨انتقل للتدريس بمقر الجامعة بالسودان حيث أن مصر والسودان كانتا بلدا واحدا آنذاك، ومكث هناك ٦سنوات وكان طلابه من جميع دول شرق افريقيا، ومن خلال أحاديثه معهم تعرف علي الأوضاع الصعبة التي يعيشها سكان جنوب السودان، حيث يعانون من تخلف حضاري شديد وظروف اقتصادية صعبة جدا، فكانوا لا يعرفون الملابس او المنازل المبنية، حيث كانوا يعيشون في كهوف وعشش، وكان الاحتلال البريطاني يطلق علي هذا المكان المناطق المغلقة، لعزلها عن الشمال وكان من المحظور السفر اليها.

طلب اسحق من الطلبة ترتيب رحلة له الي تلك المناطق، وهو ماتم رغم خطورة ذلك الشديدة وهناك لمس صدق تلك القصص وتأثر كثيرا.

وحينما عاد لمصر وفي ذلك الوقت كان قد مر عامين علي قيام ثورة يوليو ١٩٥٢، كان اسحق ينظم صالونا ثقافيا في فيلته اسبوعيا،  وكان من المترددين عليه الأديب يوسف السباعي بإعتباره من سكان الزمالك ايضا، وحينما حكي له عن تلك القصة نقلها السباعي للرئيس عبد الناصر والذي كان من أصدقائه.. وحينئذ طلب منه عبد الناصر ترتيب اللقاء الوحيد مع اسحق، وهو ما تم فعلا، و طلب منه عبد الناصر إرسال خطابات لطلابه وإبلاغهم بالرغبة علي دعم تحركهم للحصول علي الاستقلال وان القاهرة مستعدة لاستقبالهم .

بالفعل تم التواصل وجاءوا للقاهرة ومكثوا في فيلا اسحق والتي اصبحت  بيت أفريقيا الجامع لكل الأفارقة، وحينما تزايدت اعدادهم ترك اسحق لهم فيلته وانتقل للسكن في شقة اخري ايضا في منطقة الزمالك.

وبالفعل كان هذا المكان رمز مهم للمساندة المصرية، حيث كان البدروم مخزنا للاسلحة التي امدت بها مصر حركات التحرر، وتم تنظيم معسكرات تدريب عسكري  للأفارقة في الاسماعيلية، كما كانوا يسافرون ضمن الوفد المصري المشارك في اجتماعات الامم المتحدة سواء في نيويورك او جنيف للحديث عن قضايا بلادهم،وتم انشاء اذاعات موجهة باللغات الافريقية تنطلق من مصر، واصدار جرنال صوت افريقيا والذي كان  يوزع علي السفارات الاجنبية في مصر لعرض قضايا اقريقيا واهمية الاستقلال 
وبالفعل حصلت الدول علي الاستقلال بعد كفاح ونضال رسمت مصر ملامحه.

وبعد وفاة الرئيس عبد الناصر وتولي الرئيس السادات لمقاليد الحكم تم تغيير اسم الرابطة  الإفريقية وتحولت إلي الجمعية الإفريقية، كما تحولت تبعيتها من رئاسة الجمهورية  الي وزارة الشئون الاجتماعية، التضامن الاجتماعي حاليا، كمنظمة أهلية.

 قدمت الجمعية الكثيرمن المساعدات السياسية والعسكرية والمادية لكل حركات التحرير الإفريقية والتي ساهمت في استقلال هذه الدول‏.‏

 

حدثنا بالتفصيل عن دور الجمعية حينما كان يطلق عليها الرابطة الإفريقية و دورها الأن ؟

 

وقد كان لكل حركات التحرير الوطنية الإفريقية مقار مقيمة داخل مبني الجمعية الإفريقية بالقاهرة وصار مديرو هذه المقار رؤساء الدول الإفريقية بعد ذلك لذلك،فإن كل الرؤساء الافارقة أشادوا بالدور الذي قدمته مصر من خلال الجمعية الإفريقية خلال تاريخها الطويل منذ عام ١٩٥٦ في استقلال بلادهم،كما يحرص الرؤساء الافارقة عندما يزورن القاهرة ان يكون مقر الجمعية الإفريقية أول مكان علي جدول زيارتهم لمصر،فعندما جاء الرئيس نيلسون مانديلا إلي مصر بعد الافراج عنه في جنوب إفريقيا كان أول مكان يزوره في مصر هو مقر الجمعية الإفريقية للتعبير عن شكره لاحتضان الجمعية لمكتب الكونجرس الوطني الإفريقي الذي قاد حركة النضال ضد نظام التمييز العنصري في جنوب إفريقيا‏.‏


أما  بعد استقلال الدول الإفريقية فقد  أصبحت الجمعية حاليا بمثابة اللجنة القومية للاتحاد الإفريقي ويعهد اليها الاتحاد بالترويج لأهدافه وما يصدره الرؤساء من قرارات و بيانات حول مختلف الشئون الإفريقية، والنزاعات بالإضافة لتسليط الضوء علي إمكانيات التكامل والتعاون الاقتصادي بين دول القارة والتعاون العربي ـ الإفريقي وتشجيع التبادل التجاري‏.


كما انها مقر اتحاد  الدراسين الأفارقة في مصر، حيث يوجد  ١٥ ألف طالب إفريقي يدرسون في مختلف الجامعات والمعاهد المصرية، إضافة إلي ذلك يوجد بها مكتبة كبيرة يتردد عليها كل المهتمين بالشئون الإفريقية من صحفيين وكتاب ودبلوماسيين وسياسيين وكل من يعمل في الجمعية هم متطوعون .


ومن خلال التواصل مع المؤسسات العامة  والوزارات  العامة يتم تقديم الدعم غير المادي لأنشطة الجمعية فوزارة الشباب، علي سبيل المثال تخصص رحلات للأفارقة في قطار الشباب من الاقصر الي اسوان، وهناك ايضا تواصل مع وزارة الثقافة في تقديم الانشطة الثقافية، كما تم قبل أزمة فيروس كورونا  تنظيم دورات في الرخصة الدولية لقيادة الكومبيوتر مجانا للافارقة  بالتعاون مع وزارة الخارجية .

ماذا عن ميزانية الجمعية  وكيفية الانضمام اليها؟


كما قلت سابقا هي منظمة  مجتمع  مدني، فيها رسوم عضوية واشتراكات سنوية وهذه المبالغ ليست كبيرة،كما ان وزارة الخارجية تسدد  ايجار الفيلا فهي في الاصل كانت مستأجرة ولم تكن ملكا للدكتور اسحق،كما ان الموظفين وعاملي الخدمات تتولي تكاليف  وزارة الخارجية رواتبهم.

ماهي اشتراطات العضوية والرئيس؟

الشرط الوحيد هو الاهتمام بالشأن الافريقي، والاعضاء من الباحثين في مجالات الدراسات الإفريقية والدبلوماسين والكتاب والصحفيين المهتمين بقضايا القارة،وعددهم حاليا ١٦٦ عضو. ،ورئيس الجمعية يجب ان يكون سفيرا سابقا ،وليس للجمعية الأفريقية  فروع فى أى مكان آخر لا فى  مصر ولا خارجها.


واريد التأكيد علي انه لا  توجد بروتوكولات تعاون للجمعية  مع أى جمعية أهلية  أو مؤسسات  غير معروفة، التعامل  فقط وبشكل رسمى مع المؤسسات  المصرية الحكومية، الوزارات،الجامعات المصرية الحكومية  والهيئات الحكومية والمؤسسات المهتمة بالشأن الافريقى  والمعترف بها دوليا كالأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الافريقي.

ماذا عن لقب  اللجنة القومية للاتحاد الافريقى؟

حصلت الجمعية علي هذا اللقب كجائزة من الاتحاد الافريقي عام١٩٧٩وذلك علي دورها الذي لا ينسي في دعم استقلال الدول الافريقية.
 

 هل هناك مقابل نظير خدمات الجمعية؟


خدمات الجمعية الافريقية مجانية ١٠٠% لا مرتبات، ولا تمويل لدينا نعمل بشكل طوعى وبمساعدة المتطوعين من شبابنا ،لا تعامل مع رجال الأعمال أو  أو المؤسسات الأجنبية أو الجمعيات والمبادرات غير المعروفة أو غير  المشهرة والمعترف بها رسميا  من مؤسسات الدولة  المصرية  الحكومية. 
لا نتعامل بالسياسة ولا الدين لا العنصرية، الحزبية، الجهوية، القبلية .

يبقي القول ان هذه الجمعية تمثل رمزا  يجب الحفاظ عليه ومكانها ذو الاثنين وتسعون عاما يورخ لحقبة بالغة الأهمية من العلاقات مع إفريقيا وقت الاستعمار وحتي الاستقلال.. ولاشك أن الكثيرين لا يعلمون عن تلك الجمعية، كما ان الكثيرين وللاسف من المثقفين لم يدركوا اهمية افريقيا الا بعد أزمة سد النهضة !

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة