زكريا عبدالجواد
زكريا عبدالجواد


رٌكن الحواديت

محمود العاشق

زكريا عبدالجواد

الجمعة، 05 نوفمبر 2021 - 08:03 م

صاح الرجل: بيتى اتخرب. وأطلقت زوجته صرخات استغاثة ليساعدها من حولها فى تغطية أجولة البلح من المطر. 


كان الماء يسيل على جدران المنازل ممزوجًا بعبارات الهلع لكل أهل القرية الذين انشغل كل منهم بعمل حفرة طولية أمام منزله للتخفيف من الخسائر، وودوا لو صنعوا مظلة بحجم السماء تقيهم شرور مطر تحول إلى سيل لا يرحم. 


لم تكن قريتنا تعرف الكهرباء وقتها؛ فهرولنا جميعا فى ظلام حالك؛ مستعينين بشعاع ضوء لفانوس الشيخ حسن الذى يذهب به للمسجد عند كل فجر؛ فوجدنا الماء وصل لمنتصف عامود من الأجولة! 


فجاء الرجال بعدد من البطاطين والأغطية؛ وألقوها على ما تبقى من المحصول؛ ووصلت الفدائية بجارنا الشاب «محمود» أن خلع جلابيته وألقاها مع الأغطية، فى مشهد لم نعتده عليه! ولكن غزارة المطر كان لها الغلبة فأذابت معروفه فى ثوانٍ. 


ظل الرجل ينظر بحسرةٍ إلى البلح وهو عائم فى البِرَك؛ وبعد توقف المطر ومع بدء أول ضوء كشف النهار عن خسائر فادحة للقرية؛ وبعدها بأقل من شهر.. عرفنا سر استبسال «محمود» اللافت؛ وهنأناه على خطبته لجميلة قريتنا ابنة جارنا الذى خسر محصوله؛ ولكنه كسب رجلا ربما يجعله العشق فدائيًا «دون طلب» لكوارث مقبلة.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة