اختتمت مقالي الأسبوع الماضي بالمطالبة بالثأر ممن ارتكبوا مذبحة الشيخ زويد مؤكداً أنه لم يعد هناك وقت للكلام.. الشعب يريد الثأر بأقسي وسيلة وفي أسرع وقت.
في نفس التوقيت الذي كتبت فيه هذه العبارة بعد ساعات من وقوع الهجمات الإرهابية المتزامنة علي ١٥ كميناً للقوات المسلحة كان أبطالنا قد تحركوا بالفعل للأخذ بالثأر ويالها من غضبة جيش مصر الذي تمكن من اصطياد وقتل ٢٥٠ إرهابياً خلال أربعة أيام والقبض علي العشرات ومازالت حملاته تتواصل علي جميع مناطق شمال سيناء لتعقب الإرهابيين وتدمير معداتهم ومخازن أسلحتهم.
هذا التصدي الحاسم والسريع من قواتنا المسلحة للجماعات التكفيرية بسيناء جدد ثقة الشعب في جيشه بعدما لقن الإرهابيين درساً لن ينسوه وعرفهم معني التعبير الدارج «علقة موت».
آخر ما كان يتصوره من خططوا ومولوا ونفذوا هذه العملية أن يأتي رد الجيش  المصري بهذه السرعة والقسوة.. لقد صور لهم خيالهم المريض أنه يمكنهم بسهولة احتلال الشيخ زويد وإعلانها أول ولاية إسلامية في سيناء لكن أحلامهم تحطمت علي صخرة الجيش المصري.
 بطولات ضباطنا وجنودنا سجلها التاريخ..  هذا مجند قتل ١٢ تكفيرياً وهو مصاب برصاصات غادرة ثم استشهد.. وهذا شهيد آخر لقي ربه بعدما فجر سيارة مفخخة كانت قي طريقها لاقتحام أحد الكمائن لكنه فضل الموت ليعيش زملاؤه.. وهذا قائد كمين ظل يدافع عن جنوده وكان آخر المغادرين لموقعه.
بطولات أبناء سيناء لم تقل عن بطولات قواتنا المسلحة.. هذا أحد أبناء العريش رفض اعتلاء الإرهابيين سطح منزله لاطلاق الرصاص علي قواتنا فكان جزاؤه قنبلة أردته قتيلاً لكنه شهيد بإذن الله.. وهذه سيدة من العريش أيضاً أصرت علي رفض صعود المسلحين سطح منزلها فهدموا المنزل.
زيارة الرئيس السيسي لسيناء بالزي العسكري وتفقده قواتنا المسلحة رفعت الروح المعنوية لأبطالنا إلي القمة وبعثت برسالة للعالم عن وقوف مصر كلها حكومة وشعباً خلف قواتها المسلحة.
البيانات المضللة والمغلوطة عن خسائرنا التي تناقلتها مواقع الانترنت والفضائيات المأجورة كشفتها دقة بيانات المتحدث العسكري للقوات المسلحة والفيلم التوضيحي للعملية الذي أذاعته القوات المسلحة.. صور القتلي من الإرهابيين كشفت أن بينهم مرتزقة أجانب مما يؤكد أننا نخوض حرباً حقيقية شرسة تقودها أجهزة مخابرات عالمية لكنها مهما طالت لن تنال أبداً من قوة وتماسك المصريين وإصرارهم علي تحقيق النصر مهما غلا ثمنه.
الصحفيون.. وقانون الإرهاب
أتمني ألا يصل الخلاف بين الصحفيين والحكومة حول قانون الإرهاب إلي حد الأزمة فالحرب التي نخوضها ضد الإرهاب تتطلب منا الاصطفاف الوطني خلف قواتنا المسلحة والعمل يداً واحدة لتجاوز هذه المحنة.. لذا أرجو أن يرتفع أعضاء مجلس نقابة الصحفيين ورؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة ـ الذين دعتهم النقابة لاجتماع عاجل اليوم لمناقشة هذه القضية ـ إلي مستوي المسئولية ويحاولوا الخروج باقتراحات بتعديلات محددة لمشروع القانون لا تغل من يد الدولة في محاسبة من يخطيء متعمداً دون مخالفة الدستور الذي حظر توقيع عقوبة الحبس في جرائم النشر.. مع الأخذ في الاعتبار أن هذا القانون لمواجهة حالة استثنائية طارئة ولفترة لن تطول إن شاء الله.
البدائل كثيرة وفي مقدمتها تشديد العقوبة المالية إلي أقصي درجة وامتدادها إلي رئيس التحرير وكل من سمح بنشر أية أخبار أو بيانات غير حقيقية عن أية أعمال إرهابية.
النقاش اليوم يجب أن يبدأ وينتهي عند مبدأ الاصطفاف الوطني وليس الانقسام والتناحر لأننا إذا لم نقف صفاً واحداً ونعمل يداً واحدة فلن ننجح أبداً في معركتنا ضد الإرهاب.
آخر كلام
اللهم أرزقنا ليلة القدر واكتبنا بين عتقائك من النار.. اللهم إن كانت هذه ليلة القدر فاقسم لي فيها خير ما قسمت وأختم لي في قضائك خير ما ختمت.. اللهم اجعل اسمي في هذه الليلة بين السعداء وروحي مع الشهداء وإحساني في عليين وإساءتي مغفورة.