لولا فؤاد المهندس وصباح واحمد مظهر وحسين فهمي ومصطفي فهمي وسمير غانم وغيرهم من النجوم الكبار لما حققت الفقرات الاعلانية خلال شهر رمضان هذا النجاح الكبير الذي جعلها فقرة من الفقرات الدرامية الأساسية بل تفوقت علي كثير من الأعمال التي اذيعت خلال الشهر الكريم والغريب أنه بعد كل هذا الزمان الذي مر مازالت الأعمال القديمة جدا هي الأصلح للترويج لمنتجات حديثة جدا وهي المغارة التي يلجأ إليها مخرجو الاعلانات ليستفيدوا من كنوزها في اعمالهم الاعلانية.
 بعد كل هذا التاريخ لايزال الماضي هو الأصدق في كل شيء لذا كان من الطبيعي أن نري علي شاشة رمضان في كل عام لمحة من الأعمال القديمة مثلما رأينا هذا العام مشهدا من الأيدي الناعمة والراجل ده هيجنني وغيرهما.
وبمناسبة الحديث عن الماضي ورغم كثرة البرامج التي ظهرت عن المسحراتي في شهر رمضان يبقي المسحراتي الأصلي الذي تدور كل المسحراتية في ركابه إلا أنه لا يوجد مسحراتي اقترب ولو من بعيد من أشهر مسحراتي عرفته مصر ألا وهو الرائع الراحل الفنان سيد مكاوي من خلال كلمات المبدع الراحل فؤاد حداد.. وبمناسبة رمضان الذي أوشك علي وداعنا اخترت هذه الأبيات التي قالها المسحراتي فؤاد حداد وهو يصف عملية صناعة كعك العيد ويقول فيها:
مسحراتي منقراتي.. خالاتي عماتي سيداتي..
علي تل عجوه وعسل وسمن.. ولا مجلس الامن سهرانين.. لت وعجين يبنوا الهرم
.. قالت حماة المحترم.. يا كعك يا سيد الكرم.. نبطنلك في المشمشي.. يا بنت قومي وفرفشي..
لا تحوشي ولا تختشي.. احمي الوابور واستحمشي.. اشي واشي تلاقيه مشي..
اشي نغبشي واشي حبشي.. واشي دندشي واشي انقشي.. واشي ينحشي واشي رشرشي.. سكر عليه بركه ايديه.. فرحة عنيه قال إيه وايه.. المشي طاب لي والدق علي طبلي.. ناس كانوا قبلي قالوا في الأمثال.. الرجل تدب مطرح ما تحب.. وانا صنعتي مسحراتي في البلد جوال..
حبيت ودبيت كما العاشق ليالي طوال.. وكل شبر وحته من بلدي حته من كبدي حته من موال..
قال واحد اتنين تلاته واللي كان في الجرن.. كله انفتل وانقتل وانشال وراح الفرن..
عيني علي رصة راحت ولا رصة جات.. عمال اسحر وانا ماشي ورا الصاجات.. اصحي يا نايم وحد الدايم.. السعي للصوم خير من النوم.. دي ليالي سمحة نجومها سبحة.. اصحي يا نايم يا نايم اصحي.. وحد الرزاق!
كلمات تجسد معي عبارة السهل الممتنع فكل من يقرؤها يتخيل أنه يستطيع أن يكتب مثلها فاذا ما جاء بالورقة والقلم عجز أن يخط ولا حتي كلمة واحدة مثلها، ما أروعها من كلمات تصف ما كنا نشهده في كل شارع وحارة أيام زمان عندما تجتمع الامهات والخالات والعمات ليلة العيد وحتي طلوع فجر يوم العيد لصناعة كعك العيد.
 أيام جميلة لن تجد اروع من هذه الكلمات لتعبر عنها لنظل نحن إليها ونفتقدها كما افتقدنا كل أشياء زمان الحلوة.
الماضي يكسب !