شي جينبينج
شي جينبينج


شي جينبينج يتجه إلى تعزيز سلطته بإعادة كتابة تاريخ الحزب الشيوعي

أ ف ب

السبت، 06 نوفمبر 2021 - 03:07 م

يترأس شي جينبينج الأسبوع المقبل اجتماعا للحزب الشيوعي الصيني سيزيد تعزيز موقعه على رأس الصين بمصادقته على قرار "تاريخي" للمرة الثالثة فقط منذ تأسيسه قبل عقد.

تعقد اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وهي تعتبر بمثابة "برلمان" الحزب الذي يقود الصين بقبضة من حديد منذ 72 عاما، اجتماعا عاما من الإثنين إلى الخميس.

وهذا الاجتماع المغلق الذي يضم حوالى 400 قيادي هو الوحيد المقرر لهذه السنة، ويسبق بحوالي عام المؤتمر الخمسي الذي يتوقع أن يمنح شي جينبينج ولاية ثالثة على رأس الحزب، وبالتالي على رأس البلد.

وبعد أربعة أشهر على احتفاله بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب مرتديا سترة اشتهر الزعيم ماو بارتدائها في ساحة تيان أنمين الشاسعة في بكين، سيلجأ شي جينبينج مجددا إلى التاريخ لترسيخ نفوذه ورفع نفسه إلى مصاف أسلافه الشهيرين.

اقرأ أيضًا: الأزمة لم تنتهي.. مقتل شاب أسود في ولاية جورجيا 

ومن المقرر أن يناقش الاجتماع الموسع للجنة المركزية "قرارا هاما حول النجاحات الكبرى والتجربة التاريخية للسنوات المئة من إنجازات الحزب"، على ما أعلنت وكالة الصين الجديدة للأنباء بدون أن تورد نص القرار.

وأوضح الخبير السياسي المعارض ووكيانج المتخرج من جامعة تسينجوا المرموقة في بكين أنه في حال المصادقة على القرار الأسبوع المقبل فإن "هذا سيعني أن شي جينبينج يمسك بالسلطة بلا منازع".

إدراج "فكره" في الدستور
وعمل شي جينبينج باستمرار منذ تعيينه أمينا عاما للحزب الشيوعي الصيني عام 2012 ثم توليه رئاسة الجمهورية في السنة التالية، على تركيز السلطة بين يديه.
وغالبا ما يوصف بأنه الزعيم الصيني الأكبر نفوذا منذ مؤسس النظام ماو تسي تونغ (1949-1976).

في 2018 أقر البرلمان تعديلا دستوريا تاريخيا يسمح لشي جينبينج بالبقاء رئيسا مدى الحياة بإلغائه الحد الاقصى القاضي بولايتين رئاسيتين، كما أدرج "فكره" في الدستور إلى جانب ماو تسي تونغ.

وضم شي جينبيج إلى سجله "الانتصار" على وباء كوفيد-19 في الصين، ولو أن البلد الذي انطلق منه فيروس كورونا ما زال يسجل بؤر إصابات متفرقة.

ولخص خبير الشؤون الصينية كارل مينزنر من مجلس العلاقات الخارجية الأميركي للدراسات أن السؤال المطروح الآن هو "إلى أي حدّ يمكنه الارتقاء؟"

ماو، دينج، شي

وعلى هذا الصعيد، فإن اجتماع اللجنة المركزية الأسبوع المقبل سيكون جوهريا، إذ أن الحزب الشيوعي الصيني لم يصادق حتى الآن سوى على قرارين "تاريخيين"، وكل منهما في مرحلة مفصلية، على ما أوضح الخبير السياسي أنتوني سيتش من جامعة هارفارد الأميركية.

فالقرار الأول عام 1945 عزز سلطة ماو تسي تونج قبل أربع سنوات من وصول الشيوعيين إلى السلطة.

أما القرار الثاني عام 1981، فمنح دينج هسياو بينج فرصة لطي صفحة الماوية عند إطلاقه إصلاحات اقتصادية، من خلال الإقرار بـ"أخطاء" سلفه الكبير.

وتوقع سيتش أن يكون القرار هذه المرة "أقل انتقادا" لماو، لا سيما وأن السلطة الحالية تبتعد عن مبالغات الليبرالية الاقتصادية، مثلما عمدت في الأشهر الماضية إلى إعادة ترتيب قطاعات مثل العقارات والإنترنت.

وقال وو كيانج "إننا نتجه نحو العودة إلى الاقتصاد المضبوط والمخطط له".

ورأى سيتش أن القرار، بجمعه بين الماوية والإصلاحات، "سيظهر شي في موقع الوريث الطبيعي لتاريخ الحزب الشيوعي الصيني المجيد".

ويضع الخبراء الغربيون بصورة عامة حصيلة مروعة لسياسة ماو تسي تونغ تتراوح بين 30 و70 مليون قتيل، غير أنه يبقى شخصية تحظى بالاحترام في بلاده.

وقال مينزنر إن "نبرة القرار ومضمونه سيكشفان على الأرجح الشخصية التي يود شي التشبه بها. فهل يكون ندا لماو ودينج؟ أو لماو وحده؟"

تبديل أشخاص
كما يتوقع أن تجري مناورات في كواليس الاجتماع، قبل عام من تولي فريق جديد القيادة خلال المؤتمر المقبل.

ومن المؤكد أن شي جينبينج سيفوز في خريف 2022 بولاية ثالثة، وهو أمر غير مسبوق منذ نهاية عهد ماو، بالرغم من بلوغه مؤخرا 68 عاما، وهو الحد الأقصى للعمر المفروض عادة للقادة الصينيين.

في المقابل، سيحال العديد من المسؤولين على التقاعد.

وقد يتم تخفيض عدد أعضاء اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي خلال مؤتمر العام المقبل من سبعة إلى خمسة أعضاء، "ما سيزيد سلطة شي" في هذه الهيئة التي تمسك فعليا بزمام السلطة، على حد اعتبار ووكيانج.

وتعقد اللجنة المركزية اجتماعاتها بعيدا عن الإعلام الأجنبي ومن المتوقع إعلان قرارات الجلسة العامة مساء الخميس بعد انتهاء أعمالها.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة