الأراجوز
الأراجوز


فرقة ومضة.. تحيي فن الأراجوز

دينا درويش- فاطمة مبروك

السبت، 06 نوفمبر 2021 - 06:19 م

«يا حضرة الأراجوز قولي.. نعم يا عمدة عاوز إيه.. منين يروحوا لمتولي.. امدح نبينا وصلي عليه»، اشتهرت تلك الكلمات التي ألفها الراحل صلاح جاهين كجزء من عرض الليلة الكبيرة، في حوار بين «الأراجوز» والعمدة وهو يصف له طريقا مضللا بشكل فكاهي وضاحك، ليختتم العمدة الحديث بـ «دي وصفة سهلة.. دي وصفة هايلة.. مع السلامة يابوعمة مايلة».

 

فنون متعددة جمعها هذا العرض بين الأراجوز والماريونت والغناء التراثى والأمثلة وغيرها من الفنون الشعبية والتراثية التى أصبحت مهددة بالاندثار من ساحات الفنون خاصة فى ظل التطور التكنولوجى الهائل فى العالم، واتجاه الأطفال والكبار أيضًا للاهتمام بالفنون المتقدمة على حساب القديمة منها، ومع ذلك هناك من يسعى جاهدًا للحفاظ على هذا الإرث الهائل من الفن والمواهب، لذا حرص «شباب زون» على الحديث مع الكوادر التى تبذل الكثير من الجهود لمواكبة العصر ولازالت تتقن أنواعا مختلفة من الفنون والفلكلور التى أصبحت مهددة بالاختفاء.

 

الأراجوز كان القائد الرئيسى لمسارح العرائس فى مصر، فلا يخلو مسرح منه، لقدرته على معالجة الأمور الحياتية اليومية التى تواجه البسطاء، بشكل فكاهى ساخر وصوته الرنان المضحك، يدفع جماهيره للضحك والتهوين من همومهم، إلى جانب مزج العديد من المعلومات العامة وسط حديثه، ما جعله أحد أهم وسائل نقل المعرفة عبر العصور، كما أنه كان وسيلة مهمة لاستفزاز الحس الوطنى والاجتماعى للشارع المصرى، وأحيانا ما كان يأخذ دور الدعاية والإعلان والنشر.


وما لا يعرفه العديد أن الأراجوز بدأ فى العصر الفرعونى السحيق، وكان يسمى «أرجوس»، وهى تعنى حرفيا «يصنع كلاما معينا»، ومنها اشتقت كلمة «أراجوز»، وهو اسم يعود إلى العصر العثمانى، حيث كان يسمى وقتها «قراقوز» أو «الأرا أوز»، وتعنى الـ «عين السوداء»، سُمى بهذا الاسم ليعكس فكرة النظر إلى الحياة بمنظار أسود، وازدهر هذا الفن الساخر فى أواخر العصر المملوكى قبل الغزو العثمانى لمصر.


يقول على أبوزيد سليمان، المشرف على فرقة ومضة لعروض خيال الظل والأراجوز، أن فرقته المكونة من ٧ فنانين مزيج من فنانين وأكاديميين خريجى آداب مسرح جامعة حلوان ولاعبين شعبيين تعلموا ومارسوا هذه الفنون فى الموالد والميادين العامة فى جمهورية مصر العربية، وتأسست عام ٢٠٠٢ ومؤسسها هو أ.د نبيل بهجت، رئيس قسم علوم المسرح بجامعة حلوان، هدفها الحفاظ على الهوية المصرية وحفظ الموروث الشعبى الشفاهى الذى انتقل عن طريق الحفظ والتكرار، وتم إصدار كتاب جمع فيه كل نمر وعروض الأراجوز التراثية التى تناقلها اللاعبون الشعبيون على مدار الزمان وانتجت الفرقة أكثر من ٣٠ عرضا فنيا شعبيا يعتمد على الأراجوز وخيال الظل والراوى، كما أنها قدمت تلك العروض فى أكثر من ٢٥ دولة على مستوى العالم منها أمريكا وإسبانيا وفرنسا وايطاليا والإمارات والكويت والبحرين وموريتانيا وصربيا وغيرها.


وأضاف أبوزيد، أن هذا النوع من الفنون قد أوشك على الاندثار نتيجة ظهور وسائل الترفيه الحديثة من ألعاب الفيديو والإنترنت والتطور الرقمى وغيرها من وسائل التواصل الحديثة بالإضافة إلى بعض الفنانين عن فنونهم الأصلية النابعة من ثقافتهم وتوجههم إلى الفنون الغربية التى لا تمثلنا فى شيء غير أنه تقليد أعمى لما يسمى بالفنون الرفيعة، وعلاوة على عدم الاهتمام بالفنون التراثية من جانب الإعلام وتسليط الضوء عليها بالشكل الذى يتيح لها منافسة الفنون الأخرى.


وعن الصعوبات التى واجهتهم فأكد أبوزيد أنه فى بداية الأمر كان العثور على اللاعبين الأصليين لحملة التراث الشعبى الحقيقى وليس المدعين أمرا أشبه بالمستحيل، وايضا تكوين فريق متكامل يؤمن بأهمية هذه الفنون حيث إن معظم الفنانين ينظرون نظرة دونية لتلك الفنون الشعبية ويرون أنها لا ترتقى لمستوى الفن الحديث بالرغم من أنها أصدق بكثير من فنون أخرى حيث إن المتلقى يشعر أنها جزء منه ومن تاريخه وثقافته لما تحمله من ذكريات تاريخية ارتبطت بمناسبات دينية وسياسية واجتماعية ،


أما بالنسبة لخيال الظل فيرى أنه من أمتع الفنون التراثية البصرية لما له من سحر الألوان والشخوص المتحركة والحكايات التراثية القديمة التى تأخذنا إلى عالم قديم ممزوج بموضوعات حديثة.

 

اقرأ أيضا| «إسلام».. أول لاعب موهوب في فن «الأراجوز» من ذوي الإعاقة

 

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة