مؤسس موقع اويكيليكس
مؤسس موقع اويكيليكس


بريطانيا تنظر استئناف واشنطن فى قضية تسليمه

أسانج مؤسس ويكيليكس يفضح المخابرات الأمريكية

آخر ساعة

الأحد، 07 نوفمبر 2021 - 10:21 ص

 

دينا توفيق 

قابع فى زنزانته لقرابة العامين ونصف العام والمحتجز بين جدرانها فى سجن بلمارش بجنوب شرقى لندن، بعد سبع سنوات ظل داخل السفارة الإكوادورية فى لندن كلاجئ سياسى، والآن ينتظر الأسترالى جوليان سانج، مؤسس موقع ويكيليكس قرار القضاء البريطانى بشأن تسليمه إلى السلطات الأمريكية، بعد استئناف واشنطن على حكم المحكمة البريطانية التى أصدرته فى يناير الماضى بعدم إرساله إلى الولايات المتحدة، مشيرة إلى وجود خطر حقيقى على حياته.

تعود تفاصيل قضية أسانج إلى عام 2010 بعدما نشر معلومات ووثائق سرية، عرفت لاحقًا بتسريبات ويكيليكس، ألحقت أضرارًا بسمعة الإدارة الأمريكية، مثل برقيات من حربى الولايات المتحدة فى العراق وأفغانستان قدمتها المحللة السابقة فى الاستخبارات العسكرية الأمريكية اتشيلسى مانينجب إلى أسانج. وفى عام 2011، شكلت وزارة العدل هيئة محلفين كبرى للنظر فى توجيه الاتهام إليه، وخوفًا من تسليمه إلى الولايات المتحدة ومحاكمته على أراضيها، لجأ عام 2012 إلى سفارة الإكوادور فى لندن، وبينما صدرت بحقه مذكرة توقيف فى استوكهولم منحته الإكوادور حق اللجوء السياسى. وفى أبريل 2019، رفعت عنه الحماية واعتقلته الشرطة البريطانية من داخل السفارة الإكوادورية، بعدما قام السفير الإكوادورى فى بريطانيا بدعوتهم وسمح لهم بالدخول إلى المبنى. واستمعت المحكمة العليا فى لندن الأربعاء الماضى إلى سبب رفض المحكمة السابقة تسليمه مطلع العام الجارى. وحاليًا تريد الولايات المتحدة محاكمة أسانج فى 18 تهمة موجهة إليه، بما فى ذلك التآمر لاختراق قواعد بيانات عسكرية أمريكية ونشر معلومات حساسة، بالإضافة إلى اتهامه بالاغتصاب فى السويد بعد وقت قصير من نشره للوثائق، وكان يعتقد أن هذه الاتهامات كانت محاولة لتسليمه إلى السويد، والتى بدورها سترسله إلى الولايات المتحدة؛ ولكن تم إسقاط التهم عنه عام 2019.

وعلى الرغم من النتيجة التى توصلت إليها، إلا أن القاضى ترك الباب مفتوحًا أمام محاولات القمع التى قد تمارسها واشنطن بحق أسانج مع بدء إجراءات الاستئناف الأمريكية من خلال رفض المحكمة البريطانية الإفراج عنه بكفالة. ومن هنا استطاع محامى الحكومة الأمريكية اجيمس لويسب الاعتراض على قرار المحكمة العليا فى لندن معتمدًا على أسباب عدة من بينها أن قاضى المقاطعة لم يطبق قانون تسليم المجرمين فى المملكة المتحدة بشكل صحيح؛ كما كان يجب أن يسعى للحصول على تأكيدات من السلطات الأمريكية بعد أن قرر رفض الطلب. هذا بالإضافة إلى تشكيكه فى شهادة طبيب أسانج امايكل كوبلمانب الذي- من وجهة نظر محامى الحكومة الأمريكية- ضلل المحكمة حول حالة أسانج النفسية، وعلاقته بشريكته وخطيبته استيلا موريسب، وأنهما أنجبا طفلين معاً، مشيراً إلى أن الحاجة لحماية الأولاد قد تمنع الأشخاص من الانتحار. 

وخلال الشهر الماضي، ذكر تقرير استقصائى جديد نشره موقع اياهو نيوزب أن إدارة الرئيس الأمريكى السابق ادونالد ترامبب كلفت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بصياغة اخياراتب لقتل أسانج. وتم وضع عدة سيناريوهات؛ تراوحت من التجسس عليه وعلى شركائه، وتصاعدت إلى الاختطاف وحتى اغتياله. فى عام 2017، وصلت الخطط إلى مستويات جديدة من التشويش، أصبحت وكالة الأستخبارات المركزية مقتنعة بأن الروس سيحاولون اإخراجب أسانج من السفارة الإكوادورية فى لندن وإحضاره إلى روسيا؛ حتى تم وضع تصور يمكن التعامل معه فى حالة محاولة مؤسس ويكيليكس الهروب من السفارة، وافقت حكومة المملكة المتحدة على االقيام بإطلاق النار إذا لزم الأمرب. واستشهد التقرير بأكثر من 30 مسئولًا أمريكيًا لم يتم الإفصاح عن هويتهم أعطوا الضوء الأخضر للثأر من أسانج بقيادة مدير وكالة الاستخبارات فى ذلك الوقت، امايك بومبيوب. وبدأ التخطيط للتخلص منه بعد نشر ويكيليكس عام 2016 لوثائق سرية أطلق عليها اأكبر خسارة للبيانات فى تاريخ وكالة الاستخباراتب، هذا بالإضافة إلى وثائق لعمليات قذرة منشورة منذ عام 2011، والتى تسببت فى إحراج كبير للإدارة الأمريكية. أصبح البعض قلقًا بشأن قانونية ما تقترحه وكالة الاستخبارات الأمريكية، ونبهوا لجان الرقابة فى الكونجرس. ووفقًا لـامايكل إيزيكوفب، أحد المراسلين الثلاثة الذين عملوا فى موقع اياهو نيوزب، فإن الجدل حول ما إذا كان سيتم اختطاف أسانج؛ أحد أكثر النقاشات الاستخباراتية إثارة للجدل فى رئاسة ترامب، وقد تم كل ذلك سراً. فيما رد بومبيو علنًا على هذه المزاعم من خلال التأكيد على وجوب محاكمة أولئك الذين تحدثوا إلى موقع ياهو لفضح أنشطة الوكالة؛ لكنه أقر بأن اأجزاء منها صحيحةب. 

ووصفت مديرة الحملات الدولية لدى منظمة امراسلون بلا حدودب فى المملكة المتحدة اريبيكا فينسينتب، التقرير بأنه امقلقب وقالت إنه يؤكد الخطر الذى لا يزال يواجه أسانج أثناء احتجازه. ودعت إدارة الرئيس الأمريكى اجو بايدنب إلى إغلاق القضية وإطلاق سراح أسانج، مشيرة إلى مخاوف بشأن سلامته وحرية الصحافة، قائلة: إن المؤامرات المزعومة التى تم الكشف عنها يمكن أن تسبب أضرارًا شديدة أو خسائر فى الأرواح لأسانج أو رفاقه تشكل تهديدات لحرية الصحافة نفسها، لذا يجب أن تعمل إدارة بايدن على الفور لتنأى بنفسها عن هذه التقارير المروعة عن تصرفات إدارة ترامب، وإغلاق القضية ضد أسانج نهائيًا والإفراج عنه قبل حدوث أى ضرر آخر. ومع ظهور التقرير والأساليب المتهورة والمزدوجة التى استخدمتها سلطات تطبيق القانون الأمريكية ضد أسانج، تعرضت القصة لحجب إعلامى شبه كامل، وفقًا لمجلة اجاكوبينب الأمريكية.

ويعد هذا التقرير الجديد هو أحدث تطور فى سلسلة طويلة من الأحداث التى حدثت منذ نشر ويكيليكس الأول. وفى أغسطس الماضى، اعترف الشاهد الرئيسى فى قضية الولايات المتحدة بتلفيق الاتهامات ضد أسانج وكذب فى شهادته أمام السلطات، عندما أوضح اسيجوردور إنجى ثوردارسونب، مواطن أيسلندى متطوع سابق فى موقع ويكيليكس، أنه قام بتلفيق روايات لتسريب معلومات حساسة إلى أسانج؛ حيث كانت شهادته مفتاحًا للقضية الأمريكية ضد مؤسس ويكيليكس وأحد الادعاءات الحاسمة للقضية والتى يستند إليها أمر التسليم؛ هو أن أسانج طلب من اثورادارسونب اختراق أجهزة الكمبيوتر والحصول على تسجيلات صوتية للمحادثات بين كبار المسئولين وأعضاء برلمان إحدى دول الناتو. جادل الادعاء بأن أسانج سعى للحصول على هذه المعلومات وحاول استعادتها من خلال القرصنة. فيما صرح اثوردارسونب أثناء مقابلته مع صحيفة اstundinب الأيسلندية أنه ليس لديه أى فكرة عن التسجيلات التى مررها إلى أسانج وأنه لم يخبر مكتب التحقيقات الفيدرالى مطلقًا أنه حصل عليها من خلال القرصنة. كما أكد أن أسانج لم يطلب منه الحصول عليها، مما أحدث فجوة فى قضية الحكومة الأمريكية برمتها، واستشهد بها القاضى البريطانى الذى حكم بصعوبة ضد تسليم أسانج فى بداية هذا العام.

ولكن الأمر يزداد سوءًا، حيث إن اثوردارسونب مختل وتم تشخيصه إكلينيكيًا وله تاريخ من النشاط الإجرامى. لم يمنع ذلك إدارة ترامب، بانحيازها لوكالة الاستخبارات وعدائها لحرية الصحافة، من القفز على فرصة وعقد صفقة حصانة مع اثوردارسونب عام 2019 ، تمت كتابيًا واطلعت عليه صحيفة stundin الأيسلندية.

وكان خوف وكالة الاستخبارات المركزية من فرار أسانج جزئيًا لأن ويكيليكس لم يفرج إلا عن بعض مستندات Vault 7 التى بحوزتهم. وكانت الوكالة قلقة من أن أسانج يمكن أن يهرب إلى روسيا بالأسرار؛ ويبدو أن هذا هو الدافع وراء هذه الخطة اللاعقلانية. خطط الاغتيال للخروج من الحرب الباردة، وعمليات الخطف والترحيل السرى، كل ذلك مع نهاية واحدة تلوح فى الأفق؛ للتأكد من أن أسانج لم يفلت من براثن الإمبراطورية الأمريكية.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة