مجدى أحمد على
مجدى أحمد على


نـُقاد ومخرجون: «نعيش عصر التمويل»

آخر ساعة

الأحد، 07 نوفمبر 2021 - 11:11 ص

مروة‭ ‬أنور

موضوع‭ ‬التمويل‭ ‬الأجنبى‭ ‬للأفلام‭ ‬المصرية‭ ‬بصفه‭ ‬خاصة‭ ‬والعربية‭ ‬بصفة‭ ‬عامة،‭ ‬كان‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬محل‭ ‬خلاف‭ ‬بين‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬السينمائيين‭ ‬والنقاد‭ ‬والمفكرين‭.‬

يقول‭ ‬الناقد‭ ‬السينمائى‭ ‬أمير‭ ‬العمرى‭ ‬إنه‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬اسمه‭ "‬التمويل‭ ‬الأجنبى‭" ‬للأفلام،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬هناك‭ ‬فيلم‭ ‬ينتج‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬شركة‭ ‬واحدة‭ ‬بمفردها‭ ‬إلا‭ ‬فيما‭ ‬ندر‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬شركات‭ ‬هوليوود‭ ‬الكبرى‭ ‬فقط،‭ ‬وحتى‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬تتضامن‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ ‬لإنتاج‭ ‬فيلم‭ ‬واحد،‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬تكاليف‭ ‬الإنتاج‭ ‬بدرجة‭ ‬كبيرة،‭  ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬اسمه‭ ‬الطرف‭ ‬الإنتاجى‭ ‬الواحد‭ ‬الذى‭ ‬ننسب‭ ‬إليه‭ ‬الفيلم،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬سمير‭ ‬فريد‭ ‬يسميه‭ (‬بلد‭ ‬المنشأ‭) ‬واختلفت‭ ‬معه‭ ‬باستمرار‭ ‬بشأن‭ ‬هذه‭ ‬المسألة،‭ ‬وكنت‭ ‬ومازلت‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬الفيلم‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ينسب‭ ‬فقط‭ ‬لمخرجه،‭ ‬فنقول‭ ‬فيلم‭ ‬المخرج‭ ‬السويدى‭ ‬روى‭ ‬أندرسون،‭ ‬وليس‭ ‬الفيلم‭ ‬السويدى‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬ناطقا‭ ‬بالسويدية‭ ‬لأنك‭ ‬لو‭ ‬بحثت‭ ‬لوجدت‭ ‬جهات‭ ‬متعددة‭ ‬وراء‭ ‬إنتاجه‭. ‬

أضاف،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬شركات‭ ‬فرنسية‭ ‬وألمانية‭ ‬تمول‭ ‬فيلما‭ ‬لمخرج‭ ‬روسي،‭ ‬وشركات‭ ‬من‭ ‬إسبانيا‭ ‬وإيطاليا‭ ‬واليونان‭ ‬ورومانيا‭ ‬تمول‭ ‬وتشترك‭ ‬فى‭ ‬إنتاج‭ ‬فيلم‭ ‬لمخرج‭ ‬روماني،‭ ‬ولم‭ ‬يخرج‭ ‬يوسف‭ ‬شاهين‭ ‬فيلما‭ ‬واحدا‭ ‬منذ‭ ‬فيلم‭ "‬العصفور‭" ‬من‭ ‬الإنتاج‭ ‬المصرى‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬دائما‭ ‬وحتى‭ ‬فيلمه‭ ‬الأخير،‭ ‬من‭ "‬التمويل‭" ‬والانتاج‭ ‬المشترك‭ ‬وهذه‭ ‬شطارة،‭ ‬أن‭ ‬ينجح‭ ‬مخرج‭ ‬ما‭ ‬فى‭ ‬تدبير‭ ‬الميزانية‭ ‬المطلوبة‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬متعددة‭ ‬فى‭ ‬الغرب‭ ‬وفى‭ ‬الشرق،‭ ‬وضمان‭ ‬توزيع‭ ‬فيلمه‭ ‬فى‭ ‬البلدان‭ ‬التى‭ ‬تنتمى‭ ‬إليها‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬التى‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬التوزيع‭.‬

وقال‭ ‬العمرى‭: "‬لكن‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬هناك‭ ‬نزعة‭ ‬غريبة‭ ‬تشكك‭ ‬فى‭ ‬التمويل‭ ‬الأجنبى‭ ‬وتعتبره‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬الأحوال‭ (‬ودون‭ ‬أى‭ ‬فحص‭ ‬أو‭ ‬تدقيق‭ ‬حقيقي‭) ‬مؤامرة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تشويه‭ ‬صورة‭ ‬مصر‭ ‬أو‭ ‬الترويج‭ ‬لصورة‭ ‬تسيء‭ ‬إلى‭ "‬الدولة‭" ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬ضوء‭ ‬نظرية‭ ‬المؤامرة‭ ‬الغربية‭- ‬الصهيونية‭ ‬المستمرة‭ ‬منذ‭ ‬فجر‭ ‬التاريخ‭ ‬ضد‭ ‬مصر،‭ ‬ياعزيزى‭ ‬حتى‭ ‬الأفلام‭ ‬الصينية‭ ‬التى‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬مجتمع‭ ‬مغلق‭ ‬ودولة‭ ‬شمولية،‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬التمويل‭ ‬الأجنبى‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬الفرنسية‭ ‬والأمريكية‭ ‬والإيطالية‭ ‬غيرها‭"‬‭.‬

ويعلق‭ ‬رامى‭ ‬عبد‭ ‬الرازق،‭ ‬الناقد‭ ‬الفنى،‭  ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬فتح‭ ‬ملف‭ ‬السينما‭ ‬الممولة‭ ‬بأيدٍ‭ ‬أجنبية‭ ‬أو‭ ‬لديه‭ ‬أجندات‭ ‬ويرغب‭ ‬فى‭ ‬تطبيقها‭ ‬مصطلح‭ ‬قديم‭ ‬ولا‭ ‬ينبغى‭ ‬على‭ ‬أى‭ ‬شخص‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الثقافة‭ ‬والوعى‭ ‬ودائم‭ ‬التطوير‭ ‬فى‭ ‬مهاراته‭ ‬أن‭ ‬يطلق‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح‭ ‬لأن‭ ‬قراءة‭ ‬المشهد‭ ‬الفنى‭ ‬الآن‭ ‬تقول‭ ‬إننا‭ ‬نعيش‭ ‬عصر‭ ‬التمويل‭ ‬سواء‭ ‬السينما‭ ‬التجارية‭ ‬وهى‭ ‬الشباك‭ ‬أو‭ ‬السينما‭ ‬التسجيلية‭ ‬وغيرها‭.‬

أضاف‭: "‬تغيرت‭ ‬اقتصادات‭ ‬السينما‭ ‬فأصبح‭ ‬الكاتب‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬الممول‭ ‬حتى‭ ‬يظهر‭ ‬عمله‭ ‬إلى‭ ‬النور‭ ‬هذا‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬السينما‭ ‬التجارية‭ ‬فما‭ ‬بالك‭ ‬فى‭ ‬السينما‭ ‬التسجيلية‭ ‬أو‭ ‬الوثائقية‭ ‬التى‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬السلف‭ ‬أو‭ ‬صناديق‭ ‬الدعم‭".‬

المخرج‭ ‬مجدى‭ ‬أحمد‭ ‬على‭ ‬،‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬أحدًا‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬إنكار‭ ‬أن‭ ‬الممول‭ ‬يملك‭ ‬الإضافة‭ ‬أو‭ ‬التغيير‭ ‬فى‭ ‬محتوى‭ ‬النص‭ ‬أو‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬الفكرة‭ ‬وأى‭ ‬اعتراض‭ ‬أو‭ ‬نقد‭ ‬لقنوات‭ ‬الدعم‭ ‬لهذه‭ ‬الجهات‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يجد‭ ‬الحلول‭ ‬قبل‭ ‬الانتقاد‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬نخرج‭ ‬المعدات‭ ‬وأجهزة‭ ‬التصوير‭ ‬من‭ ‬فرض‭ ‬الضرائب‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬رسوم‭ ‬التصوير‭ ‬التى‭ ‬تفرض‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يرغب‭ ‬التصوير‭ ‬فى‭ ‬الأماكن‭ ‬الأثرية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الشوارع‭ ‬العادية‭ ‬فتحولت‭ ‬فكرة‭ ‬التصوير‭ ‬فى‭ ‬الشوارع‭ ‬المصرية‭ ‬إلى‭ ‬أمر‭ ‬مستحيل‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬التصوير‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تصاريح‭ ‬بمصاريف‭ ‬مالية‭ ‬كبيرة‭ ‬وتعامل‭ ‬السينما‭ ‬معاملة‭ ‬الملاهى‭ ‬لهذا‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬نقترح‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬الدولة‭ ‬بعمل‭ ‬إعفاءات‭ ‬على‭ ‬التصوير‭ ‬ورفع‭ ‬الضرائب‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬المعدات‭ ‬التصويرية‭ ‬والديكورات‭ ‬وغيرها‭ ‬حتى‭ ‬يتسنى‭ ‬للقائمين‭ ‬على‭ ‬المهنة‭ ‬الاستمرار‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬دون‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬جهات‭ ‬أخرى‭ ‬تقوم‭ ‬بتمويل‭ ‬أفلامه‭ ‬ليرى‭ ‬النور‭ ‬وبالتالى‭ ‬يبقى‭ ‬لها‭ ‬الحق‭ ‬فى‭ ‬التغيير‭ ‬أو‭ ‬الإضافة‭ ‬أو‭ ‬التطوير‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬شىء‭ ‬ولا‭ ‬يحق‭ ‬لأحد‭ ‬الاعتراض‭. ‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة