اندريا يتيس.. قتلت أطفالها الخمسة لإنقاذهم من جحيم الشيطان
اندريا يتيس.. قتلت أطفالها الخمسة لإنقاذهم من جحيم الشيطان


حكايات| أندريا يتيس.. قتلت أطفالها الخمسة لإنقاذهم من جحيم الشيطان

هناء حمدي

الأحد، 07 نوفمبر 2021 - 11:44 ص

إذا سألت أي أم عن أغلى ما تملكه في الحياة فتجد أن الإجابة واحدة هم أبناؤها الذين شعرت بهم منذ أن كانوا بداخلها فكونت معهم روابط من الحب والأمان والحماية منذ اللحظة الأولى فكل أم وبشكل فطري غريزي تبحث عما يحقق كل أنواع السعادة والحماية لأطفالها.


تلك الفطرة التي وجدت عليها ودفعتها إلى الاهتمام بعرائسها في الصغر كأنهم جزء منها فكل أم إذا تعرضت للاختيار بين حياتها وحياة أبنائها تجدها وبدون أي تردد تختار أبنائها فكل معاني تجسيد العطاء والحب غير المشروط تجدها في صورة أم تكافح من أجل سعادة أطفالها ولكن ليس الجميع على هذه الفطرة!


نعم قد تكون الأم قاتلة.. ولكن هل يمكن أن تكون قاتلة أطفالها؟ والسؤال الأهم ما الذي يدفع الأم إلى قتل أبنائها؟ هل يمكن أن يكون الحب فهناك مقولة شهيرة " من الحب ما قتل" فأي حب يمكن أن يدفع الأم للتخلص من روح شهدت على لحظة ميلادها قد يكون هذا الحب هو رغبتها في حماية أطفالها من الوقوع في الخطيئة وإنقاذهم من شيطان متربص بهم.. فهذا هو تفسير " أندريا يتيس" قاتلة أبنائها الخمسة.


لا تتعجب من قتلها لأطفالها الذين لم يتجاوز عمر أكبرهم الـ 7 سنوات فهي قامت بما هو أغرب وخارج عن المألوف فبعد أن تخلصت منهم وأتمت مهمتها اتصلت بالشرطة وزوجها للإبلاغ عن الواقعة وانتظرت وصولهم.. نعم سلمت نفسها للشرطة في تصرف غريب لا يمكن أن يصدر عن قاتل حقيقي ولهذا أثارت هذه القضية المتناقضة مع الفطرة الإنسانية الكثير من قضايا الصحة العقلية والبحث عما إذا كان مرض "اندريا" العقلي هو ما دفعها إلى ارتكابها لجريمتها الغريبة.


وللوقوف على الدوافع عليك أن تعود إلى ماضي تلك السيدة الأمريكية التي ولدت عام 1964 في ولاية تكساس إذ عاشت هذه السيدة طفولة مستقرة وطبيعية تخرجت في مدرسة ميلبي الثانوية في هيوستن عام 1982 حتى أنها كانت واحدة من المتفوقات كما كانت تشارك في العديد من الأنشطة خلال فترة الدراسة فكانت كابتن فريق السباحة وأيضا ضابط في جمعية الشرف الوطنية وبعدها انضمت إلى كلية التمريض بجامعة تكساس في هيوستن وتخرجت منها عام 1986.


كل تلك الفترة ولم يظهر عليها أي مرض عقلي يعطي إشارة عما سيحدث مستقبلا سوى أنها في فترة المراهقة عانت من "الشره المرضي" أحد أشكال اضطرابات الأكل ما دفعها إلى التفكير في الانتحار دون أن تقوم باي محاولة تنذر بوجود مشكلة حتى تعرفت "اندريا" على "راسل يتيس" وقررا في عام 1993 الزواج.


وعلى مدار 7 سنوات من هذا الزواج أنجبت "اندريا" 5 أطفال فتاة واحدة و4 أولاد ومن هذه اللحظة تغيرت "اندريا" بشكل كلي وبدأت تظهر عليها بعض علامات اكتئاب ما بعد الولادة إذ كانت تصاب مع كل ولادة بنوبة جديدة أكثر حدة من اكتئاب ما بعد الولادة وهو ما دفع الطبيب عام 1999 بوصف دواء مضاد للاكتئاب لها عندما تطورت حالتها مع ولادة ابنها الرابع "لوقا".


وبحسب موقع "history" مرت "أندريا" بمراحل كثيرة من الصعود والهبوط في حالتها الصحية حتى أنها استغلت الدواء الخاص بها المضاد للاكتئاب في محاولة الانتحار أدت إلى دخولها في غيبوبة لمدة 10 أيام حتى أنها بعد إفاقتها حاولت الانتحار مرة أخرى بوضع سكين على رقبتها ما دفع زوجها إلى الاهتمام بمتابعة علاجها لدى طبيبة أمراض نفسية والتي أكدت أن حالة اندريا واحدة من بين أشد 5 حالات مرضية نادرة تعاملت معها.


ولفترة وجيزة تحسنت صحة " اندريا" وبدأت بالاهتمام بأطفالها وممارسة الرياضة وفتح صفحة جديدة مع الحياة وعلى الرغم من نصح الأطباء لها بعدم الإنجاب مرة أخرى خاصة مع تطور وضع الاكتئاب لديها لكنها تجاهلت الأمر وفي عام 2000 أنجبت ابنتها ماري وبعد أشهر من الولادة ساء وضعها ووصل مرضها إلى مراحله المتقدمة فرفضت إطعام أولادها ورعايتهم وقررت التوقف عن تناول الدواء المضاد للذهان وبعد 3 أسابيع فقط من امتناعها عن تناول الدواء ارتكبت جريمتها.

ففي صباح يوم 20 يونيو من عام 2001 في غضون ساعة انهت " اندريا" حياة اطفالها الـ 5 غرقا في حوض الاستحمام في مشهد حتى خيال كتاب السينما لم يتمكنوا من تصور أبشع منه فبعد أن أعدت وجبة الإفطار لابنائها وتوجه زوجها إلى العمل على أن تأتي والدته في خلال ساعة لرعاية الأطفال معها كانت "اندريا" قد اتمت مهمتها وبدأت بقتل ابنتها الصغرى ماري البالغة من العمر 6 أشهر وقامت بإغراقها في حوض الاستحمام الذي ملأته بالماء البارد تاركة جسدها طافيا فوق المياه.

ثم عادت لتصطحب باقي أطفالها إلى مثواهم الأخير واحدا تلو الآخر بنفس طريقة قتلها لابنتها حتى أن ابنها الأكبر نوح حاول الفرار بعدما رأى جثة أخته طافية فوق المياه إلا أن أمه حملته رغما عنه إلى حوض الاستحمام وأغرقته تاركة جثته في الحوض ووضعت شقيقته ماري على السرير في حضن شقيقها الأكبر يوحنا ثم اتصلت بالشرطة وبعدها بزوجها وطلبت منه العودة إلى المنزل للضرورة القصوى وانتظرت وصولهم.

ليتم إلقاء القبض عليها ومع اعترافها بارتكابها للجريمة بررت ما فعلته بأن حبها الشديد لأطفالها والذين لن يكونوا أتقياء عندما يكبرون لذلك أقدمت على قتلهم قبل أن يرتكبوا آثاما وخطايا وبالتالي ما فعلته هدفه إنقاذهم من الجحيم فكانت دائما تعتقد أن المرأة أصل الخطيئة وأن الأمهات المحكوم عليهن بالجحيم سيرون أطفالهن يحترقون في نيران الجحيم وبالتالي لا سبيل لإنقاذ أطفالها وحمايتهم من خطايا الشيطان إلا بقتلهم.

وفي عام 2002 تم الحكم عليها بالسجن مدى الحياة لقدرتها على التمييز بين الصواب والخطأ ولكن في عام 2005 منحتها المحكمة فرصة لمحاكمة جديدة بعد أن تبين أن شاهد الادعاء الطبيب النفسي أدلى بشهادة زور أثرت على قرار هيئة المحلفين وبعد استمرار المداولات لمدة عام كامل وجدت هيئة المحلفين أن "اندريا" غير مذنبة بسبب جنونها ومنذ ذلك الوقت وهي تلتزم بالإقامة في مستشفى للأمراض العقلية في ولاية تكساس.

اقرأ أيضا |حكايات| طفلة هزمت السرطان .. و«نفسها تطلع طبيبة أورام»

حكايات| اندريا يتيس.. قتلت أطفالها الخمسة لإنقاذهم من جحيم الشيطان

حكايات| اندريا يتيس.. قتلت أطفالها الخمسة لإنقاذهم من جحيم الشيطان

حكايات| اندريا يتيس.. قتلت أطفالها الخمسة لإنقاذهم من جحيم الشيطان

حكايات| اندريا يتيس.. قتلت أطفالها الخمسة لإنقاذهم من جحيم الشيطان

حكايات| اندريا يتيس.. قتلت أطفالها الخمسة لإنقاذهم من جحيم الشيطان

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة