حتي لا يسيء احد فهم كلامي اقر بأنني لا اشكك في وطنية اهالينا في سيناء الذين ضربوا المثل والقدوة عبر العصور في محاربة الاحتلال الاسرائيلي ولا اشكك في مساندة الشرفاء منهم - وهم الاغلبية - لقوات الجيش والشرطة في حربهم الضروس ضد الارهاب والتي يضحون فيها بحياتهم من اجل ان نعيش نحن في امن واستقرار ويحرصون علي عدم ضرب المساكن التي يختبيء بها الارهابيون خوفا علي الابرياء من الاطفال والنساء
لكن قلبي يتمزق علي شهداء مصر الابطال من الضباط والجنود الذين تروي دماؤهم الزكية ارض سيناء الطاهرة..تسيل دموعي وانا اطالع كلماتهم التي كتبوها علي صفحاتهم علي الفيس بوك والتي اكدوا فيها انهم يدفعون ارواحهم عن طيب خاطر من اجل مصر..
بداخلي بركان غضب من اهلنا في سيناء الذين يعيشون في موقع الاحداث برفح والشيخ زويد وأرفض ان يقنعني احد انهم لا يعرفون « دبة النملة « عن كل ما يحدث حولهم..وأرفض ان يقنعني احد انهم لا يعرفون الارهابيين جيدا ولا يشاهدون امدادات الاسلحة التي تمر امام اعينهم ليل نهار..ولا يشاهدون الارهابيين الذين يتخذون من مساكنهم مخبأ للهروب من ضربات الجيش والشرطة..
تحدثت مع احد الاصدقاء المقيمين في العريش عن تخاذل الكثيرين عن الابلاغ عن الارهابيين وأكد لي ان ذلك سببه الخوف من الذبح علي يد داعش وبيت المقدس..قال لي ان هذه الجماعات وزعت منشورات علي الاسواق هددت فيه من يبلغ عنهم بالويل والثبور وعظائم الامور..قال لي نحن نشاهد الارهابيين وهم يسيرون بيننا يحملون الاسلحة الخفيفة والثقيلة لكن لا يجرؤ احد علي الابلاغ حتي لا يكون مصيره تفجير منزله كما حدث مع بعض من اتهمتهم هذه الجماعات بالعمالة للامن..قلت لصديقي لكن تخاذلكم هذا يساهم في تدمير سيناء التي تعيشون علي ارضها..قال الناس هنا خائفة والبعض يستفيدون من الارهابيين ولا تنسي انه ما زالت هناك انفاق تجلب كل ما هو شر لمصر..قلت لكن الخوف لا يمنعكم من الابلاغ عن الارهابيين ولو في السر برسالة عبر البريد الالكتروني او اتصال تليفوني من مجهول او خطاب لأجهزة الامن عن الاماكن التي يتمركزون فيها حتي يصل اليهم الجيش والشرطة دون سقوط ضحايا من المواطنين الابرياء وأعتقد ان هذا اقل ما يجب ان تقدموه لمصر في الوقت الذي حملت فيه بعض القبائل السلاح ووقفت جنبا إلي جنب مع قوات الجيش والشرطة في الحرب ضد الارهابيين.. قال :غصبا عنا..قلت: عذر اقبح من ذنب واذكرك بالفتوي التي قالها الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر بان الإبلاغ عن الإرهابيين واجب شرعي ووطني.
 اتمني من اهالينا في سيناء الا يبخلوا بالإرشاد عن أوكار الارهابيين والإبلاغ عن أي معلومات عن تحركات مشبوهة عن المندسين بينهم وهم بكل تأكيد ليسوا من أهل سيناء الطاهرة، لكن يسيئون لهم بخروجهم من بينهم والاختباء في مناطقهم.


\>