محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

بناء الانسان

محمد بركات

الأحد، 07 نوفمبر 2021 - 07:47 م

 

لا مبالغة فى القول بأن قضية اعادة بناء الانسان المصرى، على أسس سليمة وراسخة على المستويين المادى والمعنوى، تأتى فى مقدمة القضايا التى تهمنا ونسعى بكل الجهد إلى انجازها بأكبر قدر من الجدية والجودة نظرا لتأثيرها الكبير على امكانية وسبل تحقيق طموحاتنا المشروعة فى بناء الدولة الديمقراطية الحديثة والقوية.
وأحسب اننا ندرك أن هذه القضية ليست سهلة التحقق ولا ميسورة المنال، بل هى عملية شاقة تحتاج بالضرورة إلى تطوير شامل واصلاح كامل لمنظومة التعليم والصحة بكل ما يعنيه ذلك من الاهتمام الواجب بالتنمية الانسانية والثقافية والعلمية والاجتماعية وكذلك الفنية والرياضية، حتى يكتمل بناء الشخصية السوية.
وإذا كنا نقول بأنها ليست عملية سهلة، فتلك حقيقة يجب ان يدركها الجميع نظرا لأنها تحتاج إلى عدة عوامل اساسية،...، وهى الاصرار على بلوغ الهدف ووضوح الرؤية للمستهدف الذى نسعى إليه، مع وضع خطة شاملة للتنفيذ وبلوغ الهدف، وبرنامج زمنى للانجاز، بالاضافة إلى توافر التكلفة المادية اللازمة لتحقيق هذه المنظومة وصولا إلى ما نسعى اليه.
وفى هذا علينا ان نتصور حجم هذه المشكلة ، إذا علمنا اننا نحتاج الى قدر كبير من الأموال، التى تتعدى المليارات من الجنيهات سنويا، لتنفيذ الخطة الشاملة للإصلاح وتطوير المنظومة التعليمية بما يتطلبه ذلك من بناء وإقامة مئات الآلاف من المدارس الجديدة فى كل المحافظات والمراكز والمدن والقرى بطول وعرض البلاد، لحل مشكلة تكدس التلاميذ فى الفصول،...، كما ان هناك حاجة ماسة لتوظيف وتعيين الآلاف من المدرسين، لاستكمال النقص القائم فى هيئات التدريس.
أما النهوض بالمنظومة الصحية كى تكون صالحة للوفاء بمسئوليات بناء الانسان المصرى، فيحتاج بالضرورة إلى قدر كبير من الموارد المالية الكافية، لتحديث وتطوير المستشفيات كى تكون قادرة على القيام بذلك، على أسس سليمة ومتطورة، بحيث تشمل نظاماً متكاملاً وحديثا للتأمين الصحى.
ولنا أن نتصور ايضا حجم الصعوبة فى اتمام ذلك، إذا علمنا انه من اللازم توافر المناخ المناسب لإحداث هذا التطوير والتحديث والاصلاح، فى جميع المجالات المؤدية للبناء السليم للانسان.
أى ان اعادة بناء الانسان تحتاج إلى تعليم جيد وحديث، وثقافة واسعة وصحة جيدة وسليمة، فى ظل نظام علاجى متطور وبيئة آمنة ومستقرة،...، وهذا بالقطع يحتاج إلى تكاليف ليست بالقليلة،...، وتلك حقيقة لا يجب أن تغيب عنا.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة