لم ار في اي مكان في العالم ، جامعات او مدارس عامة او خاصة ، بلاأمن رسمي الا في مصر ، رغم اننا البلد الوحيد الذي يستخدم مصطلح » الحرم الجامعي »‬ في تقديس منا للمدارس والجامعات ، كمؤسسات ذات طبيعة ورسالة سامية في اعداد وتأهيل الشباب لحمل مشاعل التنمية ورفع شأن الوطن. اقول هذا بعد ان تحولت الجامعات وبشكل خاص الازهر وعين شمس والمنصورة والزقازيق والقاهرة في العام الماضي الي ساحات لممارسة  العنف والارهاب وسط غياب شبه تام وتقييد غير مبرر لرجال الامن الرسمي في التعامل مع تلك الاحداث الا بعد اشتعال الحرائق وترويع الطلاب وهيئات التدريس. العام الدراسي علي الابواب ، وآمل ان تكون الحكومة ممثلة في وزارتي  الداخلية والتعليم العالي توصلت الي صيغة لحفظ الامن في الجامعات ، وقطع الطريق امام العناصر الارهابية التي تستغل اقامتها في المدن الجامعية وتواجدها في الحرم الجامعي لاثارة الطلاب وافتعال مواقف عدائية مع القيادات الجامعية لاثارة الفوضي وجر الامن الي صدامات تنتهي بسقوط ضحايا ، ناهيك عن تشويه صورة مصر في الخارج وتصويرها وكأنها بلد غير مستقر لايتورع امنها عن الهجوم علي الطلاب وقمعهم ومنعهم من التعبير عن آرائهم. القضية تحتاج الي وضع النقاط علي الحروف وقيام رؤساء الجامعات وعمداء الكليات بالاتفاق مع الحكومة علي رؤية واضحة لحفظ الامن في الجامعات ومنع اي عناصر مغرضة من استغلال الزخم الطلابي في افتعال مواقف تضر كثيرا بمصر وتمنح المتآمرين فرصة للنيل من الوطن الغالي وشعبه الأبي. الامر جد خطير ، ويحتاج الي التعامل معه بكل جدية ، واجراء تغييرات في المواقع القيادية بالجامعات ، او بمعني اكثر وضوحا تطهير الجامعات من العناصر غير الوطنية حتي لانفاجأ مثلما حدث العام الماضي ، بمن يرفض دخول رجال الشرطة الي الجامعة رغم اشتعال النار في مبانيها ورغم حمل بعد المنتمين لجماعات ارهابية بنادق آلية وخرطوش ضد زملائهم ورجال الامن لخلق فتنة كان يمكن منعها لو تصرف رئيس الجامعة بشكل مسئول ولم يسع للعب دور البطل المزيف علي جثث الضحايا.