محمد قناوي
محمد قناوي


محمد قناوي يكتب: ملكة الاستعراض.. تكريم مستحق لفنانة عظيمة

محمد قناوي

الإثنين، 08 نوفمبر 2021 - 02:34 م

لا شك أن منح الفنانة الكبيرة نيللي، جائزة «الهرم الذهبي التقديرية» لإنجاز العمر، خلال حفل افتتاح فعاليات الدورة الـ43، لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والتي من المقرر أن تنطلق يوم 26 نوفمبر الجاري، وذلك تقديرًا لمسيرتها الفنية والمهنية ، خبر اسعد الملايين من عشاق أفضل فنانة استعراضية في تاريخ السينما والدراما التليفزيونية ولابد أن نوجه التحية لصاحب فكرة تكريم «ملكة الاستعراض» وهو التكريم المستحق والمتأخر جدا ولكن أن يأتي من مهرجان في حجم القاهرة السينمائي فهو يساوي كل التكريمات التي كان يمكن أن تحصل عليها من أي مهرجانات أخرى. 

نيللي تستحق التكريم بالفعل فهي موهبة استثنائية، بكل المقاييس قدمت خلال مشوارها الفني ما يزيد عن 118 عملا ما بين سينمائي وتليفزيوني ومسرحي منها 72 فيلما سينمائيا ، ورغم هذا التاريخ الطويل لم تكن «نيللي» تحلم  بالتمثيل مثل غيرها من الفنانات فقد دخلت الفن وعمرها أربع سنوات؛ ولم تكن تملك الاختيار،حيث شاركت في فيلم «الحرمان»، الذي قام ببطولته الفنان الراحل عماد حمدي وجسدت دور الطفلة «منى»، ومن ثم توالت عليها الأعمال خلال فترة طفولتها، فشاركت في فيلم «عصافير الجنة»، «رحمة من السماء»، «توبة»، «حتى نلتقي»، ولكنها تعتبر أن بدايتها الحقيقية في التمثيل في عمر الـ13 عامًا، عندما اختارها المخرج بديع خيري لتمثل على مسرح نجيب الريحاني بدلا من ميمي شكيب، لاقت وقتها صعوبة في الأداء، خاصة أنهم كانوا يستخدمون مصطلحات صعبة بالنسبة لها، ولكن الفنانة القديرة ماري منيب هي التي ساعدتها على كيفية حفظ الجمل والطريقة الصحيحة للأداء.

قدّمت نيللي أول بطولة مطلقة عام 1966 من خلال فيلم «المراهقة الصغيرة»، وهو من بطولتها أمام أحمد مظهر واحمد رمزي، وإخراج  محمود ذو الفقار، وفي عام 1969 قدّمت بطولة مسرحية «الدلوعة» أمام فريد شوقي  والتي قدمت كعمل سينمائي، بعدها حققت نجاحاً كبيراً فكانت أشهر مراهقة في تاريخ السينما، وقدّمت بعدها أدواراً عديدة منها «بيت الطالبات» و«أجازة صيف» و«دلع البنات» و«مذكرات الآنسة منال» و«طائر الليل الحزين»، إلا انها منذ السبعينيات بدأت تتالق بشكل مختلف من خلال أفلام «لا لا يا حبيبي» و«إمرأة زوجي» و«شباب في العاصفة» و«مغامرة شباب»، وفيلم «غداً يعود الحب».

اتسمت أدوار نيللي بخفة الدم والغناء والإستعراض أحياناً، لكنها ودعت هذه النوعية حينما قررت تقديم أدوار بعيدة عن الخفة والكوميديا وتتسم بالتراجيديا، مثل فيلم «مع تحياتي لأستاذي العزيز» وفيلم «الغول» و«العذاب امرأة» و«الوهم» وغيرها من الشخصيات الجادة، بالإضافة لتقديمها العديد من الأعمال الدرامية، فحالفها الحظ بأن تتقاسم البطولة أمام موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب من خلال المسلسل الإذاعي"شيء من العذاب"،وأيضاً شاركت في مسلسلات تلفزيونية مثل «المارد» و«الدوامة» و«سنوات الشقاء والحب» و«ألف ليلة وليلة» و«ألو رابع مرة» و«قصاقيص ورق». وصنّف فيلمها «الرجل الذي فقد ظله» والذي قدمته عام 1968، ضمن أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية، بحسب إستفتاء النقاد عام 1966 وعلى خشبة المسرح، الي جانب مسرحية «الدلوعة»، قدمت مسرحية «كباريه»، و«انقلاب»، وغيرها.

قدمت نيللي الفوازير لسنوات عديدة وأحدثت بها إنقلاباً، ففي البداية كانت تقدم الفوازير مسموعة وبدأتها الإعلامية آمال فهمي،لكن نيللي صنعت الفوازير بقالب خاص ميّزها فصاحبتها الإستعراضات مثل فوازير «صورة وفزورة» عام 1975، وقدّمتها بشكل مختلف في الأعوام التي تلتها وكانت الإنطلاقة في عام 1980 بفوازير «عروستي»، وبعدها بعام قدمت فوازير «الخاطبة» وفي عام 1990  قدمت «عالم ورق»، وبعدها بعام قدمت «عجائب صندوق الدنيا»، وفي عام 1992 «أم العريف» وفي عام 1995 فوازير «الدنيا لعبة»، وبعدها بعام قدّمت «زي النهاردة» وتلك المرحلة جمعتها بالشاعر صلاح جاهين، وبمصمم الاستعراضات حسن عفيفي والمخرج فهمي عبد الحميد.

كما قدمت عدة مسلسلات من أبرزها «الدوامة»، «مبروك جالك ولد»، «عاشت مرتين»، «إنها مجنونة مجنونة»، «برديس»، «ألف ليلة وليلة»، «سنوات الشقاء والحب» ويعد مسلسل «قصاقيص ورق»، الذي عرض عام 2005، هو آخر عمل فني قدمته
واذا كان الحظ قد حالف «نيللي» خلال مشوارها الفني فقدمت اعمالا ناجحة، ولكن حظها في الحب كان سيء جدًا؛ لأنها كانت تلتقي رجالًا يملأ فكرهم الأنانية، فكان كل رجل يحبها يطالبها بترك التمثيل والتفرغ له، ولكنها كانت ترفض وتتخلى عنهم .. أول حب لـ«نيللي» ابنة الرابعة عشرة في المعمورة بالاسكندرية، مع شاب صاحب عيون زرقاء حيث كانت تقود دراجتها وشرع هو في مغازلتها، فتولدت أول قصة حب لفتاة بريئة مراهقة، وعندما نضجت «نيللي» تزوجت من المخرج حسام الدين مصطفى، ولكن تم الطلاق؛ بسبب فارق السن، وغيرته الشديدة عليها، بدأت علاقة «نيللي» بالمخرج الراحل حسام الدين مصطفى، حينما أخرج العديد من أفلامها في بداية مشوارها الفني، ووقف إلى جانبها كثيرًا؛ فكانت منبهرة به، وبعد إخراجه خمسة أفلام لها؛ عصابة الشيطان"، و«كلمة شرف»، و«شياطين البحر»، و«ملوك الشر»، و«غابة من السيقان»، اعترف بحبه، فهامت به هي الأخرى واعترض الأب  بسبب فارق السن بينهما، أحبها «حسام» في القاهرة، وطلب يدها في ملهي ليلي في بيروت في شارع الحمراء بوسط العاصمة اللبنانية، وقدم لها خاتم خطبة يُقدر بـ1500 ليرة وبعد الزواج اكتشفت «نيللي» أن «حسام الدين» رجل يحب السيطرة على زوجته وأن تبقى في خدمته، كانت هي ترفض السيطرة والقيود، وعاشقة للنجومية وطالبها باعتزال الفن والتفرغ له وحده، فانفجر بركان غضبها وحدث الصدام عندما أعلنها صريحة «يجب أن تعتزلي الفن» فكان الانفصال هو الحل الوحيد،ولم تدم الزيجة طويلًا..وفشل الزواج الأول، أما زواجها الثاني فجاء بعد خروجها من أزمة انفصالها عن زوجها الأول، حيث أصابها الحب مع الملحن «مودي الإمام» ولكن لم يستغرق الأمرطويلًا وباءت التجربة بالفشل كزواجها الأول فقررت بعدها ألا تتزوج من الوسط الفني، ولكن من أجل زواجها من رجل الأعمال المصري «خالد بركات» اعتزلت «نيللي» الفن، وسافرت معه إلى لندن، تمنت أن تُكَوِّن أًسرة وتنجب أطفالًا، ولكن حلمها لم يكتمل وبعد عامين فقط وقع الطلاق بينهما لتعود إلى فنها مرة أخرى ، تزوجت «نيللي» للمرة الرابعة من المنتج «عادل حسني» سرًا، ولكنهما انفصلا لنفس سبب فشل في زيجاتها من قبل بعد أن طلب منها إعتزال الفن والتفرغ للحياة الزوجية، فقررت بعدها أن لا تفكر في الزواج مرة أخرى.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة