محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


حروف ثائرة

الغرض المريب

محمد البهنساوي

الإثنين، 08 نوفمبر 2021 - 06:20 م

توقفت كثيرا أمام حديث إبراهيم عيسى مؤخرا وتعليقه على الصيدلى الذى يقرأ القرآن فى الصيدلية ولماذا لا يقرأ مراجع الصيدلة وأبحاث الأدوية وغيرها، وهو الحديث الذى أثار ولا زال حالة جدل وغضب واسعة، وتوقفى هنا أمام كلام عيسى ليس رفضا أو تقبلا له، لكن أمام شهوة غريبة منذ فترة ليست قصيرة تسيطر على البعض ومنهم إبراهيم عيسى بالطبع تغريهم للزج بالدين فى كل حديث، وتنسيهم تلك الشهوة أية تناقض قد يقعون فيه كما تلغى أية حدود يجب أن يقف عندها الحديث وكذلك أية عواقب لهذا الحديث، أو ربما كانت عواقب وتوابع حديثهم هى القصد والمبتغى !!

 

مرة أخرى أرى أن موقف عيسى من الصيدلى الذى يقرأ القرآن قد نتقبله فى سياقه باعتباره وجهة نظر لصاحبه تتفق او تختلف معها لكن أن تصبح كلماته تلك خارج سياق حديثه تماما على الشاشة ويبدو محشورا حشرا استجابة لتلك الشهوة التى أشرت إليها، وان يناقض هذا الكلام ما يدعو إليه عيسى فى حلقته، هنا الوقفة والعجب والاستغراب، فإبراهيم عيسى كان يتحدث عن تدريس المواد والكليات النظرية وكيف أنه حشو وحفظ دون تفعيل العقل النقدى والفكر والتفكر وأن الكليات العملية كذلك أيضا، وإذا به يزج بالصيدلى الذى يقرأ القرآن ولا أدرى هنا ما علاقة « عيشة بإم الخير « كما يقال، وهل أراد الإشارة أو الإيحاء إلى أن حب القران وقراءته نوع من أنواع الحفظ والحشو و « الطرش « التى كان يتحدث عنها ؟ ولا أدرى كذلك سبب العصبية والانفعال الشديد التى سيطرت عليه وهو يتساءل عن خطورة ربط علم الحديث النبوى بالمواد العلمية العملية رغم أنه أيضا حديث وربط خارج السياق تماما ؟، بل وأسأل من جانبى الاستاذ إبراهيم عيسى ماذا سيكون موقفه لو دخل الصيدلية ووجد الصيدلى يقرأ إحدى رواياته أو حتى رواية أو كتاب جنسى، هل سيتخذ نفس الموقف . أم وقتها سيصف هذا الصيدلى بالمجتهد الباحث عن الثقافة المُعمل لعقله وفكره بل وسيطالب بأن يصبح نموذجا يجب على أقرانه اتباعه ؟!، وهل الصيدلية المكان المناسب للقراءة والتمعن فى الأبحاث ؟

 

لازلت أتحدث عن تلك الشهوة المميتة والمقيتة لدى هؤلاء ومعظمهم يصف نفسه بالليبرالى العلمانى التقدمى نصير حرية الفكر وحقوق الإنسان وتقبل الآخر، ألا يدرك هؤلاء كم الملايين الذين يسوؤهم ويؤذيهم الحديث والهجوم عمال على بطال على عقيدتهم، ربما يتهمنى بعض هؤلاء مرضى تلك الشهوة بالتطرف والرجعية وعدم تقبل الآخر، لكن بكل أسف تلك الأوصاف تنطبق على أمثالهم الذين لاهم لهم الا مهاجمة الدين الإسلامى والتشكيك لمجرد التشكيك فى ثوابته والإساءة لرموزه، ومحاولة إلصاق كل نقيصة بالصحابة الأوائل رضى الله عنهم جميعا وتفسير مواقفهم ليس فى سياقها الزمنى والمكانى إنما بالطريقة التى تسئ اليهم وتنال من رمزيتهم لدى جموع المسلمين، فهذا متحرش حاول التحرش بإحدى زوجات النبى، وهناك الخائن والسارق وعدو الإنسانية الذى عذب الناس بالحرق والزانى والمتستر على فساد، ناهيك عن إنكار هؤلاء المرضى الحدود وسعيهم للتسفيه والتقليل من الأئمة والاستهزاء علنا بكتاب الله المبين، وغير ذلك من الأمور التى تستوجب الوقفة والمحاسبة

 

إن هؤلاء - وبعيدا عن التشكيك فى مبتغاهم - يهددون بما يفعلون ويقولون الأمن المجتمعى ويسيئون للدولة التى تنادى بتجديد الخطاب الدينى وهو نداء حق ومستحق نحن بحاجة ماسة إليه، وما يفعله هؤلاء يعوق الفكرة ويشل مسيرتها قبل أن تبدأ لأن الكثيرين يتخذون ما يقوله عيسى وأمثاله أنه نموذج لتجديد الخطاب الدينى الذى تريده الدولة وهى منه ومنهم براء، من هنا وجبت الوقفة الحاسمة صيانة للسلام المجتمعى واحتراما لمشاعر المصريين، وقفة تمنع الافتئات على رغبة الدولة ومبتغانا جميعا بتجديد حقيقى يحيى الدين وليس تجاوزا وإساءة تثير الفتنة وتزيغ البصيرة

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة