شهر رمضان الكريم.. أوله رحمة.. ووسطه مغفرة.. وآخره عتق من النار.. يارب اشملنا برحمتك ورعايتك واعتقنا من النار.. واقبل صيامنا وقيامنا وسجودنا وحرم جسدنا علي النار.
في أيام الطفولة والتليفزيون ـ الابيض والاسود ـ ولم يكن هناك سوي القناتين الأولي والثانية.. ولم تكن هناك أقمارصناعية ولا فضائيات.. لذلك كانت النفحات الايمانية أقوي من هذه الأيام.. فبعد الإفطار نذهب الي المسجد لسماع الدرس الديني وصلاة العشاء والتراويح بتأن وطمأنينة.. أما الآن.. فقد تغيرت الأمور وانصرف معظمنا عن ذكر الله للتفرغ لمتابعة مسلسلات رمضان طبقا لخريطة عرضها.. أو الجلوس علي المقاهي و»الكوفي شوب» التي تعمل ليل نهار.
في الماضي القريب كانت المسلسلات هادفة.. ليس فيها إسفاف ـ أما هذه الأيام فتعلم الجيل الجديد «قلة الأدب» لما فيها من تجاوز في الألفاظ والمشاهد وأصبحت تعلم النشء كيفية تعاطي المخدرات.
أما برامج المقالب مثل «رامز واكل الجو» و«هبوط اضطراري» فتحمل كل أنواع البذاءات والإنحطاط سواء من جانب المقدم أو الضيوف وأقل ما يمكن وصفها به أنها مثال للبرامج التي تدمر الأخلاق وتصيب المشاهد بالتخلف والتوتر وتعلمه قلة الأدب والحمد لله أنا لست من المتابعين لأي مسلسل رمضاني ولكن مسلسل «يوميات زوجة مفروسة جدا» أجبرني علي متابعته لأنني وجدت فيه الابتسامة التي افتقدتها في مسلسلات الجنس والمخدرات.. ففكرة المسلسل التي صاغتها الزميلة أماني ضرغام ـ وكانت تنشر في الأخبار اسبوعيا ـ وكنت أتخيل تلك الشخصيات التي تكتبها.. وأبدع فريق العمل والجميلة داليا البحيري وخالد سرحان والقدير سمير غانم ورجاء الجداوي وقدموا مباراة رائعة بعيدا عن الإسفاف وقلة الأدب .. يوميات زوجة مفروسة جدا نقطة بيضاء ترسم البسمة علي وجه من يشاهده.
في أيام الشهر الفضيل.. بدلا من التفرغ للعبادة ومحاولة إرضاء ربنا سبحانه وتعالي.. تفرغنا للحروب والقتل والدمار والتفجيرات.. ولم نراع حرمة الشهر الكريم.. فقد صور إلينا بعض المتشددين بأن الاسلام عبادة لحية وجلباب قصير.. ولكن زادوا عليه هذه الأيام حزاما ناسفا.. واتسعت دائرة الدم وتعدت سوريا والعراق واليمن وليبيا لتشمل الكويت وتونس.. ولعل التفجيرات الأخيرة خير مثال علي ذلك وأصبح سقوط قتلي يسعد المتشددين.. بل يعتبرونه جهادا في سبيل الله.. وانكروا قول الله تعالي «أنه مَنْ قَتَلَ نَفْسا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا» المائدة آية ٣٢ وتاه الإسلام الوسطي وغطت أنهار الدم الكثير من البلاد لا تفرق بين طفل أو شاب أو رجل أو امرأة.. وأصبح الإسلام الذي يدعو إلي الحب والتسامح في موضع المتهم بالقتل والتدمير.
شكرا رئيس حي بولاق.. ولكن!
بمجرد نشر مقال الأسبوع الماضي عن سور ميناء القاهرة البري «موقف الترجمان» وقد تحول إلي زريبة حمير.. تحرك رئيس حي بولاق اللواء إبراهيم عبدالهادي.. وأزال كل المخالفات.. واختفت الحمير وعربات الكارو من الشارع وتفرقت داخل حواري بولاق نهارا ولكنها للأسف تعود ليلا وتترك مخلفاتها وتخرج لسانها للمسئولين.. أتمني أن تستمر هذه الحملات للقضاء نهائيا علي كل أنواع المخلفات.. اللواء إبراهيم عبدالهادي.. شكرا لسرعة الاستجابة وأتمني المتابعة من المسئولين حتي لا تعود الأمور إلي ما كانت عليه.. ورمضان كريم