كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

القوة العادلة

كرم جبر

الثلاثاء، 09 نوفمبر 2021 - 07:42 م

رحم الله الرئيس السادات، سبق عصره وتنبأ بالمستقبل، وتأكد أن سيناء عندما تكون فى أحضان الوطن، فهى فى أمان وسلام واستقرار.
لم يعبأ باتهامات ظالمة، ولم يحن رأسه لموجات هجوم ضارية، لأنه كان يعلم جيداً أن الدفاع عن الوطن هو أعلى درجات الوطنية، وأنه استرد أرضه واستعاد الكرامة والكبرياء.
كان جريئاً ويوم 9 نوفمبر 1977 أعلن فى مجلس الشعب رغبته فى زيارة القدس، وبعد عشرة أيام ذهبت طائرته إلى إسرائيل وسط ذهول العالم، وعادت الطائرة واستردت مصر سيناء بعد حروب دبلوماسية، لا تقل ضراوة عن المعارك العسكرية.. مصر استعادت أرضها بحرب أكتوبر المجيدة وبمباحثات السلام الصعبة.
واليوم يستكمل جيل حرب أكتوبر المهمة المقدسة وإحكام السيطرة الكاملة على التراب الوطنى، وتفرض الدولة القوية الراسخة إرادتها ومشيئتها فى تعديل اتفاقية كامب ديفيد، وتعزيز وجود الجيش المصرى فى رفح.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسى واثقاً من قوة بلده وقدرات جيشه وهو يقول فى مقابلة تليفزيونية عام 2014 «اللى احنا عايزينه بنعمله، ولو الأمر يتطلب تعديل كامب ديفيد، فلن يرفض أحد، لأنهم يتعاملون مع دولة وجيش، لهما قوة عادلة وليست حمقاء».
ليتهم استمعوا لنصيحة الرئيس السادات حين دعاهم لمشاركته فى جنى ثمار الحرب بسلام دائم وعادل، فلم يكن القائد الشجاع يسعى لحل منفرد، وإنما لحل المشكلة برمتها، فلم يستمعوا له، ولم يكن فى استطاعته أن يترك شبراً من سيناء الحبيبة رهن الاحتلال.
>>>
الدولة هى المظلة التى يحتمى تحتها الجميع، وهى الأرض والشعب والسيادة، وملك لكل المصريين، وهى خط أحمر معروف لدى كل شعوب العالم التى تحافظ على أوطانها، ولا ينبغى المساس بها أو الاقتراب منها.. وشتان بين أن تعادى الحكومة أو تعارضها، وبين أن تعادى الدولة وتعمل ضدها، فالملجأ الأول والأخير هو «مصر»، الدولة المستقرة التى تُعلى شأن مواطنيها، ويلتف أبناؤها حولها مهما غضبوا.
خرج المصريون جميعاً ضد الجماعة الإرهابية، لأنها حاولت المساس بكيان الدولة، وهدم ثوابتها التاريخية والجغرافية والثقافية، والتفريط فى أرضها وإذلال شعبها.. وللأسف الشديد فهناك من يخلط بين هذا وذاك، ولا يفرق بين نظام يمكن انتقاده، ودولة يحظر المساس بها.
>>>
اللهم اجعل هذا البلد آمناً، فالدنيا من حولنا تغلى وبلادنا هادئة وتسترد عافيتها وتبنى نفسها، ولكن هناك من ينفثون سمومهم فى مواقع التواصل الاجتماعى وفيس بوك.
الجماعة الإرهابية لم تستسلم ولم ترفع الراية البيضاء، ولكنها فى حالة كمون، وتتوارى تحت الأرض عندما تواجه ضربات الدولة القوية، ثم تحاول العودة إلى المسرح من جديد، وهكذا تقول دروس التاريخ.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة