مصر أعجوبة الدنيا، مصر التي يظلمها الآن نفر من بنيها الفاسدين المارقين، مصر التي بهرت من غزوها وقهرت من احتلوا أرضها، تلك الحماية الربانية التي اختصها الله عز وجل لمصر والتي اعتبرها من فضائلها، لقد دعا لها أدم عليه السلام في النيل بالبركة وفي أرض مصر بالرحمة و البر والتقوي وبارك في نيلها وجبلها سبع مرات.. كما كان احتفاء القرآن بها عندماورد ذكرها فيه بصريح اللفظ، كما دعا لها سيدنا نوح لحفيده «مصر بن بيصر بن حام» قال: اللهم إنه قد أجاب دعوتي، فبارك فيه وفي ذريته وأسكنه الأرض المباركة، التي هي كنانة الله مارماها أحد بسوء إلا أخرج الله من كنانته سهما فرماه به فأهلكه، مصر هي أم الدنيا وغوث العباد التي نهرها أفضل انهار الدنيا، وأجعل فيه أفضل البركات، وسخر له ولولده الأرض، وذللها لهم، وقوهم عليها لقد سكن «مصر بن بيصر بن حام» مصر التي عرفت به.
مصر التي استقبلت سيدنا ابراهيم عليه السلام واسماعيل ويعقوب ويوسف واثني عشر سبطا، وولد بها موسي وهارون ويوشع بن نون ودانيال وأرميا ولقمان، وبمصر نشأ عيسي عليه السلام، وبها الصديقون والصديقات منهم مؤمن آل فرعون، وبهاالخضر عليه السلام، كما وصف الله عز وجل وزراءفرعون بالعقل وفضلهم علي قوم «النمرود» حين قالوا: «أرجه وأخاه»، بينما وزراء النمرود قالوا «اقتلوه أو حرقوه».. لماذا مصر؟ لأنه لا احد من أهلها فتن بعبادة العجل مثل بني إسرائيل ومن الصديقات آسيا امرأة فرعون، وأم اسحاق، وماشطة بنت فرعون، قال النبيﷺ: «شممت ليلةأسري بي رائحة ماشممت أطيب منها، فقلت: ياجبريل ما هذا؟ فقال:هذه رائحة ماشطة بنت فرعون».. لماذا مصر؟ لأن النبي ابراهيم تزوج بهاجر أم اسماعيل، وتزوج يوسف بنت صاحب عين شمس، ومنها مارية القبطية زوجة رسول الله، ومازلنا مع.. لماذا مصر محروسة؟