الأربعاء، 10 نوفمبر 2021 - 06:23 م

١٥ سنة هى عمر «التوكتوك» فى مصر تسلل على استحياء ليتحول فى وقت قصير إلى العنوان الأبرز للعشوائية والفوضى فى العديد من الأحياء والقرى، وليقترن وجوده مع العديد من مظاهر الخروج على القانون.

كانت هناك محاولات كثيرة لمحاصرة هذه الظاهرة، لكنها فشلت بسبب الفساد والتراخى فى تطبيق القانون حتى وصلنا للفوضى الهائلة مع ٢٥٠ ألف «توكتوك» لم يرخص منها سوى ١٠٪ وظل الباقى فى حمى العشوائية والفساد والبلطجة!!

الآن هناك وقفة مع كل هذه الفوضى. قبل شهور تم الاعلان عن خطة لضم «التوكتوك» لمبادرة إحلال السيارات، لتكون سيارات «الفان» الصغيرة هى البديل الآمن. وبالأمس صدر قرار وزيرة التجارة بحظر استيراد المكونات الاساسية لعربات «التوكتوك» وهى القاعدة والشاسيه والمحرك.
بالطبع.. ستكون هناك مقاومة من أصحاب المصالح، وستكون هناك محاولات للتحايل على القرار كما تم من قبل مع قرارات أخرى. لكننا فى مرحلة لا مجال فيها للتهاون مع العشوائية والفوضى، ولا لترك الشارع فى قبضة البلطجية والجرائم التى تتم باستخدام «التوكتوك» ولا بضياع عشرات الأطفال فى دولة «التوكتوك» بدلا من المدارس أو الورش والمصانع!!

سيحتاج التطبيق لخطة مفصلة على مراحل تبدأ باختفاء «التوكتوك» تماماً من الشوارع الرئيسية، والبدء فى ترخيص الصالح من هذه العربات للعمل تحت الرقابة الكاملة فى المناطق التى تحتاجها مؤقتا. ولا شك أن خطة إصلاح المناطق العشوائية وخطة تطوير الريف سوف تكون حاسمة فى توفير شارع آمن ووسيلة مواصلات عامة تتجاوز عشوائية دولة «التوكتوك»!
ويبقى الأهم.. وهو الربط الوثيق بين القضاء على عشوائية «التوكتوك» وبين خطة توطين صناعة السيارات التى تسير بخطوات متقدمة. هام جدأ أن يكون البديل عن العشوائية والفوضى والتخلف هو ما يصنع فى مصر، وبأيدى أبنائها.