إبراهيم المنيسي
إبراهيم المنيسي


أما قبل

تكروشوا .. يرحمكم الله !

إبراهيم المنيسي

الأربعاء، 10 نوفمبر 2021 - 06:29 م

هى فعلا قضية مناخ لابد من تنقيته ..أو تفويره !
وليس المقصود هنا  قضية المناخ  وما يهدد الكوكب من مخاطر جمة بسبب الفيضانات وحرائق الغابات وخلافها ، لكننا نتحدث هنا عن مناخنا الرياضي وما به من مخاطر يكمن مصدره فى الغالب من الانتقائية المفرطة ؛ بمعنى أن عقوبات ومواقف وقرارات تصدر لمعالجة أخطاء وتجاوزات ما دام ذلك ممكن وفى المتناول .. ونستطيع .. بينما يتم غض الطرف تماما  عن نفس التجاوزات وربما أفدح منها وأخطر لأسباب انتقائية .. يعنى تنقى اللى تقدر عليه !!
لاجديد  ربما فى القول والتأكيد على ما  كررناه هنا كثيرا من خطورة التلوين ووجوب  مد مسطرة العدالة لآخرها  واخضاع الجميع لنفس المحاسبة دون انتقائية ،  ولا مواقف لونية. فقد بات المتلقي فى عصر شرايين الاتصال المفتوحة أكثر قدرة على الفرز  والتذكر والمقارنة .. واشمعنى !!
وعلى ذكر أهمية  توحيد المواقف   ظهر لنا  تحلى البرتغالى كيروش  بكثير من الحسم والعدل والتجرد فى اختياراته للاعبى المنتخب ، ويبدو أنه درس طبيعة المناخ الرياضى عندنا جيدا قبل الموافقة على تدريب المنتخب الوطنى وعرف مصادر القلق والتأثير ..

كيروش ربما يكون قد استشار  مواطنه مانويل جوزيه الذى قال لى عندما جاء لتدريب الأهلى لأول مرة فى عام ٢٠٠١  إنه عندما وصله عرض الأهلى نزل إلى المكتبة ليقرأ ويتعرف من خلال الأدب العربي المترجم على طبيعة الشخصية العربية وتكوينها  وتاريخها ومصادر التأثير فيها .. ظنى ؛  أن كيروش لم يفكر فى ذبح القطة  عندما استبعد فى أول اختياراته للاعبى المنتخب كلا من محمد شريف ومجدى أفشه ومصطفي فتحى وهم من  أفضل لاعبي المرحلة وقتها ، ولم يتوقف حتى عند مطالبة البعض له بالتفسير الاعلامى قائلا ما معناه : هذا شغلى وقرارى ولا أحتاج تفسيره لأحد ، فكان أن رضخ اللاعبون الثلاثة بل والجميع لقراراته  وتذكر المحللون والنقاد أن هذا حق أصيل للمدرب ليعاود كيروش فعلته مع لاعبين آخرين قى الاختيار الثانى له وأعاد من كان قد استبعدهم أولا ليؤكد مجددا على حسمه وعدله من وجهة نظره  وتقديره الفنى دون انتقائية ولا عداوة مع أحد .. ولا احتواء لأحد .. وإذا كان كيروش يسير بالمنتخب فى الطريق الصحيح فالأمل أن «يتكروش « كل مدربينا ومسئولينا بالوسط الرياضى  ..  أى يقتدون بنهج كيروش ، بحيث يحرص الكل على العدل فى القرار والاختيار للأفضل والأنسب لكل مرحلة وتحد ، والحسم فى التنفيذ وألا يهتز كل صاحب قرار عند أى ضغوط وأن يبتعدوا جميعا  عن الانتقائية الخطيرة وطريقة معاقبة  زيد مثل عبيد بمنطق توزيع العقاب لونيا بالتساوى على بطاقة التموين .. حتى وإن كان فى هذا إهدار للعدل ..
بالحسم والعدل والشفافية يمكن تنقية المناخ ..
تكروشوا .. يرحمكم الله  !

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة