الخميس، 11 نوفمبر 2021 - 06:13 م

تتفاعل العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية خلال المرحلة الراهنة فى إطار حوارهما الاستراتيجى الحالى والذى يتضح من خلاله أطر وملامح مستقبل علاقتهما وتصورات المرحلة القادمة.

وعلى ضوء المتغيرات الراهنة تتأكد أهمية التعاون بين مصر والولايات المتحدة كمبدأ عام، وخاصة أن هناك مصالح مشتركة بين الدولتين، تدفع الطرفين لتعزيز التفاهم وتطوير التعاون بينهما ، مع عدم إغفال وجود معوقات ومحاذير تواجه العلاقات بين الطرفين.

وحقيقة الأمر أن مصر والولايات المتحدة الأمريكية يملكان علاقات إستراتيجية قوية، ارتباطاً بحقيقتين الأولى / المصالح الحيوية والأهداف المشتركة والإلتزامات المتبادلة فى بناء وتطوير القدرة العسكرية المصرية وتحقيق الأمن الإقليمى - الثانية / ما يوفره الموقع الجيوإستراتيجى لمصر ومكانتها العربية والأفريقية والإسلامية فى تحقيق المصالح المشتركة، كما يحكم مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية ثوابت أساسية تفرضها ظروف المرحلة ومتغيرات الموقف الاستراتيجى فى المنطقة، الأمر الذى يستوجب على الدولة المصرية تحديد اتجاهات سياسية واضحة تستهدف تحقيق أهداف الأمن الإقليمى ومصالحها فى المقام الأول.

وقد ساهمت المصالح والأهداف الاستراتيجية للدولتين فى ترسيخ دعائم العلاقات الثنائية بينهما خلال العقود الثلاثة الأخيرة بغض النظر عن مساحات التوافق وأزمات الخلاف، والتى قامت بالأساس خلال تلك الحقبة التاريخية على الاعتبارات الخاصة بالدور المحورى لمصر لدعم الأمن والسلم بالشرق الأوسط، بما يعد المُحدد الرئيسى لملفات التعاون المصرية - الأمريكية داخل دوائر صُنع القرار الأمريكى بالبيت الأبيض والكونجرس..

و يتسع المجال للتعاون المصرى - الأمريكى فى العديد من النواحى والاتجاهات بما يمكن استثماره لصالح الأمن القومى المصرى، للمحافظة على الدور الإقليمى المصرى الفعال فى المنطقة.

فى ذات السياق يمكن اقتراح توصيات تتبنى عدة أسس للفكر الاستراتيجى المصرى تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، سأكتفى بذكر اثنين منها كالأتى :
أولاً : تطوير وتوسيع عمل دائرة «آلية الحوار الإستراتيجى» بين مصر والولايات المتحدة بحيث تنتهى إلى تحقيق توافق أساسى من المواقف الجوهرية تجاه مستقبل تسوية قضايا المنطقة المهمة للطرفين، لتحقيق نظام الأمن والإستقرار، وذلك من خلال مشاركة عناصر أخرى إلى جانب الدبلوماسيين الرسميين تحت إشراف وزارة الخارجية المصرية 

ثانياً : إنشاء آلية حوار مستمر غير رسمى يصب فى إطار الحوار الرسمى القائم بين البلدين بشأن دراسة موضوعات وقضايا أوضاع المنطقة وكذا تقييم  مستوى العلاقة بين البلدين ويرسم سياسات تطويرها وتنوعها من خلال إقامة مركز للدراسات مشترك فى كل من مصر والولايات المتحدة.