د.عبد الغنى عبد العزيز: الاستغناء واختيار الأولويات حلول للتعايش مع الغلاء
د.عبد الغنى عبد العزيز: الاستغناء واختيار الأولويات حلول للتعايش مع الغلاء


عالم أزهري: الاستغناء واختيار الأولويات حلول للتعايش مع الغلاء

سنية عباس

الخميس، 11 نوفمبر 2021 - 08:53 م

موجات غلاء تجتاح الأسواق الداخلية والدولية تشكل عبئا على الشعوب والحكومات قد يكون من أسبابها المنطقية التغييرات المناخية ونقص الطاقة وغير ذلك، ولأن ديننا الحنيف لم يترك أمته بدون حلول لكل أزمات الحياة كان للشريعة الإسلامية وقفات لتمر صعوبات ارتفاع الأسعار برضاء نفسى وأمل فى تخطيها بسلام من خلال تعلم ثقافة التعامل مع الغلاء بتغيير أنماط الاستهلاك وإدارة النفقات.. هذه إطلالة دينية للدكتور الشيخ عبد الغنى عبدالعزيز من علماء الأزهر الشريف يوضح فيها ذلك.

يقول د.(عبد الغنى عبدالعزيز): موجات غلاء الأسعار التى تجتاح العالم حاليا وضعت لها شريعة الله عز وجل حلولا إيمانية وسلوكية تقوم على تربية الضمير على التقوى والمراقبة قال تعالى:»

ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض» وذلك بكثرة الاستغفار والدعاء قال تعالى:»فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا» وأداء الزكاة والصدقات فهى عون للفقراء 

والمساكين تأخذ بأيديهم لاستئناف العمل إن كانوا قادرين وتساعدهم على ظروف المعيشة أما عدم إخراج الزكاة فمن أسباب البلاء والغلاء والعدوان والبغضاء بين أفراد المجتمع لغياب التكافل الاجتماعى فيما بينهم والوفاء بها سببا للبركة والمحبة والمودة والرضاء والقناعة بما قسم الله تعالى قال الرسول صلى الله عليه وسلم :( وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس). 


والتبسط فى الانفاق ونبذ الترف والإسراف وقد أثبتت الأبحاث الطبية أن الله عز وجل جمع الطب فى نصف آية فى قوله تعالى:»وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين».

ويؤكد: من أسباب غلاء الأسعار سلوكيات اقتصادية مخالفة للشريعة لبعض التجار والمصنعين والوسطاء منها الاستغلال باحتكار وتخزين السلع الخاصة بأقوات الناس حتى تنفد من الأسواق ويرتفع سعرها والغش والتطفيف وانخفاض الجودة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( لا يحتكر إلا خاطئ ) وحديث (من أدخل شيئا فى أسعار المسلمين ليغلى عليهم كان حقا على الله أن يقذفه فى معظم جهنم) 

ومقاومة هذه السلوكيات تحتاج تعلم ثقافة الاستغناء فقد اشتكى الناس لعمر بن الخطاب رضى الله عنه غلاء اللحم فقال قولته الرائعة: ( أرخصوه أنتم بتركه لهم) وإدراك مساوئ التنعم والترف وقد أدرك الصحابة رضوان الله عليهم خطورتها بعد اتساع موارد الدولة فكانوا يخشون مجالسة المترفين خوفا من العدوى عملا بما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم فى أمور الدنيا بالقناعة بأن ننظر إلى من هو دوننا وليس إلى من هو فوقنا. 

ويطرح بين أيدينا على بن أبى طالب رضى الله عنه نظرية أخرى فى مكافحة الغلاء وهى إرخاص السلعة عبر إبدالها بسلعة أخرى فقد غلا سعر الزبيب فقال: أرخصوه بالتمر فيقل الطلب على الزبيب فيرخص وإن لم يرخص فالتمر خير بديل.

وعن موقف التاجر وقت أزمات الغلاء يقول د.عبدالغنى: يحذر عليه زيادة ربحه على حساب معاناة الآخرين وأن يوفر الجيد لهم بالثمن المناسب فالتاجر الصادق يحشر مع النبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

ويتابع: فى حالة ارتفاع الأسعار لابد من توجيهات للمستهلكين للتخلى عن هواية التسوق ومراعاة الأولوية فى الإنفاق فجاءت الشريعة الإسلامية بحكمة وضع الأشياء فى مواضعها 

 

وعكس ذلك ظلم للنفس وأفادت دراسات للسوق أن الكماليات تمثل ثلثى مشتريات المستهلكين التى يمكن الاستغناء عنها وعلى المجتمع ككل محاربة الغلاء بالإنتاج لزيادة المعروض عن الطلب 

 

(د.عبد الغنى عبدالعزيز)

 

ومتى أسرف الناس وبددوا النعم ولم يعرفوا حقها ابتلاهم الله بالغلاء فى الأسعار قال تعالى:»ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون» 

ومن أنواع إدارة الأزمات الذى عم تاريخنا المشرف قبل أن يعرفه أهل الإدارة فى العصر الحديث ما حدث فى عام الرمادة حيث قل الطعام فكان من التدابير التى اتخذها الفاروق عمر رضى الله عنه حث الناس على كثرة الصلاة والدعاء والتوبة والرجوع إلى الله والتذكير بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يخش على أمته الفقر بل خشى عليهم انفتاح الدنيا.

أقرا ايضا | 23 ٪ ارتفاعًا في سعر «الخضراوات» و3 ٪ في الدواجن واللحوم 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة