لم يعد سراً
لم يعد سراً


لم يعد سراً

جودت عيد

الخميس، 11 نوفمبر 2021 - 09:19 م

هناك لغز حول تلك الفتاة ، جمالها وعلمها وثقافتها تجعل الزائر إلى المحكمة يتعجب من عملها فى النظافة.

وسط كل ذلك كانت عبارات الحزن مرسومة على وجهها ، مما يدفع إلى الفضول لسماع قصتها ومعرفة من أتى بها إلى هنا؟ ..

لم تكن تلك الفتاة تسمح لأحد بالاقتراب منها ، هى دائما شاردة ،لاتتحدث مع أى شخص ، حتى زميلاتها فى العمل يتعجبن من حالها ، بل أصبحن حائرين حول صمتها الرهيب ،وتعبيرات الحزن التى تكشف عن سر غامض يسكن قلبها .

 

كانت بمجرد انتهاء ساعات العمل ، تهرع مسرعة الى الخارج ، تكاد تشعر ان هناك من ينتظرها على لهف ، لكن فى ذلك اليوم ، لم تغادر كعادتها، توقفت وانتظرت قليلا ، هناك أمر ما يشغلها ، ، فجأة والجميع يتهامسون حولها، نادى حاجب المحكمة على اسمها ..

انتبه الجميع ، ثم أخبرها بصوت مرتفع « أخيرا ..تحدد جلسة لقضيتك ..

غدا عليك إحضار المحامى «.


تهامس الجميع ، ماذا حدث ؟، الآن عرفنا ما سر هذا الصمت الرهيب الذى أحاط هذه الفتاة منذ أن حضرت الى العمل معنا منذ عدة أشهر ، هناك قضية ما تشغلها ، لكن هذا الحاجب يعمل فى دائرة محاكم الأسرة ، مما يبرهن على انها دعوى طلاق أو خلع أو نفقة تشغل بال هذه «الغامضة» .

 

تجاهلت الفتاة نظرات زميلاتها ولهفتهن لمعرفة قصتها ، أومأت الى الحاجب بالموافقة ، ثم اخبرته انها ستصعد الى مكتبه لتعرف تفاصيل الجلسة .


دقائق وقبل أن ينتهى عمله توجهت الفتاة الى الحاجب ، دونت مواعيد جلساتها ، وأخبرت محاميها بالتفاصيل وبعدها انصرفت الى منزلها .


لم تترك تلك الفتاة الساحة لمحاميها لكتابة دعواها وأسبابها ، بل أمسكت بالقلم ودونت كل صغيرة وكبيرة دفعتها لطلب الطلاق للضرر من زوجها.


..قصت الفتاة حياتها كاملة فى خمس أوراق ،استخدمت كلمات وعبارات إنسانية لتكشف عن مأساتها مع هذا الزوج الذى تركها وسرق كل ما تملك .


عادت الفتاة مرة أخرى الى عملها فى المحكمة بعد إجازة ثلاثة أيام ، وجدت الجميع يتهامسون حولها ، أصبحن يختلقن القصص عنها ، ويهتكن عرضها دون سند أو دليل .


اكتشفت أن زوجها حضر الى عملها فى المحكمة واذاع عنها بعد إعلانه بالقضية فظائع لزميلاتها لاعلاقة لها بالواقع. لكنها تجاهلت كل ذلك، عادت الى شرودها المعهود ،وصمتها الدائم ، لتقرر فجأة، إخبار الجميع انها ستبوح بسرها أمام القاضى،وقتها سيعلم المتلهفون من انا،ولماذا هنا ؟.


قبل انعقاد الجلسة، كان هناك أمر غريب يشغل بال تلك الفتاة، لم يكن له علاقة بقضية الطلاق للضرر التى أقامتها ضد زوجها، بل إن هذا الأمر كان سببا فى جزء كبير من مأساتها، لذلك وضعته فى مقدمة طلباتها للمحكمة ،وأصرت أن تطلب من القاضى ان يشمله فى حكمه.


وقفت الفتاة أمام القاضى ممسكة بأوراقها التى دونت فيها مأساتها ،بدأت فى سرد قصتها، ودموعها لا تفارقها، كانت تتحدث بحرقة وحزن، ورغم ذلك لم يقاطعها أحد ، حتى زوجها تغيب ولم يحضر محاميه.


قالت الفتاة «سيدى القاضى، انا اعمل فى المحكمة، عاملة نظافة، اتقاضى 850 جنيها شهريا، ام لولدين أعمارهما لم تتجاوز الـ5 سنوات.. ليس هذا محل حديثى، لكننى بدأت بها لأنها سبب مأساتى«.


أضافت «انا حاصلة على بكالوريوس نظم ومعلومات قسم حاسب آلى، تزوجت من جارى ، نشأت بيننا قصة حب، انتقلنا للعيش فى القاهرة ،حيث عمله هناك، وبعد عام من الخطوبة حدث الزواج، مرت الشهور الأولى فى سعادة، انجبت طفلًا مع نهاية عام زواجنا الأول ، وفى العام الثانى وجدت نفسى أعيش مع زوج مريض نفسى، يعشق «العلاقات الحرام « يبحث عن غرائزه بما يخالف الله، هذا الأمر ليس تجنيا عليه ،ففى السطور القادمة سأكشف الحقيقة.


رفضت سيدى القاضى طلباته، أهاننى وضربنى، ثم أغضبنى فذهبت عند ابى فى أسيوط، بعدها بيومين ابلغنى الجيران ان زوجى يحضر فتيات ليل يوميا الى منزلنا، عدت وواجهته بكلام الناس، لكنه عاد الى رغباته «الحرام» طلب منى أكثر من مرة علاقة محرمة ورفضت، هجرنى بالأيام،وذهب لإشباع رغباته مع فتيات الليل.


ساءت حالة زوجى سيدى القاضى ، فقد أدمن «الحرام» ، لم استطع اكمال حياتى معه ، طلبت من والدى انهاء الأمر ، لكنه رفض الطلاق، أخذ يماطل حتى قررت رفع دعوى طلاق للضرر.


بعد علمه بدعوى الطلاق للضرر جن جنونه ، أخذ يتوعدنى بالحبس والتشريد ، كنت أعمل فى جامعة أسيوط ،نجح فى إنهاء عملى هناك ، كان يحضر يوميا لإثارة المشاكل معى، لم يتركنى حتى تركت عملى، هو يريد من ذلك ان أظل تابعة له ، اطلب منه الأموال ويظل يتحكم فى كل شيء.


كل ذلك يهون سيدى القاضى فوق مافعله هذا الزوج ، لقد شوه سمعتى، اخبر الجميع أنه لم يتزوجنى بكرا، اوصله الانتقام منى على كشف «شذوذه» الى اتهامى فى شرفى وعرضى، رغم اننى حاولت كثيرا حثه على العلاج النفسى ، لكنه رفض.


لم يتوقف هذا الزوج على الانتقام منى ، احدث بينى وبينه خلاف ، اتهمنى بالاعتداء على والدته ، تقرر حبسى فى قسم الشرطة حتى عرضى على النيابة ،وبعد اخلاء سبيلى فى العاشرة صباحا ، ذهبت الى بيتى لم أجد شيئًا ، كله اختفى ، حتى الشهادات التى حصلت عليها فى كورسات وبرامج الكمبيوتر ، سرقها سيدى القاضى ، لم يترك لى شيئًا .


ذهبت إليه ،توسلته أن يعطنى شهاداتى حتى استطيع ان اتقدم لوظيفه تليق بدرجتى العلمية ، لكنه رفض ، طلب منى التنازل عن دعوى الطلاق للضرر مقابل ذلك .


رفضت سيدى القاضي، عدت الى محافظتى أسيوط ، لم أجد مالا انفق به على أولادى ،بارت تجارة ابى ، فقررت العمل هنا فى المحكمة عاملة نظافة ، بعد أن قضى ذلك الزوج على نفسيا ،وسرق شهاداتى العلمية والجامعية ، ووضعنى فى بوتقة الفقر .


انا لا أطلب أكثر من أن يعطينى ذلك الزوج شهادتى الجامعية والعلمية حتى استطيع ان أتقدم لعمل يليق بي، وأن يمنحنى مؤخر الصداق لعمل مشروع للإنفاق على أولادي، بعد أن تركهم ٣سنوات كاملة لا يسأل عليهم.


لذلك أملى فى تطليقى من هذا الزوج، فكم تحملت معه، وكم تعبت من أجل أن ارضى الله واحفظ نفسى من غرائزه الحرام.


بعد ان استمع القاضى الى الزوجة ومحاميها وبعد أن تقدمت بكل المستندات التى تؤكد صحة كل كلمة ذكرتها فى حديثها ،قرر التأجيل لاعلان الزوج مرة أخرى. .

 

نظرة محافظ أسيوط

أرسلت إلى هذه الزوجة كل المستندات الخاصة بقضيتها ، هى لاتريد أكثر من اهتمام يليق بما تحصلت عليه من شهادات علمية على مدار حياتها.. قالت « لم أجد نفسى عاملة نظافة، الظروف هى التى دفعتنى الى ذلك للإنفاق على أولادي..

 

 

 

 

 

لا أقول إن العمل عيب ، لكن لدى خبرات علمية بجانب أننى حصلت على دورات فى داخل وخارج مصر عن التعامل مع التكنولوجيا.. وأملى فى وظيفة استطيع من خلالها الاستفادة من قدراتي..

وتوفير دخل ثابت لتربية ابنائى .».. بيانات الزوجة معى فى حالة التواصل.

 

إقرأ أيضاً| «شهد» ضحية الجريمة الغامضة.. أهالي قريتها عثروا على جثتها بالزراعات

 

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة