د. فكرى سامى
د. فكرى سامى


مركز الدراسات الاستراتيجية العربية للتحكيم: نفذنا ١٩ برنامجا للتدريب فى الإدارة والموارد البشرية

اللواء الإسلامي

الجمعة، 12 نوفمبر 2021 - 02:29 م

 حوار ــ عامر نفادى

أكد د. فكرى سامى رئيس مجلس إدارة مركز الدراسات الاستراتيجية العربية للتحكيم، أن التدريب يعتبر من أفضل المجالات لأنه يزود الفرد بالخبرات والاتجاهات والمهارات السليمة، التى تنهض بالإنسان وتوسع مداركه على أفاق جديدة سواء كان عاملا أو غير عامل، لافتا إلى أنه نجح فى تدريب المئات من الشباب الذين خاضوا سوق العمل وحققوا نجاحات كبيرة ما كانوا يصلون إليها بدون الحصول على دورات تدريبية متخصصة خاضوها داخل مركزه على إيدى مدربين معتمدين.

وأضاف أن مركز الدراسات الاستراتيجية العربية للتحكيم، قام بتنفيذ ١٩ برنامجاً تدريبياً شمل دبلومات متخصصة فى الإدارة والموارد البشرية، ومنح درجة الماجستير والدكتوراه، وإدارة جودة المستشفيات والمؤسسات التعليمية، وغيرها.

وأشار إلى أن تفشى وباء كورونا ساهم بشكل كبير فى إقبال الأفراد على مجال التدريب، خاصة فى مجال التعليم، بعد إتجاه الحكومات إلى التعليم الإلكترونى عن بعد، والحاجة إلى تنمية قدرات المعلمين مهنيا لسد الفجوات المعرفية لديهم.

وطالب الدارسين بالجامعات بضرورة الحصول على التدريب والتأهيل الذى يمكنهم من اقتحام سوق العمل بعد التخرج.

وإلى نص الحوار:

 بداية حدثنا عن طبيعة مركز الدراسات الاستراتيجية العربية للتحكيم؟

مركز الدراسات الاستراتيجية هو فى الأساس مركز تدريبى مستقل، وقد تم اعتماد المركز من الجهات الإدارية المختصة فى مجال التدريب الإدارى والموارد البشرية، ومكافحة الفساد المالى والإدارى.

  وما الهدف من خطة التدريب الإدارى بالمركز؟

المركز مختص بتنفيذ خطة التدريب الإدارى لرفع كفاءة المتدربين سواء العاملين بالجهاز الإدارى للدولة، أو العاملين فى القطاع الخاص، وذلك من خلال مدربين معتمدين يتمتعون بخبرات كبيرة فى كافة المجالات.

  كم عدد البرامج التدريبية التى أجريت بالمركز؟

نفذنا إجمالى ١٩ برنامجا تدريبيا لرفع كفاءة المتدربين فى الكثير من التخصصات، منها منح المتدرب دبلومة فى إعداد القادة، والإدارة العامة، ودبلومة موارد بشرية، ومدير تنفيذى، وعلاقات دبلوماسية قنصلية، وماجستير إدارة أعمال مصغر وآخر مكثف، وماجستير كامل فى الموارد البشرية، وإعداد مدربين، وإدارة جودة فى المنشآت التعليمية، وإدارة مشروعات، ودبلومة إدارة الأزمات، ودبلومة تدريبية فى العلوم الإدارية، ومكافحة فساد مالى وإدارى، وتحكيم دولى، ودكتوراه DBA، وإدارة جودة شاملة، ومستشفيات.

  وما الجهات المعتمده التى يتم التعاون معها؟

يتعاون المركز مع عدة جهات ذات خبرة، حيث نقوم بإعداد وتقديم منح تدريبية للشباب، بالتعاون مع عدد من الشركات المتخصصة فى هذا المجال، وقمنا بإعداد حزمة من البرامج التدريبية استهدفنا من خلالها شباب الخريجيين فى تخصصات الموارد البشرية، ودربنا من خلالها أكثر من ٤٠٠ شاب.

  أصبح التدريب جزءا لا يتجزأ من حياة الفرد والمجتمع خاصة مع وجود المراكز والمعاهد. والأكاديميات التى هيأت الجو والمكان المناسبللمقبلين على التدريب والبرامج التطويرية، فماذا يعنى لك التدريب بصفتك مدرب حاصل على العديد من الدورات والبرامج المختلفة؟ وهل هو تحصيل حاصل لكى يترقى المتدرب فى وظيفته؟

بالطبع ليس هذا الهدف بل الهدف المهم والأساسى أصبح جزءا أساسيا من حياتى وحياة الكثير، فالتدريب أضاف لى الكثير من المهارات اللازمة فى مجال عملى وفى حياتى الخاصة والعامة وأنا أعتبر التدريب (أفضل مجالات الاستثمار فى حياة الإنسان) وهى فرصة ذهبية لا تقدر بثمن تتاح للأفراد حيث إن التدريب عموما ينهض بالعنصر البشرى سواء كان عاملا أو غير عامل حتى الأم ربة المنزل بحاجة إلى التدريب والتحفيز فى أمور حياتها وأسرتها، فالتدريب من خلال نظرتى هو تنمية وسلوك ومعرفة وتثقيف وتجديد وتطوير وتنظيم وارتقاء.

 هناك من يعرض عن التدريب والالتحاق بالبرامج التطويرية لأنها لا تقدم شيئا لمستواه المعرفى والاقتصادى، ويعتبرها مثالية مصطنعة يعجز عن تطبيقها حتى المدرب نفسه، فما هو المدى فى توعية وتثقيف الأفراد بأن التدريب هو جزء من الحياة التى لابد منه؟

يعتبر التدريب من أفضل المجالات حيث أنه يزود الفرد بالخبرات والاتجاهات والمهارات السليمة إذا كان موافقا للشروط ويحقق الأهداف المرجوة منه، أما الذين يعرضون عن التدريب، ولا يتفاعلون مع البرامج التدريبية فيرجع ذلك لأنهم لم يجدوا البرامج التى تتواكب معهم أو حتى تلامس حاجتهم أو تكون مكرره، إذا فلابد من وجود تنوع وتميز فى طرح البرامج التدريبية حتى لا يتسبب ذلك فى عزوف الكثير عن التدريب، بل أرى أن الكثير ممن يحضرون البرامج التدريبية يبدون فاعلية كبيرة فى بادئ الأمر، ولكن بعد انتهاء البرنامج لا يطبقون ما تم تدريبهم عليه، والسبب فى ذلك يرجع لعدم ثقتهم بأنفسهم.

 خدمة المجتمع على تنوع أطيافه هو جزء من مسئولية المدرب أمام وطنه، فماذا قدم د. فكرى كمدرب متميز لمجتمعه من برامج وحقائب تدريبية؟ وهل المقابل المادى له أثر فى تميزه التدريبي؟

نحن بدأنا من فترة إعداد برامج جديدة وحقائب مميزة ترتقى بالمتدرب بل وتلامس حاجاته وأيضا ميوله وفق منهجية علمية وإعداد دراسات واستبيانات لمعرفة ميول المهتمين بشأن التدريب وغير المهتمين حتى يتم استقطابهم وإعادة النظر فى صياغة الدورات من جديد بحيث تكون لها اكثر فاعلية وايجابية، وليس تميزيا بسبب المقابل المادى بل إن ٧٠ من برامجى التدريبة بمقابل رمزى، لأن الهدف أن نترك بصمة وأن نزرع الأمل والخير فى نفوس المتدربين.

 المدرب دائما ما يكون منظما فى حياته وشئونه الخاصة، ولابد له من خطط مستقبلية قد رسم أهدافها، فما هى البرامج التدريبية القادمة فى خطتكم؟

طبعا لدى أفكار وخطط عديدة وأولها أن نبدأ وقفة إنصاف مع الشباب الذين هم فى حاجه إلى تصحيح مسار تفكيرهم وحثهم على العمل والإنتاج، من خلال زرع روح النجاح والإصرار والعزيمة وعدم اليأس، فلابد أن نشارك الجميع وأن نكون نحن من يقدم لهم سبل الوصول لحياة أفضل ونجاح مثمر بإذن الله تعالى.

 تختلف اهتمامات الناس باختلاف توجهاتهم وطموحاتهم، فما هو برأيك أكثر البرامج فعالية وذات إقبال فى الوقت الحالي؟

أرى البرامج التى لها فاعلية أكثر هى التى تهتم بالمجال الاجتماعى من دورات تطويرية ذاتية تلامس حاجات المجتمع وتحفزه وتزرع روح النجاح والثقة فى نفسه وأيضا البرامج المهنية التى يكون لها مردود مالى على المتدرب مثل الأعمال الحرفية، والتصاميم والأزياء، والأشغال الفنية والخياطة، وقد شدنى بعض المتدربين عندما انتهيت من برنامج مهارات البحث عن وظيفة كانوا يقولون أصبح لدينا أمل كبير بعد البرنامج بل ونحن مستعدون أتم الاستعداد أن نتقدم ونبحث عن وظيفة رغم أننا فقدنا الأمل، فالتدريب كاف بأن يزرع فى المتدرب روح الامل وعدم اليأس.

 من وجهة نظركم هل اختيار مجال التدريب موكول إلى المتدرب؟ أم أن اقتراح البرامج المقدمة للناس هى مسئولية المدرب؟

المدرب الناجح والمحترف هو الذى يستطيع أن يصل إلى رغبة وميول المهتم وغير المهتم بالتدريب ويستطيع أن يصل إلى عقل المتدرب ويستقطبه من خلال اختيار الدورات التى لها أكثر من فاعلية فى حياته عن طرح البرنامج الذى يستطيع من خلال استقطابه، وأيضا شيء مهم أن نخيرهم حسب ميولهم واحتياجاتهم من خلال طرح استبيان حتى نستطيع إرضاء الجميع.

 شهد التدريب الإلكترونى للمعلمين إقبالا كبيرا عقب ظهور جائحة كورونا، بم تفسر هذه الظاهرة؟

يمكن القول أن أهمية التدريب والحاجة إليه زادت بشكل كبير بعد أن ألقت جائحة كورونا بظلالها الثقيلة على شتى مناحى الحياة فى جميع بقاع العالم لا سيما التربوية منها، فقد عانت المدارس من الإغلاق التام لمدة تزيد على ستة أشهر، مما أثر على مدخلات العملية التعليمية والذى بدوره انعكس سلبا على جودة مخرجاتها، فكان لازاما عليها اتباع منحنى جديد وإيجاد البدائل والسبل التى من شأنها المحافظة على استمرار العملية التعليمية، فلجأت الحكومات إلى التعليم الإلكترونى كحل مؤقت عن التعليم الوجاهى، ومن هنا برزت الحاجة إلى أهمية تدريب وتنمية قدرات المعلمين والطلاب لتلبية متطلبات التعليم الإلكترونى، من أجل صقل خبراتهم فى التعامل مع التطبيقات والبرامج الألكترونية، إذ تلعب برامج تدريب وتنمية المعلمين مهنيا دورا كبيرا فى سد الفجوات المعرفية لدى المعلمين.

 وما مبررات التدريب الإلكترونى فى الفترة الراهنة؟

لعل من أهم مبرراته ظروف الحجر المنزلى التى فرضتها علينا جائحة كورونا، فقد وجد المعلم نفسه أمام أوقات الفراغ الطويلة التى كان لا بد وأن يستثمر ساعاتها الاستثمار الأمثل فى عمليات التعلم المستمر وتطوير الذات، لا سيما فى ظل توفر شبكات الإنترنت وأجهزة الهواتف الذكية، التى سهلت الانفتاح على العالم والحصول على المعلومات.

كما نجد أن متغيرات العصر الحالى فرضت على المعلم الحاجة إلى تطوير المعلم ذاته فى البرمجيات الخاصة بالتعامل مع الحاسوب لتلبية متطلبات التعلم الإلكترونى، والتمكن من استخدام الأدوات والتقنيات الحديثة لكى يتمكن من إيصال المعلومة على أكمل وجه وتحقيق تواصل فعال بينه وبين الطلاب من خلال بيئة إلكترونية جاذبة.

 ما الفرق بين التدريب الإلكترونى والتعليم الإلكتروني؟

التدريب الإلكترونى ينبثق أساسا من تطبيق تقنية التعلم الإلكترونى فى الجوانب التربوية، إذ أنه لا يوجد فرق بينهما من خلال بيئة التعلم الإلكترونية حيث كلاهما يتطلب الأمور الأساسية فى أى نظام تعلم إلكترونى وكذلك نظام الفصول الافتراضية وآلية التسجيل والدخول، بينما يتجسد الفرق بشكل واضح وجلى فى آلية تطبيق التعليم الإلكترونى على الطلاب أو المتدربين، حيث أن التعليم الإلكترونى مرتبط بمسمى المنشأة التعليمية (المدرسة والجامعة) حيث يوجد مدرسون ويوجد طلاب واختبارات فصلية وحضور مميز وغيرها.

 وما هى أهداف التدريب الإلكتروني؟

تتمثل أهدافه فى مساعدة المؤسسات لتعديل الطرق التقليدية فى تنمية مواردها البشرية بحيث يتم تهيئة المتدربين لإنتاجية أكبر فى مجتمع المعرفة باستخدام التقنيات المعاصرة أثناء التدريب، وإعدادهم لتوظيفها بصورة فعالة فى سوق العمل، كما يهدف التدريب الإلكترونى إلى مواكبة التحديث المتسارع فى مناهج التدريب وتصميمها ومحتواها وأساليبها فيتيح فرص مرنة وميسرة للقيام بذلك باستمرار باستخدام البيئات التدريبية الافتراضية.

 وضح لنا أنواع التدريب الإلكتروني؟

ينقسم التدريب الإلكترونى إلى عدة أنواع أساسية وهي:

المتزامن: وهو النشاط الذى يتم فى الوقت الحقيقى، تحت قيادة المدرب حيث يتواجد هو وجميع المتدربين فى نفس الوقت ويتواصلون مباشرة مع بعضهم البعض.

اللامتزامن: وفى هذا النوع ليس من الضرورى أن يتواجد المدرب والمتدربون بنفس الوقت ولا أن يتواجدوا بنفس المكان.

التدريب المتمازج أو المدمج: أى الذى يدمج بين التدريب الشبكى وغير الشبكى وهو نوع من التدريب الحديث يدمج بين التدريب التقليدى والتدريب الإلكترونى.

 وما مدى أهمية التدريب لطلبة الجامعات، وبماذا تنصحهم؟

معظم المدارس والجامعات لا تخرج طلبة جاهزين لسوق العمل، فضلا عن أنه يجب توجيه وإرشاد الطلبة لدراسة التخصصات الملحة لحاجة سوق العمل بالدولة، لأن هناك نقصا شديدا فى بعض التخصصات الحيوية ومن أهمها البرمجة وتحليل البيانات نتيجة لعزوف الطلبة عنها أو عدم توجيههم لدراستها.

لذا اناشد الطلاب بضرورة الحصول على التدريب والتأهيل الذى يمكنهم من اقتحام سوق العمل بعد التخرج، وذلك لأن أصحاب الأعمال دائما ما يفضلون استقطاب الخريج الذى يتحلى بمهارات وقدرات تدريبية فائقة، ويجب أن يدرك الشباب أن شهادتهم ليست دليلا على قدراتهم لاسيما فى العصر الذى أصبح فيه الابتكار مسعى الجميع.

ومع تزايد أعداد الخريجين سنويا، تلوح أزمة أخرى لا تقل أهمية حول مدى أهليتهم فعليا لدخول سوق العمل، لاسيما أولئك الذين لم يتمكنوا من الحصول على عمل.

فالعالم اعتاد أن ينظر إلى المرحلة الجامعية على أنها المرحلة الأساسية لإثبات ذكاء الفرد وقدرته على النجاح فى سوق العمل، ولكن مع التقلبات الاقتصادية والقفزات النوعية فى عالم التكنولوجيا، لم يعد مقياس النجاح واحدا، فسوق العمل الجديد يشترط بعض المهارات المهنية والميزات غير التخصصية ومن أهمها ما يسمى بـ «المهارات الناعمة» التى يحتاج الفرد إلى 85% منها ليتمكن من الاندماج فى سوق العمل وإثبات تفوقه بجدارة، ويندرج تحت هذا الجزء مهارة التواصل والتفاوض والتأقلم والمرونة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة