انتصار دردير
انتصار دردير


صباح الفن

كباتن الزعترى

إنتصار دردير

الجمعة، 12 نوفمبر 2021 - 06:02 م

باتت قضية اللاجئين حول العالم تفرض حضورها بقوة فى المهرجانات السينمائية، من خلال أفلام عديدة تكشف عن كثير من معاناتهم وأزماتهم ، وفى تجربة إنسانية فريدة قدم لنا المخرج على العربى فيلمه الوثائقى الطويل الأول»كباتن الزعتري» الذى يستمد عنوانه من مخيم» الزعتري» أكبر مخيم للاجئيين السوريين الذين نزحوا من درعا وحلب خلال سنوات الحرب، وخلال زيارة قام بها المخرج، بحكم عمله السابق كمراسل حربى للمخيم الذى يقع على الحدود الأردنية، إلتقى الشابين السوريين محمود داغر وفوزى قطيش، وتحدث إليهما ولمس بنفسه كيف يعشقان كرة القدم ويتمتعان بموهبة كبيرة ، وأخبراه بحلمهما فى إحتراف كرة القدم بعد أن يكبرا، فاذا به يقرر أن يلازمهما حتى يحققا حلمهما ، كان عمرهما حينذاك 17 عاما، فقررتتبع رحلتهما، وظل على مدى سبع سنوات يتردد على المخيم، حاملا كاميرته، راصدا كثيرمن تفاصيل حياتهم، حتى اعتقد البعض أنه واحد منهم، فقد عاش تجربة اللاجئين كاملة، تناول طعامهم وشاركهم الظروف القاسية التى يعيشونها ، ونجح الشابان فى أول خطوة حين شاركا فى البطولة العربية للناشئين بقطر ضمن فريق الأحلام السورى الذى يضم عددا من شباب اللاجئين، وصاحبهما المخرج خلال رحلتهما، حيث لفتا الأنظار لمهارتهما ،ليقدم لنا فى النهاية فيلما وثائقيا بالغ الإنسانية ،يلامس حلم الشابين، ويكشف كثيرا من أوجه المعاناة التى يعيشها اللاجئون، من انقطاع التيار الكهربي، ونقص الخدمات، وغياب فرص التعليم، ورغم ذلك فإن الفيلم يوحى بالأمل، وقد حظى باهتمام كبير ومشاركات مهمة فى مهرجانات عالمية، ومنها، صندانس، هوت سبرينجز، الذى منحه جائزة لجنة التحكيم الخاصة، إلى جانب 70 مهرجانا دوليا شارك بها الفيلم الذى أشادت به مجلة «فارايتي» الأمريكية واعتبرته واحدا من أفضل عشرة أفلام عرضت فى صندانس. 
وفى الدورة الخامسة لمهرجان الجونة فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقى عربى طويل ، وتسلم المخرج الجائزة بحضور الشابين اللذين عبرا عن سعادتهما بأن تطرح مشكلتهما فى فيلم يشاهده العالم. 


فى أحد مشاهد الفيلم يقول محمود وفوزى إن كل مايحتاجه اللاجئ فرصة وليس شفقة، وهما بالفعل، مازالا يتطلعان لتلك الفرصة لإثبات موهبتهما وإحتراف كرة القدم خارج حدود المخيم. 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة