نتفاخر كمصريين أمام سائر الأمم بأن معداتنا تهضم الزلط ولا تتأثر بأي طعام نلقيه اليها مهما كان ملوثا أو حتي محرما ولهذا طمع فينا الطامعون ممن يتاجرون في الأغذية أو يستوردونها فدفعوا للسوق بطعام منتهي الصلاحية أو مصنع بطريقة بدائية وأحدث القضايا الصادمة التي كشف عنها النقاب مزرعة الحمير بالفيوم التي ضبط فيها أعداد كبيرة من الحمير المذبوحة من الرقبة وكميات من اللحوم المشفاة والمجمدة المعدة للنقل لمكان البيع وأعداد من الحمير الحية التي تنتظر مصيرها الذي لم تخلق له فالله -سبحانه وتعالي-أحل لنا الطيب من الطعام والشراب وما حرمه علينا هو الطعام الذي يسبب الامراض مثل لحم الميتة والخنزير الذي ثبت علميا ان لحمه يحتوي علي ديدان شريطية تنتقل للانسان حين يأكله، أما الحمير والاحصنة فهي دواب خلقت لتساعد الانسان في الانتقال من مكان لآخر ولو كانت لحومها صالحة للأكل لكان الله سبحانه وتعالي أحلها لنا ولا يحل للذبح إلا الجمال فقط ومن الطيور حرمت الجوارح كما أحلت لنا الاسماك..كل هذا الكون مسخر للانسان كي يعيش ويعمر الكون، ولكن يأتي البعض ليقلبوا الموازين جريا وراء الربح السريع السهل فتزين لهم ضمائرهم الميتة استغلال موسم رمضان ليدفعوا إلي الاسواق بلحوم الحمير ومن يدري مثلما أكلنا لحوم الكلاب والقطط من قبل والغريب ان الاطباء أكدوا أن أضرار لحم الحمير لا تقتصر علي الأمراض ولكن قد تسبب الوفاة فكم روحا ستتعلق ذنوبها في رقاب تجار الغذاء الفاسد ؟ وما ذنب هذه الحمير البريئة حمالة الاثقال أن تذبح بهذه الوحشية وتؤكل لحومها، هي ليست القضية الأولي لجزارين الحمير ولكنها الأحدث والأشهر ونتمني ان تكون الأخيرة فلابد من إحكام الرقابة علي الاسواق خاصة أن 70% من الغذاء المعروض للبيع ملوث وهيئة السلامة علي الغذاء ما زالت منذ 12 عاما في انتظار قرار سيادي لإقرار قانون الغذاء الموحد ليعرض علي البرلمان الجديد ونبدأ في عمل منظومة متطورة لتنظيم سوق الغذاء الذي تعمه الفوضي وتحكمه مصانع تحت السلم التي تنتج ما شاءت من الالبان والحلوي ومصانع منتجات اللحوم التي رأينا حجم القذارة والاهمال الذي تعمل به..إذا كانت الحكومة تعتمد علي وعي المستهلك فقط فهي مخطئة لأن معظم الفقراء يفضلون السلعة الرخيصة علي السلعة الجيدة غالية الثمن فمن يضمن لنا سلامة ما نتناوله من غذاء ؟