كتبت الأسبوع الماضي أطالب بتخصيص دور في كل مستشفي بالمحافظات كوحدة للقلب.. معظم أساتذة القلب اهتموا وأكدوا أنهم علي استعداد تام لزيارة هذه المستشفيات مرة أو مرتين أسبوعيا وعلاج المرضي بها ماعدا الحالات الحرجة يتم تحويلها لمعهد القلب.. وبعض المحافظين أيضا أكدوا أنهم في أشد الاحتياج إلي مراكز للقلب بمحافظاتهم.. السؤال أين وزارة الصحة ولماذا لم تبد رأيها حتي الان؟..
بالأمس لفت نظري هاشتاج دشنه أطباء معهد القلب بعنوان«‏معهد-القلب-سابقا‫» ‏ما-تزعلوش.. وتحته كتب الدكتور جمال شعبان: أول مرة أكتب «بوست»: وأتمني الدنيا كلها تقرأه.. امبارح جت عيانه عندها 32 سنة مريضة بالسكر وحامل في الشهر الثامن.. جت في مستشفي دار السلام الجديدة علي كورنيش النيل حيث تقبع نقطة حماية قلبية لمعهد القلب بعد غلق الاستقبال وتهجير العاملين به إلي مستشفيات وزارة الصحة.. وكانت «تشتكي» من آلام حادة بالصدر.. وبعد عمل رسم قلب تبين أنها مصابة بجلطة بالجدار الأمامي لعضلة القلب.. وتم اتخاذ القرار بنقل المريضة فورا إلي معهد القلب بدون تجهيز مكان لأنني أعلم أن زملائي «هيتصرفوا» حتي لو في السكن من أجل مريضة لا مكان لها في مصر إلا معهد القلب.. وقام زملائي بتجهيز مكان فوري في الرعاية واستدعاء استشاري موجات صوتية بالمنظار لاستبعاد وجود قطع بالشريان الأورطي.. وتجهيز غرفة القسطرة بالفريق كاملا.. كله كان في الانتظار.. وتبين انسداد كامل في الشريان الأمامي النازل مع وجود جلطة حديثة.. وتم شفط الجلطة وتوقفت الآلام وسط تصفيق وهتاف الزملاء وكل ده خلال دقائق لم تتعد ساعة من الوقت بعد دخول المنزل الآمن «معهد القلب».
تسلم ايدك يا د محمد جسار اللي شخص.. تسلم ايدك يا ا.د محمد فوزي اللي عمل الموجات.. تسلم ايدك ا.د احمد جويفل إللي فتح الشريان انت والفريق المساعد.. تسلم ايد الاسعاف اللي وصل.. تسلم ايد التمريض اللي قابل وساعد.. النهاردة العيانة بتقولي انا أول مرة أحس أني مهمة كده.. تسلم ايدك يا معهد القلب.
وأنا اضم صوتي إلي صوت د.جمال شعبان وأشكر كل طبيب إنسان يتحدي الظروف ليساعد مريضا اشتد ألمه وأنا أعلم تماما أن كلا منهم ليس مجرد طبيب فقط لكنه إنسان يعشق عمله ويؤديه بإخلاص.. خاصة ان كل مرضاه من الغلابة الذين لا يوجد لديهم مكان آخر يمكن أن يستقبلهم.. إلا معهد «الأمل» القلب سابقا فهم لا يملكون إلا الدعاء لمن وقف بجوارهم.. وطيب جراحهم.. ولا يسعني إلا ان أردد مع الدكتور جمال شعبان تسلم ايدك يا معهد القلب