من أهم تجارب حياتي الثورية اللي اتعلمت منها كثير زيارتي للسوبر ماركت استعدادا لشهر رمضان.. وبدأت الحكاية من ساعة ما حطيت رجلي اليمين في المكان لقيت ست بتسألني ممعاكيش شنطة احسن السلات خلصت وهدومي مش مكفيه ياريتني جبت العباية بتاعة الحج اللي كلها جيوب.. قلت لها ثواني كدا بايني نسيت رجلي الشمال بره ومش عارفة ادخلها.. ببص حواليا لقيت مليونية رجعتني لأيام التحرير ابتسمت وقلت هوه دا بالضبط اللي انا محتاجاه روح الثورة.. حبة اصرار علي شوية صمود يمكن ارحل بسلام.
قلت للست بصي بقي لازم نتحالف ونمشي سوا عشان نعرف نحرك المجاميع دي ومهمتنا تنجح الست اتحمست جدا في الاول وبعد شوية قالت لي : بس انا هنا بقالي ساعتين انتي لسه جاية قلت لها: معاكي حق كدا ان بركب الثورة زوقيني انت بس علي قسم الياميش وسيبيني. وفعلا وصلت للصف الخامس من الدائرة اللي حوالين الياميش فجأة سمعت صوت شؤم بيعلن عن عروض في قسم اللحوم. وهنا يا سادة تجلت الوحدة في ابهي صورها وحسيت اني هدي شعراوي وأنا محمولة علي الاعناق ورايحة لقسم اللحوم..قلت لهم نزلوني ما بكلش لحمة.. يسقط الحمير..ردت عليا واحدة تمثل 5 مليونيات في بعض: اش فهمك انتي في الاكل ؟ ثم علا ذاك الصوت الشؤم مجددا ليعلن عن عروض في قسم المكرونة وتكررت المأساة ولقيتني راشقة في عيدان الاسباجيتي. قلت ما بدهاش صحيح انا ست ثورية قديمة لكن ما يصحش يفرضوا ارادتهم عليا.. وهنا تجلت معجزة إلهية وظهرت ناطحات سحاب تمشي ناحية الكاشير قلت لهم خدوني معاكوا انا محتاجة اروح الجيم شهرين ثلاثة. بصوا لي من فوق لتحت باشمئزاز وانا بلا عربة وبلا مشتريات وقالوا لي يحنن.