قال رسول الله صلي الله عليه: أعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
شهر رمضان موسم الطاعات والمغفرة والعتق من النار. لذا وجب علينا ان نستقبله بمراقبة الله في كل أعمالنا وأقوالنا الظاهرة والباطنة وحتي في خطرات أنفسنا. قال تعالي «واعلموا ان الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه».. وقال ابن عطاء  رضي الله عنه إلهي عميت عين لا تراك عليها رقيبا.. والمراقبة لها درجات.. الاولي مراقبة الله تعالي في دوام السير  إليه وحضور القلب معه بتعظيم ذاته.. والثانية: صيانة الظاهر والباطن بعدم الاعتراض علي شرعه وأمره وقضائه وقدره.. الثالثة: مراقبة الله تعالي في طاعته بالعمل وفي معصيته بالترك وحتي في الهم والخواطر والمعروف ان مراقبة القلب لله عز وجل أشد تعبا علي البدن من مكابدة قيام الليل وصيام النهار وانفاق المال في سبيل الله.. فما فائدة المراقبة؟ يقول العلماء والصالحون انها تجعل النفس تسمو من مجرد فعل الطاعة الي التلذذ بها والاشتياق إليها وهي تنير القلب وتعطي انشراحا في الصدر كما انه تمنح المسلم الحضور مع الله خاصة في الصلاة واثناء تلاوة القرآن  بالانقياد لأوامره واجتناب نواهيه.. اما المراقبة في الصيام فبالاضافة الي تصويم البطن والفرج تصوم الجوارح.. ومن هنا اذا أردت أن تكون من أهل الاحسان في العمل في شهر العمل أشعر قلبك بإن الله يراقبك وأنه لا يخفي عليه خافية وهكذا يكون الاستعداد بالمراقبة لرب السموات والأرض