حكاية اقدم لوحة فسيفساء في العالم
حكاية اقدم لوحة فسيفساء في العالم


تمثل ثورة متفردة.. حكاية أقدم لوحة فسيفساء في العالم |صور 

مي سيد

السبت، 13 نوفمبر 2021 - 12:59 م

سانت كاترين من أقدم المناطق الروحانية والمقاصد السياحية المميزة على أرض مصر حيث تتميز تلك المنطقة بقدسية و روحانية لا يوجد لها مثيل، و من أبرز المزارات  السياحية الروحانية هناك دير سانت كاترين والكنيسة الرئيسية بهذا الدير .

 

.حكاية اقدم لوحة فسيفساء في العالم

ويوجد في الكنيسة الرئيسية بدير سانت كاترين  لوحة الفسيفساء، هي أقدم وأجمل فسيفساء في العالم بكنيسة التجلي، تعود إلى القرن السادس الميلادي، وهى من قطع ملونة من الزجاج على أرضية من الذهب المعتم، رممت منذ عام 2005، بواسطة بعثة إيطالية برئاسة الدكتور روبرتو ناردي، وافتتحها وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العناني في ديسمبر عام 2017.

اقرأ أيضا :- «السياحة» تروج لسانت كاترين بفيلم يبرز المقومات الروحانية

وأكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن هيكل كنيسة التجلي بدير سانت كاترين يضم أقدم وأجمل فسيفساء في العالم وهي فسيفساء التجلي التي قامت بترميمها بعثة إيطالية تحت إشراف منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية وإدارة دير سانت كاترين وافتتحها وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العناني في 16 ديسمبر 2018 كما يضم رفات القديسة كاترين أشهر قديسة في العالم وبذلك فهو ثروة متفردة لا مثيل لها في العالم.

.حكاية اقدم لوحة فسيفساء في العالم

ويوضح الدكتور ريحان، أن الدخول إلى الهيكل عن طريق باب خشبى مطعم بالأحجار الكريمة وعليه أيقونة للقديسة كاترين بالذهب وهو إهداء من عائلة ملكية روسية، وتتصدر الشرقية جداره الشرقي وهي حنية أعمق من النصف دائرية العادية، وغلفت من الخارج بغلاف مربع قوى وسبب ذلك هو إنشاء الكنيستين بالركنين على يمين ويسار الشرقية حين تمت أول توسعة للكنيسة وغطيت الشرقية من الخارج بألواح رصاص فى القرن الثامن عشر الميلادى وهي الموجودة حتى الآن وتضم شرقية الكنيسة الثرونوس أو منصة الخطابة وبوسطه كرسى المطران الرخامى الأصلى المنقول من صالة الكنيسة ولقد تغير في القرن الثامن عشر الميلادي مستعملين سطح رخامي محفور على قاعدة تستند على عمود ويغطى الشرقية نصف قبة.

.حكاية اقدم لوحة فسيفساء في العالم

ويشير الدكتور ريحان إلى أجمل وأقدم فسيفساء في العالم التي تغطى الجزء العلوي من نصف قبة الشرقية وتمتد إلى الجزء العلوى من الجدار الشرقى وتعود إلى القرن السادس الميلادى وقد صنعت من قطع صغيرة من الزجاج متعددة الألوان يسودها اللونان الأحمر والأزرق على خلفية من الذهب المعتم وهى من عمل فنان من مركز حضارى ربما يكون القسطنطينية أو في ورشة في غزة أو جلبت من غزة أو القسطنطينية.

.حكاية اقدم لوحة فسيفساء في العالم

ويتابع الدكتور ريحان، بأن الفسيفساء تصور تجلي السيد المسيح المخصصة له كنيسة التجلي حيث نجد السيد المسيح واقفًا في وسط هالة بيضاوية الشكل عن يمينه النبى إيليا وعن يساره النبى موسى وكلاهما يرفع يده اليمنى إيماءً لمخاطبة السيد المسيح، وقد صوّر الفنان تلاميذ السيد المسيح القديسان يوحنا ويعقوب راكعان على الجانبين بينما القديس بطرس مستلق عند قدمى المسيح، والزخارف التى تزين الإطار الخارجى عبارة عن إطار بداخله دوائر متماسة تتضمن بورتريهات (صور شخصية) لتلاميذ السيد المسيح الإثنى عشر الحواريين وستة عشر شخصية من الأنبياء والكاهن (لونجينوس) التى تذكر الكتابة التذكارية أسفل باطن عقد الحنية أنه رئيس الدير الذى تم تنفيذ زخرفة الفسيفساء فى عصره وأيضًا بورتريه الشمّاس يوحنا.

وينوه الدكتور ريحان إلى أن  كوشة عقد الحنية تشمل ملكان يشغلان كل مساحتها يطيران بجناحى طاووس فى اتجاه مركز العقد وأسفل كوشة العقد دائرتين، اليمنى بها بورتريه يوحنا المعمدان واليسرى بورتريه السيدة العذراء وتعكس هذه الفسيفساء أسلوب القسطنطينية في القرن السادس الميلادي متمثلة في الخطوط المتعرجة الصارمة، ملامح الوجوه، الخلفية المتألقة، الغموض ويشبه هذا الموزايك موزايك كنيسة رافنا بإيطاليا وبازيليكا في سالونيكى بشمال اليونان من حيث أن الموضوع الرئيسى حوله ثلاثون جامة بها الحواريون والملائكة والأنبياء ومطران الدير ولكن فسيفساء سيناء تفرد فني وقيمة استثنائية في القيمة والتاريخ والموضوع واللمسات الفنية.

.حكاية اقدم لوحة فسيفساء في العالم

ويشير الدكتور ريحان إلى منضدة المذبح التى تقع أمام شرقية الكنيسة وهي من الرخام المطعم باللؤلؤ محمولة على ستة أعمدة صنعها فنان من أثينا في القرن السابع عشر الميلادى وتم تغطيتها بمظلة خشبية مطعمة بالصدف من القرن السابع عشر الميلادي، ويحوى الهيكل تابوتان من الفضة رسم على غطاء كلاً منهما صورة القديسة كاترين مصنوعة من الذهب الخالص المرصع بالأحجار الكريمة التابوت الأول إهداء من قيصر روسيا بطرس الأكبر عام 1688م  والثاني إهداء من إسكندر الثانى 1860م  واستخدما التابوتان فى حفظ الهدايا الثمينة، وهناك تابوت آخر تحت قبة المظلة التي تقع على يمين المذبح يحوى التابوت صندوقين من الفضة أحدهما يضم جمجمة القديسة كاترين يحوطها تاج ذهبي مرصع بالجواهر والآخر يضم يدها اليسرى وتزينها الخواتم الذهبية المرصعة بالأحجار الكريمة.


 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة