لم يكونوا علي قدر المسئولية طوال الوقت.. فلماذا نلجأ إليهم.. فشلت التجربة مرات عديدة ومع ذلك نسعي إليهم.. من هؤلاء.. ولماذا نسعي إليهم؟.. هذا سؤال يثير حفيظتي. سياسة الاحتواء بمفهومها الواسع أثبتت من وجهة نظري أنها لا تحقق نفعا أو جدوي فأمامي مثال يحضرني الآن..كبير العائلة لديه عدد من الأبناء أحدهم عاق والباقي أسوياء لماذا يرغب في تقويم العاق مع إنه في أول مطب مع أول عثرة ينقلب علي الكبير ويقف في وجهه ويتحول من حليف إلي عدو ويوجه السهام التي منحها إياه إلي صدره. في الآونة الأخيرة لاحظت انتشار بعض مانشيتات في الصحف تحدثنا عن ظهور موسم الضرب في الرئيس ونشوب معركة بين الإعلام والسيسي وهذا ينذر بأن الرئيس بات بين مطرقة جماعة الإخوان الإرهابية وسندان تحالف إعلامي اعتاد الضرب في الرئيس تقربا إلي الشارع اعتمادا علي استراتيجية المزايدة. و هؤلاء يمثلون خطرا علي الدولة لا يقل خطرا عن الإرهاب لأنهم مثله تماما لا تعرفهم ولا تراهم. يجلسون بجوارك.. تأمن لهم وهم ينتظرون لحظة الانقضاض عليك لالتهامك لا يؤمنون بقضية أو وطن مصالحهم أمامهم هي بوصلتهم وقبلتهم الوحيدة.. ستارهم حرية النقد لكن في قلوبهم يكمن الحقد والكراهية. منذ زمن ليس ببعيد عايشت محاولات شخصية إعلامية أمسكت دفة القيادة في الإعلام المصري واتبعت نظرية الاحتواء وفتحت الباب علي مصراعيه للمنتقدين قبل المؤيدين وفتحت صفحة بيضاء إلا أن هذا لم يشفع لديهم وانقلبوا ونخروا كما ينخر السوس ولم يصونوا العهد وهذا ليس بمستغرب علي مثل هذه الشخصيات ولكن ما يقلقني أني أري نفس هذه السياسة يتم انتهاجها الآن كأننا لم نتعلم من الدرس أو لم نرصد التجربة وندرس نتائجها وتداعياتها. استراتيجية المزايدة علي كل شيء استراتيجية مقيتة حتي وصل البعض إلي أن يزايد علي الوطن نفسه فبعد الإحساس بانصراف الجمهور عن متابعة البرامج الحوارية وشراء الصحف لم يجد البعض إلا هذه الاستراتيجية لكسب متعاطفين جدد يضغطون علي وتر أوجاعهم وآلامهم التي لن تحل مطلقا بكلمات معسولة إنما بالعمل الجاد الدءوب. صمت الدولة عن ظواهر مثل هذه خطر كبير لأنها تجعل كل خلاف بلا سقف ولا رادع أخلاقي وقانوني، وهذا هو طريق الوصول إلي الانحدار والتدني ويجب الحذر كل الحذر من ذلك لأن الذي يغذيه هو افتقاد بعض العناصر للوطنية الحقيقية. و هنا أطالب بتطبيق ميثاق شرف صحفي وإعلامي يلزم الجميع بالأمانة والحياد، وعدالة العرض والتأكد من مصادر المعلومات وذكر المصدر كلما أمكن وتجنب حملات الإثارة.. وخدمة أجندات خاصة وعدم بث أسرار الدولة أو ما يهدد الأمن القومي.. أو إثارة الرأي العام بطرق ومعلومات مغلوطة. وكذلك احترام القيم والأخلاق وحرمة الحياة الخاصة للمواطنين.. وحقوق وكرامة الإنسان.. والامتناع عن التحريض علي الكراهية والعنف والإرهاب