يوم 17 نوفمبر من عام 1997 استيقظت مصر علي أبشع حادث إرهابي عندما قامت مجموعة من الإرهابيين بارتكاب مذبحة بشرية للسياح داخل معبد حتشبسوت بالدير البحري وفتحوا نيران بنادقهم الآلية علي السياح بشكل عشوائي فقتلوا 62 سائحا وأصابوا العشرات ونجحوا في الهروب من مكان الحادث بأمان.. هذه الذبحة كانت لها تداعيات سيئة علي السياحة استمرت سنوات طويلة وأصيبت السياحة في مقتل وعاش أهالي الأقصر الذين يفتحون بيوتهم من السياحة أياما وسنوات سوداء وعقب وقوع مذبحة الأقصر أطاح الرئيس مبارك وقتها بوزير الداخلية حسن الألفي في المطار. وعلي مدي سنوات ظلت السياحة تعاني حتي بدأت في التعافي مع استقرار الأحوال السياسية عقب ثورة 30 يونيو.. وبعد نجاح رحلة الرئيس السيسي إلي ألمانيا فقدت الجماعة الإرهابية آمالها الأخيرة في تحقيق أهدافها بالعودة وإعادة مرسي إلي الحكم فأصيبت بحالة من الجنون وفقدان الاتزان وصعدت من عملياتها الإرهابية.. وجاء حادث الكرنك صباح أمس الأول عندما نجحت أجهزة الأمن في إفشال محاولة تكرار مذبحة معبد حتشبسوت داخل معبد الكرنك ونجحت القوات بعد مواجهة مثيرة في تصفية أحد الإرهابيين وفجر الثاني نفسه وأصيب الثالث برصاصة في رأسه. إن هذا الاداء البطولي لضباط وأفراد كمين وادي الملوك انقذوا مصر من تكرار مذبحة الدير البحري. هذه اليقظة الأمنية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك حدوث طفرة أمنية في أداء جهاز الامن وتحوله من مرحلة رد الفعل تجاه العمليات الإرهابية إلي مرحلة الفعل وهي مرحلة إجهاض العمليات الإرهابية قبل وقوعها. إنني أحيي رجال كمين الكرنك علي شجاعتهم في مواجهة الإرهابيين دون أن يفكر أحدهم لحظة في حياته حيث يعتبر رجال الشرطة أنفسهم مشروع شهيد من أجل أمن واستقرار مصر.. أقدم التحية لسائق التاكسي هيثم الذي استقل الإرهابيون سيارته إلي معبد الكرنك وعندما شك فيهم ولاحظ التوتر علي وجوههم أبلغ الشرطة بعد لحظات من نزولهم وتعامل رجال الشرطة مع بلاغه بمنتهي الجدية ومنعوا مذبحة مؤكدة. التهنئة إلي اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية الذي يعمل منذ توليه المسئولية في صمت ونجح إلي حد كبير في تحقيق طفرة أمنية. وأثق أن اللواء مجدي عبد الغفار سوف يقوم بتكريم رجال كمين الأقصر الشجعان ومعهم السائق الشهم ابن مصر الأصيل التكريم اللائق حمي الله مصر من الإرهاب.