أيام قليلة ويهل علينا أكرم شهر بين أيام الله شهر الخيرات والبركات شهر المنحة الإلهية للمسلمين لتغفر ذنوبهم وتقبل توبتهم ويختتم بالمنحة الكبري والعظمي وهي العتق من النيران بإذن الله لمن فاز وعمل بإخلاص طوال هذا الشهر ولمن صادفته ليلة القدر واللهم اجعلنا منهم ومعهم يا رب العالمين.
ويأتي رمضان هذا العام وسط ظروف عصيبة مازالت تواجه البلاد فيها الكثير من المشكلات الأمنيه والاقتصادية والاجتماعية ولعل ببركات هذا الشهر الكريم أن يرفع المولي عنا هذه الإبتلاءات وهو القادر علي ذلك.. ويبقي الجزء الأهم مع قدوم الشهر الكريم وهو استعدادات الإنسان لاستقباله وسط كميات لا حصر لها من استعدادات بكيانات عديدة مصممة علي حصار المسلمين بكم هائل من المغريات لإلهائهم عن العبادة والتفرغ لكسب الحسنات والتقرب إلي الله.
وأول هذه الكيانات هي المحطات الفضائية التي تطار الناس علي مدار ٢٤ ساعة في رمضان بسيل من المسلسلات المليئة بمشاهد الرقص والخلاعة ليلاً ونهاراً بشكل يفوق مثيله علي مدار أيام العام ثم تأتي الكافيهات ودور الله. والتي تقيم بما يسمي (الخيبة) الرمضانيه أقصد الخيمة الرمضانية ويظل ليل هذه الخيام متواصلا مع الغناء وكانت العائلات في الماضي تتسابق لإقامة سرادقات الذكر وقراءة القرآن طوال ليالي رمضان فتحولت الآن للأسف للعكس تماماً.. وتدخل الفنادق الكبري في سباق إفساد الصيام بالحفلات الغنائية وتختم الليالي بالكارثة المسماة بالسحور الراقص علي أنغام الفرق الموسيقية ونسأل الله أن يقينا شر هذه المفاسد.. ولكن يخفف من وطأة هذه الكوارث لجوء الكثيرين والأغلبية إلي الاجتهاد والعبادة بإخلاص بصيام النهار وقيام الليل راجين رحمة ربهم وبكرم من الله وتجلياته علي عبادة المخلصين سيكرم المولي مصر وبلاد المسلمين