الفنان حمادة هلال
الفنان حمادة هلال


حمادة هلال: حال السينما يدعو للرثاء

آخر ساعة

الأحد، 14 نوفمبر 2021 - 01:40 م

رضـا الشناوى

بخطوات ثابتة ومدروسة نجح الفنان حمادة هلال فى ارتقاء سلم النجومية سواء فى الغناء أو التمثيل، فأثبت للجمهور والنقاد أنه واحد من القلائل الذين يمتلكون موهبة الغناء والتمثيل معًا، ويستطيعون العبور بموهبتهم إلى قمة التألق.

ما طقوسك عند اختيار أعمالك؟

ـ طقوسى تبدأ منذ قبولى للعمل.. وعندما أقع فى غرام الشخصية أركز على جوانبها الإنسانية.. وأقرر تقديمها بعد شعورى بأننى مفتون بكل كلمة فى السيناريو والحوار، ومن هنا يبدأ مشوار الإبداع والجمال.. ومعايشة الشخصية، وطقوسى كلها تختصر فى كلمة اإخلاصى للناس وللعمل وللفن الذى يرضى الذوق والضميرب، وأعتقد أنى وضعت يدى على خط النجومية.. ومسلسل "المداح" واقعى جدا واسألوا كل من عمل معي.

واضح أنك لا تعانى مشكلة فى اختيار أعمالك؟

ـ فى بدايتى كنت أعانى كثيرا من مشكلة اختيار أعمالى خصوصا إن كانت مرتبطة بالغناء.. ومع استمرار نضوجى الفنى أصبح المعروض علىّ يكون معظمه راقيا فى مضمونه وفنية إبداعه وخلال فترة عمرى فى الحقل الفنى وهى معروفة للجميع.. جعلت من يتعاملون معى يعرفون بتلقائية ذوقى واختياراتى لنوعية أدوارى، وبالتالى فالمعروض يتجاوب مع شخصيتى الفنية التى تحددت عناصرها بقبول سيناريوهات وحوارات عصرية تعكس أفكارا غير مألوفة.. أو تتناول أفكارا لقضايا هامة برؤية جديدة.

حققت البطولة المطلقة فى مشوارك الفنى.. ماذا تقول عنها؟

ـ ليس هناك ما يسمى بالبطولة المطلقة، فأى فنان مهما بلغ حجم موهبته لا يستطيع أن يتحمل مسئولية العمل وحده، وأصلا العمل الفنى عمل جماعى، كل عنصر مسئول عن جزء من النجاح ومن الفشل أيضا.. لهذا تمنيت دائما أن أصل إلى البطولة الحقيقية التى تضيف إلى رصيدى كل نجاح.

هل تجد وسط مسئولياتك الفنية وقتا للحياة؟

ـ قدر الفنان أن ينسى أحيانا حياته الخاصة، فالفن لا يقبل شريكا بسهولة ولكن الممثل أيضا إنسان له أحلامه العادية يتمنى أن يعيشها ويحققها لنفسه ولأسرته.. وعندما تأخذنى دوامة العمل أحاول اقتناص بعض الوقت كمحاولة أسعد فيها قلبي، وبرغم الضغط النفسى والجسدى الكبير الذى أتعرض له أثناء عملى غير أن متعة النجاح تنسينى كل تعب.. وأى تعب.. وأى مهنة لها ضريبة، وضريبة الفنان قد تكون فادحة أحيانا.. ولكن كفاية حب الناس الذى لا يقدر بثمن.

شكلت ثنائيا مع المؤلف أحمد محمود أبوزيد.. فما سر ذلك؟

ـ أعتقد أن الأمر يعود لكوننا نشبه بعضنا كثيرا على المستوى الأخلاقى والمعيشى وأيضا الأسري، أما عن المستوى المهنى فأعتقد أن أحمد من أهم مؤلفى مصر، وما يميزه أنه يجيد عمل حبكة درامية تناسب جميع البيوت البسيطة والشعبية.. فالدراما لها كتابتها بعكس السينما التى من الممكن اختلاق أشياء غريبة افانتازياب أو كوميدية مجنونة، وأتمنى أن يستمر هذا الثنائى طويلا ونقدم المزيد من الأعمال مستقبلا.

هل تخطط لحياتك خاصة بعد نجاحك فى مسلسل المداح؟

ـ نجاحى فى مسلسل المداح يرجع لتكاتفى مع المخرج والكاتب وسيناريست العمل مع بقية أبطال العمل، وأحمد الله أنى لمست النجاح من أول وهلة.. ذلك لأنى على الله مع الألف إلى الياء.. وبالنسبة لى فقد أعطانا الله عقلا لنفكر به.. هل هذا مناسب الآن أم غير مناسب.. وطبعا أنا مؤمن تماما بأن الله لو أراد لى عملا معينا فلن يمنعنى عنه أحد مهما فعل والعكس صحيح أيضا.. لذلك فأنا لا أخطط لحياتى بالمعنى المباشر للعبارة ولكنى أتوكل على الله.. وأفكر وطبعا أسعى وأجتهد.. واللى فيه الخير يقدمه ربنا.. وأدعو الله أن أكون على قدر المسئولية.

العرض الحصرى من وجهة نظرك سلبى أم إيجابي؟

ـ خريطة العرض أمر يخص جهة الإنتاج، صحيح ليس لدىّ خبرات طويلة فى عالم الدراما ولكن من باب خبرتى فى الدراما بشكل عام مكسب عادى فقط، يضمن نجاحا، أما بخصوص نسب المشاهدة الحقيقية فموسم مثل رمضان غير مقياس تماما بالنسبة للمشاهدة ولذلك أنتظر الموسم الثانى بعرض المسلسل لأن الآراء وقتها دائما ما تكون صائبة.. ونجاح أى عمل بالبقاء فى أذهان الناس لسنوات.

"بلاكليست" يقول فيها حمادة هلال لا.. لمن.. ولأى الأشياء؟

ـ أقول الاب لأى دور لا يدفعني.. وحده فقط للأمام.. فالأدوار لا معنى لها.. ولا تضيف للفنان بل تسحب من رصيده عنده.. أيضا أقول الاب للمجاملات، فى غير موضعها، ولا لتنازلات من أى نوع فهى بالتأكيد تأتى كلها على رأس حساب الاعتبارات الفنية على طول الخط.

من الواضح أن لك معايير فى اختيارك لأدوارك؟

ـ أنظر أولًا إلى النص ومضمونه.. إذ لابد أن يخاطب الفكر والعاطفة لأننى أؤمن بأن الفن رسالة ثقافية لابد أن تثرى  قلب الإنسان وعقله، ثم أبحث عن المخرج لأنه عنصر هام فى العمل وأراعى الاتجاهات السياسية فى العمل.. ولأن الدراما هاجسى وإدمانى اليومي.. لا يهمنى حجم الدور أو مساحته بقدر ما يهمنى تقديم رسالة فنية جيدة.

كيف يصنع الفنان نجوميته؟

ـ الجمهور هو صاحب الرأي.. وهو الذى يضع رأيه طى الصندوق الانتخابى لأى نجم.. ويختار مرشحه الفنى للنجومية.. أعترف أن فنانا بلا جمهور لا شيء.. وأنا بلا جمهور لا شيء.

هل سحبت دراما التلفزيون البساط من تحت أقدام السينما؟

ـ السينما أصبحت فى حالة يرثى لها تقدم أعمالا فقدت رومانسيتها وإحساسها بجمال الموضوع والصورة والتعبير والحوار، وأصبح التعبير بالكاميرا قاسيا ليناسب موجات العنف والاغتصاب والإدمان التى سادت أفلامنا وساهمت فى نشر الظواهر السلبية فى مجتمعنا.. هذه كارثة.. ولو رجعنا للوراء سنجد أن السينما كانت تنتج فى الماضى أكثر من 50 فيلما فى العام الواحد.. أما الآن فتنتج خمسة أو ستة أفلام فى العام.. وقد استغل مؤلفو الدراما الفرصة وأبدعوا فى تقديم مسلسلات ذات قيمة فنية عالية تحترم المشاهد وتعالج قضايا المجتمع، ولهذا السبب تحول أغلب نجوم وفنانى السينما إلى التلفزيون.

أين تجد نفسك بين جيل اليوم؟

ـ أنا أعمل وفق الهدوء مع الموهبة، وأقصد من وراء ذلك أنى لا أستعجل أى شيء، وهذه النظرية التى طرحها البعض جيدة جدا، لأنها تجعل الفنان يعمل فى هدوء، وتركيز شديدين.. وبالتالى ينعكس ذلك على أعماله، فلا يختار إلا الذى يرضى هو نفسه عنه، ويفيد الجمهور، ويعطيه المضمون والرسالة الهادفة.. وهذه الأشياء عندما تبحث عنها فإنك من المؤكد سوف تخرج موهوما، فهذا الهدوء والموهبة يصنعه البعض ويعيش وسوف يلتحق بقطار خاص جدا لا يقبل أن يستقله إلا من يعمل وفقا لنظرية االهدوء مع الموهبةب التى يجنى الفنان من ورائها كل ما هو مفيد لمستقبله وحاضره وفنه وجمهوره.

هل تشغل بالك طريقة كتابة اسمك على إفيش الدعاية؟

ـ أبدا.. أنا أجتهد وأسعى لتحسين أدائى فقط وهذه المسألة لها ناس يهتمون بها.. وعموما القائمون على العمل يبحثون عن عنصر جذب للجمهور ويهتمون بإبرازه، ولذا أنا أجتهد فقط.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة