محمد
بعد 19 عاماً على حادث قطار الصعيد.. محمد أصغر الضحايا يبحث عن أسرتة
الأحد، 14 نوفمبر 2021 - 03:17 م
محمد عوف
رغم مرور أكثر من 19 عاماً تقريباً على حادث قطار الصعيد الشهير رقم 832 المتجه من القاهرة إلى أسوان، والذي اندلعت النيران في إحدى عرباته يوم 20 فبراير 2002 وراح ضحيته مئات الأشخاص ماتوا محترقين، إلا أن ذكرى هذا الحادث الأليم لم تغب عن ذهن الشاب محمد عبد الله عبد الرحمن المهدى أحد ضحايا الحادث الأليم الذي كان سنه وقتها لا يتجاوز 4 سنوات، فقدْ فَقَد أسرته خلال هذا الحادث ولم يعلم عنهم شيئاً، هل ماتوا أم كتبت لهم النجاة، ولا يعلمون أنه مازال على قيد الحياة؛ فمنذ وقوع الحادث بدأت مأساة هذا الشاب الذي لم يفقد الأمل حتى الآن في العثور على أسرته لعل يأتي يوم ويعثر عليهم.
حكاية الشاب محمد عبد الله يرويها بنفسه قائلاً لـåأخبار الحوادثò؛ أنه من مركز مغاغة بمحافظة المنيا، وفي يوم الحادث كان بصحبة والدته، كان القطار أتي من القاهرة لأسوان وعقب مغادرته مدينة العياط عند قرية ميت القائد، شاهد الركاب دخانًا كثيفًا ينبعث من العربة الأخيرة للقطار، ثم اندلعت النيران بها وامتدت بسرعة إلى باقي العربات، والتي كانت مكدسة بالركاب المسافرين لقضاء عطلة عيد الأضحى في مراكزهم وقراهم في صعيد مصر، وقام بعض الركاب بكسر النوافذ الزجاجية، وألقوا بأنفسهم خارج القطار، مما تسبب في مصرعهم أو غرقهم في ترعة الإبراهيمية، أما والدته فقد كانت في حيرة من أمرها فهي تحاول أن تهرب من النيران التي تقترب بشدة ناحيتها ومعها طفلها الصغير، كيف تتصرف فهداها تفكيرها لإلقائي من باب القطار لإنقاذي من النار خوفا من أن تلتهم جسدي، وهي تقف مكتوفة الأيدي، لم تدري أنها قد ألقتني في تهلكة الحياة، فقد التقطتني إحدى السيدات وتم إيداعي إحدى دور الرعاية الاجتماعية بطنطا، ولا أدري ما الذي جاء بي من الصعيد لطنطا، لكن تربيت وتعلمت في دار الأيتام، حتى كبرت وحصلت على دبلوم صناعي وتخطيت السن القانوني الذي يلزمني بترك الدار بعد ذلك والبحث عن عمل ومكان أقيم فيه، وصرت في الشارع بلا مأوى منذ عام 2016، لا أدري ماذا أفعل وأين أذهب؟، أمواج الحياة تقذفني تارة هنا وتارة هناك وأنا أحاول البحث عن أهلي، بحثت عن عمل في أماكن عديدة حتى استطيع العيش، نمت في الشارع اياما كثيرة وعطف عليّ فاعلو الخير، حتى التحقت بالعمل في كافتيريا أنام فيها بعد العمل، وعملت ايضا محصل في أتوبيس نقل عام، فأنا لدي إعاقة في قدمي جراء الحادث، كل هذا وأنا لم أفقد الأمل في العثور على أهلي، وربما يتعرف واحد من اسرتي على صورتي.