الفائز بجائزة البوكر البريطانية : دامون جالجوت: أشعر بالذنب لفوزى بالجائزة
الفائز بجائزة البوكر البريطانية : دامون جالجوت: أشعر بالذنب لفوزى بالجائزة


الفائز بجائزة البوكر البريطانية «دامون جالجوت»: أشعر بالذنب لفوزي بالجائزة

أخبار الأدب

الأحد، 14 نوفمبر 2021 - 04:13 م

نشأ الروائى والمسرحى (دامون جالجوت 57 عامًا)، فى بريتوريا بجنوب أفريقيا فى أوج حقبة الفصل العنصري وهو مقيم الآن فى كيب تاون كتب (روايته الأولى)

وهو فى السابعة عشرةوهذه المرة الأولى التى يفوز فيها بجائزة البوكر رُغم وصوله لقائمتها القصيرة لفى مرتين سابقتين «الوعد» هى روايته التاسعة والأولى منذ سبع سنوات من التوقف. بهذه الجائزة أصبح (جالجوت ثالث) جنوب أفريقى يفوز بالجائزة الأدبية المرموقة بعد (جى إم كويتزى) و(نادين جورديمر). تمتد أحداث روايته الأخيرة على مدى أربعة عقود مضطربة حيث يتتبع رغبة الأم البيضاء المحتضرة فى توريث ممتلكاتها لخادمتها السوداء.

(أثنت لجنة تحكيم (جائزة بوكر) فى هذه الدورة على «الوعد» لأنها «قدمت مثالًا رائعًا للكيفية التى يمكن أن تدفعنا بها رواية لنرى ونفكر من جديد» وقارنوها بأعمال (ويليام فوكنر وفيرجينيا وولف.
 الرواية وفقًا لمحكمى البوكر «تعليق قوى لا لبس فيه على تاريخ جنوب أفريقيا بل وتاريخ الإنسانية نفسه يمكن تلخيصه فى السؤال: هل للعدالة الحقيقية مكان فى هذا العالم؟».
فى كلمتها قالت المؤرخة (مايا جاسانوف) رئيسة لجنة التحكيم: «شعرنا أثناء التحكيم أن هذه الرواية تحمل قوةً كبرى. إنها تجمع بين قصة استثنائية، وموضوعات ثرية من تاريخ الأربعين عامًا الماضية فى جنوب أفريقيا ومحكية بإتقانٍ لا يصدق. قبل أن نبدأ الحديث حول كل كتاب بعينه أجرينا نقاشًا واسعًا حول ما نراه من سمات يجب توافرها فى الكتاب الفائز. مَيَز أحد المحكمين بين ما هو جيد جدا وما هو رائع. بالنسبة لي أرى أن «الوعد» جمعت بين السرد الرائع والاهتمام الملحوظ بالبنية والأسلوب الأدبي. مع كل قراءة لهذا الكتاب، كنا نكتشف شيئًا جديدًا».

هنا حوار مع جالجوت نشرته جريدة الجارديان.

كيف نشأت فكرة روايتك، «الوعد»؟
تنشأ الكُتب من الأفكار أو الموضوعات التى تشغلنا لبعض الوقت ونهتم بشأنها. نشأت فكرة هذه الرواية من سلسلة حكايات أخبرنى بها أحد الأصدقاء أثناء تناولنا للغداء عن أربع جنازات عائلية كان قد حضرها. خطر ببالى حينها أن هذه طريقة مُشوِقة لرواية قصة عائلة ما. الوعد نفسه استلهمته من صديق أيضًا أخبرنى كيف طلبت والدته من العائلة إعطاء قطعة أرض معينة للمرأة السوداء التى اعتنت بها خلال مرض الموت كما يحدث فى الكتاب.

لماذا جعلت أحداث الرواية تدور فى بريتوريا؟
كانت طريقة للتطهر من بعض آثار نشأتي. لم تكن بريتوريا فى الستينيات والسبعينيات والثمانينيات مكانًا رائعًا لينشأ فيه إنسان حتى وفقًا لمعايير جنوب أفريقيا. كانت مركزًا لآلة الفصل العنصرى بأكملها كما احتفظَت بعقلية مسيحية محافظة إلى جانب العنف اليومى الذى لا يُنسى.

هل عائلة سوارت أبطال رواية الوعد، مستوحاة من عائلتك؟
ليس تمامًا رغم اختلاط الحكايات الصغيرة بين الحقيقة والخيال. عائلتى بها جانب يهودى أيضًا كما فى الرواية الجانب الكالفيني. لا يمكنك استحضار شخصيات وخلقها دون الاعتماد على بعض الجوانب الذاتية لذا فإن كل ذلك انعكاس بشكلٍ ما لواقع شخصي.

تتميز الرواية بأسلوب سردى خاص، كيف نشأ ذلك؟
كتبتُ البداية ولم تُعجبني ثم انشغلتُ بكتابة سيناريو فيلم وكان لهذا تأثير كبير على بنية الرواية. لأننى حين عدتُ للعمل عليها رأيت أنها تقليدية جدًا فقررتُ إدخال أسلوب سردى يشبه كتابة الأفلام. تتبدل هوية الراوى أيضًا 
وهذه إحدى النقاط التى آمل أن تُحرك السؤال لدى القارئ: من يروى القصة؟ وقد يكون طرح هذا السؤال هو المقصد الوحيد.

>كيف أصبحت كاتبًا؟
 الكثير من أفراد عائلتى يعملون مجال القانون وكانت الضغوط صارخة لأسلك نفس الطريق فى شبابي. لكنى رغبت فى ممارسة الكتابة دومًا. عانيت من سرطان الغدد الليمفاوية فى طفولتي وقتها كان الكثير من أقاربى يقرأون لي فصرتُ أربط تلقائيًا بين الكتب والقصص ونوع معين من العناية والتعزية. لا تزال الكتب قادرة على نَقلى إلى مكانٍ آخر وهذا هو الغرض منها على ما أعتقد.

كيف تتعامل مع توقعات الانخراط بالشئون السياسية التى تنشأ فقط من كونك كاتبًا جنوب أفريقي؟
تبنى نقاد أعمالى الأولى نبرة أننى كنت طفلًا ذا امتيازات ولدى رفاهية تجاهل واقع جنوب أفريقيا. أذكر انزعاجى الشديد من هذا النوع من التعليقات لأننى كنت أعرف أنها صحيحة بصورةٍ ما. لا أرى أن قيمة الخيال الأدبى تكمن فى تسليط الضوء على التاريخ فحسب، بل أن يخبرك أيضًا كيف شَعر المرء وهو يعايش ذلك التاريخ  ما يجعل محاولة توجيه العمل نحو ما تراه مناسبًا لذلك تحديًا كبيرًا.

هل لديك روتين كتابة صارم؟
أنا بائس وغارق فى الفوضى. أحتاج إلى الوصول إلى المرحلة التى أشعر فيها بالهوس الكافى الذى يستدعى فى ذهنى أول خيط ولا يسمح لى بتركه. أصل إليه فى النهاية لكن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً. ومع المسودة الأولى حيث كل شيء غامض وسيطرة الإحساس بأنى عالق فى الوحل ومحاولاتى للخروج أُفضل فعل أى شيء تقريبًا سوى الكتابة. يساعدنى هذا بالطبع فى إنهاء المهام المنزلية.

سمعتُ أنك تكتب بخط اليد!
لدى بعض الهوس الخاص بأدوات الكتابة. أستخدم قلم حبر معين منذ كنتُ فى العشرين تقريبًا. إنه قلم باركر. وأحب تلك الدفاتر الحمراء التى تستخدم فى الهند لكتابة غرامات المسافرين بدون تذاكر. إنها تثير هوسى بدون أى سبب واضح، فأملؤها ببدايات عديمة النفع فى الغالب، ثم تشتعل الفكرة أحيانًا. بعد مسودتين كاملتين، أنقلها إلى الكمبيوتر.

ما الجانب الأكثر متعة فى الكتابة؟
أحيانًا حين تفتح بابًا وتشعر بوجود قصة وراءه وتشعر أنك ستصل إليها فقط لو تمكنتَ من متابعتها جملة تلو الأخرى. لكن فى معظم الأحيان تأتى المتعة الحقيقية فى النهايةحين تتجمع كل الخيوط معًا وتتضح.

كيف أثر وصولك للقائمة القصيرة لجائزة بوكر لمرتين سابقتين على مسيرتك المهنية؟
لقد غيّر هذا تطلعاتى بالفعل أكثر مما فعل أى شيء آخر. رغم هذا تعد قوائم الجوائز إشكالية من كل الجوانب. تصاعَد هَوَسٌ محيط بهذه الجائزة تحديدًا حتى أن المرء يشعر بشيء من الذنب للفوز بها.

هل ترى أن فرصتك أكبر فى المرة الثالثة؟
كل هذا يانصيب. ومع ذلك إذا وصل لى اليانصيب مرة أخرى ربما عليَّ أن أكون أقل حساسية وأكثر ثباتًا. تُمازحك البوكر بخدعة صغيرة تنطلى عليك حتى النهاية: لبضعة أسابيع أنت واحد من ستة فائزين  ثم يتم توجيه كل هذا الاهتمام وبشكلٍ مفاجئ، نحو فائزٍ واحدٍ فقط، بقيتكم خاسرون.

ما آخر كتاب قرأته ترى أنه رائع فعلًا؟
رواية جورج سوندرز): لينكولن فى الباردو هى آخر كتاب قرأته وأثار جنوني. رواية ملهمة بشكل استثنائى وأصيل. من يفكر فى تأليف رواية كهذه!

سافرتُ مرة خصيصًا لزيارة كورماك مكارثى فى منزله الذى كان حينها فى إل باسو. كان ذلك قبل أن تذيع شهرة روايته «كل الخيول الجميلة». لم يكن معروفًا حتى لدى العاملات فى مكتبة إل باسو العامة. لم تكن لديّ الشجاعة لطرق بابه. راجعتُ نفسى طويلًا لكنى فكرت: هل أُفَضِل أن أتذكر جلوسى خارج منزل كورماك مكارثى أم أنه صرفنى بنفسه من أمام بابه؟

أقرا ايضا | جلال برجس: الانفجار الروائى العربى يتخلله الكثير مما لا يصلح أن يصنف كرواية

 

من اخبار الأدب 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة